Thursday 15th January,200411431العددالخميس 23 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لما هو آت لما هو آت
مقاعدُ السُّؤال!!!
خيرية إبراهيم السَّقاف

«هذه القطعة من «البسكويت» أثارت حنيني إلى الطفولة...»
«أُمِّي كانت تقدمها لي في الصباح، وعند لحظة التَّرويح بعد العصر!!»
ألقت بهذه العبارات وهي تتلذَّذ بتذوُّق قطعة البسكويت...
ومضت وهي تتبسَّم لتدعو شابةً للامتثال إلى مقعد المواجهة!!
تُقْبَلُ في الجامعة للدراسة؟!
أم تُرْفَضُ؟!
تلك كانت لوحة تتحرك أمامي...، وأنا أجلس إليهن واحدةً في عضوية لجنة...
وطعم البسكويت لا يزال في فمي ضمن الكلام الذي يخرج منه...
أسئلةٌ...
لا نتدَّرب عليها...
تَتْرى...
رؤوسٌ أمامي...، تنهال إليها موجاتٌ من الأفكار في رؤوسٍ أمامها...
سائلةً في بضع كلماتٍ مكوِّنةً في نهايتها علامة استفهام؟!
ما المعايير التي تُكوِّن هذه الأسئلة؟!
شابةٌ في مقتبل العمر...
تعثَّرت دون النِّسبة المطلوبة للقبول في الجامعة، تداولَت الرأي في أسرتها مع وليِّها،
«ندفع» لنتعلَّم!!
تجلس مضَّطربةً...
وراء كلِّ وجهٍ قصة وقصة...
في كلِّ عينين علامات استفهام...
بعد أن تنتهي من جدل الحوار... تنفض جسدها واقفة، (ما النتيجة؟! قُبلتُ؟ أم لم أُقبلْ؟!)...، أغلبهن يطرأ أمامهن موقف «الوليُّ» (تكبَّد كثيراً كي يحصد لي ثمن الدراسة...) تُرى، هل ستُدفع أم ستُرد إلى حيث كانت؟!
وتمضي...
خلف الباب تقف عشراتٌ، يتحلَّقن من حولها، فضول لمعرفة الأسئلة،
هنَّ هناك، وأنا هنا، أعتصر ذهني كي تنهال أسئلةٌ جديدة...
وجوهٌ شابة،
ما القرارات، ما المشكلات، ما القضايا، ما الدوافع، ما التَّوجهات؟
والحصاد لا يُسْمِن...
الحصاد لا يُغْني...
الجوع يفتح فمه كما المغارة...
وخلف ظهورهنَّ وهنَّ يودِّعن مقاعد الاستجواب تلاحقهنَّ حسراتي...
من يخرجهنَّ من فم المغارة؟
من يجعلهنَّ حصاداً مثمراً يُسْمِن ويُغْني؟
هذا التَّحلق...؟
هذه الأسئلة؟
هذه المعايير الفردية؟!
فإشارة.. تُقبل؟
أو إشارة لا تُقبل؟
وفي الحالتين: لا يزال طعم (البسكويت) يعتلج كذكرى أمهّا... وهي تدرأ لحظة جوعٍ، وتمنح لحظة فرحٍ....
شيئاً كي يبقى....
ولا أدري ما الذي سيبقى من مقاعد السُّؤال؟


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved