Wednesday 14th January,200411430العددالاربعاء 22 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

القتل الذي نمارسه كل يوم..! القتل الذي نمارسه كل يوم..!
ظاهر بن علي الظاهر

القتل يحدث بصفة يومية، بل هو في كل ثانية من ثواني هذه الحياة وقد يكون في كل جزء من الثانية، كلنا نقتل، وفي كل يوم، وعمداً مع الإصرار والاستمرار في القتل.
إذا كان القتل هو تعطيل الإنسان عن الحياة وإيقافه عن كل ما يتعلق بأموره اليومية، العبادة، الاكل والشرب، العمل، العطاء بأنواعه، وغيرها.. والتعطيل يحدث منا بصفة يومية ومستمرة نتعطل ونعطل بإهدار واضاعة الكثير من الوقت الذي منحنا الله إياه، والذي بامكاننا ان نستثمره بما يفيد حتى الثانية فبإمكاننا ان لا نجعلها تضيع سدى، حياتنا كلها عبارة عن ثوان ودقائق وساعات.
اذا توقف الإنسان خلال هذه الدقائق والساعات مات مع توقفه جزء من حياته بقدر ذلك التوقف، الا ان عمره يمضي ولا يتوقف.
نقتل الكثير من الدقائق بالاستسلام لأمور كثيرة لا يجب أن نتوقف من اجلها فيضيع من حياتنا الكثير.
إننا نقتلها بالحزن رغم انه من صفات ابن آدم عند حدوث حوادث له غير محببة إليه ولكن لا يجب ان نستسلم له حتى يقضي على الوقت كله أو جله.
نقتلها بالشجار مع الآخرين والأحاديث اللاطائل منها، وبالتوقف عن العمل والعطاء، وبالاستسلام للهواجس والافكار.
نقتلها بمسائل كثيرة تمر علينا في حياتنا اليومية، نقتلها بالجلوس بلا عمل وبالخمول والكسل، يغفل الإنسان عن انه حي، كل ثانية محسوبة عليه وكل ثانية تمر ولا تعود مرة أخرى، يعمل، ويعطي، ويذكر، ويشكر، ويفكر ويتأمل ويتذكر وينسى ويذهب ويجيء، كل هذا وأكثر خلال اليوم، اذا توقف الإنسان توقف معه كل هذا فيقتل من خلال التوقف كل شيء.
كل ما يتوقف به العطاء والعمل الصالح والفكرة الجميلة جزء من القتل، جزء من الحياة ميت في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم «مثل الذي يذكر الله والذي لا يذكر الله مثل الحي والميت» تعمل وتعطي وتذكر وتشكر انت حي، تتوقف مثل الميت.
«من المحبرة إلى المقبرة » كلمه قالها الامام أحمد بن حنبل رحمه الله تدل على الاهتمام بالوقت وعدم اهداره، استثمر الدقائق والثواني.
كل ثانية تمر دون استثمار جزء من الموت.
لا تتوقف حتى حال انتظارك امام اشارة المرور ففيها دقائق وفوائد كثيره قد تكون تلك اللحظات هي الحاسمة للزحزحة عن النار ردد الكلمات الخفيفه على اللسان والثقيلة في الميزان، اكتب عند التوقف والانتظار فكرة تمر بخاطرك، دون ملاحظة، اتصل بزميل أو قريب للسلام عليه، اقرأ الكتب النافعة وهذا من افضل ما يمكن ان يستغل فيه الوقت، اقرأ القرآن من حفظك وراجع اثناء القيادة او الوقوف والانتظار ما تحفظه فمن فوائد ذلك الهدوء اثناء القيادة خصوصاً عند الازدحام، وطرد الشيطان وعدم الغضب، والاشتغال بشيء يبعدك عن مراقبة الناس والتذمر، وغيرها من الفوائد في المراجعة، إضافة إلى الاجر والثواب العظيم الذي ستناله، إن في كل ثانية من ثواني الحياة فائدة فلا تفوتها في تافه واحرص على الوقت.بإمكانك استغلال دقائق الانتظار بترديد الاذكار وبالكثير من الأفكار.نظِّم وقتك أو على الأقل حاول ان تجعله منظما وستجد الكثير من الوقت وان العمر فيه سعة لكل شيء، فقط ما عليك الا ان تفكر في ان تحافظ على وقتك وتنظمه وستجد الكثير من الحلول والصور المفيدة فلا تجعل عمرك ينتهي في لاشيء.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved