تراكم الظلم والعدوان

لا يكف شارون عن إطلاق التصريحات الاستفزازية التي تواكب أعمالاً قمعية إسرائيلية على الأرض؛ ما يؤدي إلى تفاقم المشاكل التي يعانيها الفلسطينيون من جراء هذا العدوان اليومي والاحتلال المقيت..
ووسط هذه الأجواء الصعبة يشيع الفلسطينيون يومياً جنازات أبنائهم الذين تقتلهم القوات الإسرائيلية صباح مساء، لكن إسرائيل يجن جنونها عندما تقدم سيدة في الحادية والعشرين من عمرها وأم لطفلين بتفجير نفسها وسط الجنود الإسرائيليين انتقاماً لتراكمات طويلة من الأحزان قد تكون على الأب أو الأخ أو الأخت بل على شعب بأكمله يموت كل يوم ألف مرة.
وفجأة تتحول إسرائيل إلى ما يشبه الضحية وتتلبس لبوس الحمل الوديع وتذرف دموع الإفك لاستعطاف مواقف العالم، ومن ثم يهرع أناس مدربون على هذه المواقف لمبادلة الدموع الإسرائيلية بأغزر منها ويتباكون على القتلى وعلى وحشية القتلة، ويتحول النضال الفلسطيني إلى مجرد أعمال إرهابية فيما يتم تناسي كل الفظائع الإسرائيلية بما فيها من قتل يومي ومذابح مشهودة واحتلال ومستوطنات وفصل عنصري.
وكل ذلك يهيئ الأجواء لمذبحة إسرائيلية جديدة، كيف لا، وكبار العالم يتحدثون بصورة إيحائية تشجع على العدوان وتطلق على الفلسطينيين أفظع النعوت، وعندما تقع المذبحة تترى المبررات من كل صوب ولعل أبرزها، في كل مرة أن لإسرائيل الحق في صيانة أمنها بالوسيلة التي تراها مهما كانت هذه الوسيلة عبر المذابح وتدمير المنازل أو غيرها.
هذه الحالة لا تشجع على السلام، بل هي أدنى لتشجيع العدوان، وإزاء ذلك فإن إسرائيل لا تجد ما يحملها على تلمس سبل السلام لأنه لا ينسجم مع طبيعتها القائمة على البغي والعدوان والتوسع في أراض الفلسطينيين.