Thursday 15th January,200411431العددالخميس 23 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إلى جنة الخلد.. يا أبا طه إلى جنة الخلد.. يا أبا طه
نزار عبداللطيف بنجابي / جدة

يوم الاثنين الثالث عشر من شهر ذي القعدة الجاري لم يكن يوماً عادياً لديّ بل يوم حزين لرحيل رجل البر والخير والإحسان ورجل القلب الكبير الشيخ عبدالقادر محمد علي خوج الذي رحل من الدنيا الفانية بعد معاناة مع المرض الذي لم يمهله طويلاً.. فطوال فترة مرضه على السرير الأبيض بالمستشفى كان مستلسما لما حل به صابراً على الآلام التي لا زمته طوال الشهرين والنصف الماضية ورغم الآلام الشديدة التي كان يئن منها لكنه كان بشوشاً والضحكات والابتسامة لا تفارقه والتي كان يستقبل بها زواره ومحبيه وحتى وهو في نزعاته الأخيرة مع الموت كان لسانه يردد على زوجته واشقائه وأبنائه قائلاً لهم اكرموا الناس القادمين واعملوا لهم الأكل كأنه يودع هذه الحياة التي كان يحمل هموم الآخرين من أقربائه ومحبيه قبل أن يحمل همومه وأسرته والتي كان يقوم بقضاء حوائج من يحمل همهم قبل أن يقضي حوائجه وكان عندما يجلس معنا جلساته لا تخلى من الضحكات والابتسامات واصدار النكت والطرائف فعندما ابلغت بخبر وفاته لم اتمالك نفسي واجهشت بالبكاء الشديد على فراقه ورحيله عنا وتركنا نعيش على ذكراه الجميلة التي عودنا عليها من سنوات طويلة والتي تعلمنا منه رحمة الله عليه النهج الذي كان يعمل به من افعال الخير والإحسان والبر ونحمل مثله هموم الناس قبل همومنا واصبحنا نعمل مثله في كل شيء والذي اعتبرناه مدرسة عظيمة لنا نقتدي به، فعلمنا حب الخير للناس الذين هم في أمس الحاجة له فإني هنا في رثائي للفقيد الشيخ عبدالقادر خوج اعزي نفسي قبل ان اعزي زوجته وأشقاءه وأبناءه وأقرباءه وكل محبيه الذين شيعوه إلى مثواه الأخير وهم يزرفون الدمع الغزير على فراقه وارتفعت الايدي للسماء بالدعاء له بالرحمة والمغفرة وأن يسكنه فسيح جناته وأن يعوض أسرته وأشقائه وأبنائه ومحبيه كل خير ويعوضنا جميعا فيه خيراً فإني أقول كما قال تعالى في محكم التنزيل {كٍلٍَ نّفًسُ ذّائٌقّةٍ المّوًتٌ}.. وكما أقول رحم الله رجل البر والاحسان وصاحب القلب الكبير الفقيد عبدالقادر محمد علي خوج واسكنه فسيح جناته جنات النعيم مع الصديقين والشهداء وأقول {انا لله وانا اليه راجعون}.. ونرجو لك الجنة يا أبا طه.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved