Thursday 15th January,200411431العددالخميس 23 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

كتاب العلولا.. نجحت العملية.. ومات المريض؟!! كتاب العلولا.. نجحت العملية.. ومات المريض؟!!

بقلم/ بدر بن محمد العوفي - محرر بجريدة عالم الرياضة
التاريخ أو التأريخ في اللغة العربية يعني الإعلام بالوقت، وقد يدل تاريخ الشيء على غايته ووقته الذي ينتهي إليه زمنه ويلتحق به ما يتفق من الحوادث والوقائع الجليلة.
وهو فن يبحث عن وقائع الزمان من ناحية التعيين والتوقيت وموضوعه الإنسان والزمان.
ويرى بعض العلماء مثل «هرنشو» أنه على الرغم من إننا لا يمكننا أن نستخلص من دراسة التاريخ قوانين علمية ثابتة على غرار ما هو كائن في العلوم الطبيعية إلا أن هذا لا يجوز أن يجرد التاريخ من صفة العلم ويقول إنه يكفي إسناد صفة العلم إلى موضوع ما، إذا مضى الباحث في دراسته وكان يتوخى الحقيقة وأن يؤسس بحثه على حكم ناقد بعيداً عن الأهواء والميول الشخصية وكان يصبو فقط إلى اظهار الحقيقة المجردة.
وقد اتفق علماء التاريخ وفلاسفة الاجتماع على أن المؤرخ أو من يتصدى لكتابة التاريخ لا يخترع ما يكتبه من العدم ولا يؤلف من المخيلة بل يستند إلى مصادر ووثائق ومؤلفات وشهود قد تحاول المواقف الفكرية الخاصة بالمؤرخ تلوينها لخدمة اتجاه معين لكن الحقيقة التاريخية تظل قوية بعناصرها.
من هذه البوابة ربما أستطيع أن أدلف إلى ما أريد أن أكتب عنه.. فقد صدر مؤخراً.. للأخ الزميل الأستاذ أحمد العلولا مؤلفاً حمل اسم «الحركة الشبابية الرياضية في منطقة القصيم» حرصت على قراءته والتمعن بمحتوياته لعلني أزيد من معرفتي وثقافتي ومعلوماتي الشخصية.. لاسيما وأن الأستاذ أحمد العلولا قد أخذ منه إعداد هذا المؤلف ما يقارب أربع سنوات مما يجعل أي قارئ يثق بأن محتويات مؤلف العلولا ستكون ثمينة وقيمة ناهيك عن أن العلولا يملك من الخبرة الرياضية ما يقارب الثلاثين عاماً منذ أن دلف إلى الصحافة الرياضية في عام 1396هـ وهي خبرة ليست بالبسيطة بأي حال من الأحوال.
كل هذه الخبرة الطويلة والسنوات الأربع التي عكف خلالها العلولا على إعداد كتابه كانت تكفي «بديهياً» لأن يطلع المتلقي الرياضي على مادة دسمة ومشبعة.. ترضي نهمه ومتابعته..
ومات المريض..!!
كنت «والحق يقال» واثقاً أن الكتاب سيكون ثرياً وغنياً بالمعلومات التي يتمناها أي متابع وكنت تواقاً وشغوفاً لقراءة الكتاب وأنا أسمع هنا وهناك.. أن الكتاب خرج إلى المطبعة.. ثم خرج الكتاب من المطبعة.. ولكن.. ليته لم يخرج؟؟
نعم أقولها صادقاً.. ومن قلبي ليته لم يخرج بالصورة التي خرج بها.. فقد كان أشبه بالمريض الذي أجريت له العملية فدخل إلي غرفة العمليات «وهي المطبعة» ولكن.. نجحت العملية.. ومات المريض.. نجحت عملية الطباعة.. ومات الكتاب.. بل إنني عندما كنت أتباهى بالكتاب قبل صدوره.. كنت كمن يستبشر بمولود له.. وبشروني وليتهم لم يبشروني.. قالوا لي.. «أبشر لك بولد.. بس مات».. كما هو المثل الشعبي الدارج؟؟
وما هي الحكاية؟؟
لا شك أن القارئ يتساءل بينه وبين نفسه عندما يقرأ السطور السابقة عن سر تحاملي على الكتاب «الميّت».. ومن حقهم أن يتساءلوا ومن حقي أن أوضح لهم سبب تحاملي.. فقد احتوى الكتاب على معلومات خطيرة وغاية في الخطورة لا يمكن السكوت عليها أو تطنيشها وتجاهلها.. بل يجب التصدي لها وقمعها كي لا يجد بعض «الجهلة» سبيلاً من خلالها بالإساءة إلى أشخاص أو أندية لها تقديرها واحترامها من مختلف الأوساط.. وخلاف المعلومات الخاطئة تجاهل الكتاب «الذي كان مريضاً» شخصيات كانت لها بصمات واضحة على رياضة المنطقة سآتي إلى ذكرها لاحقاً.. ولعلي أبدأ بالمعلومات «الكاذبة» التي احتواها الكتاب «الذي مات بعد مرضه».. فإلى التفاصيل..
كارثة.. يا أحمد؟؟
ذكر المؤلف الأخ أحمد العلولا في كتابه آنف الذكر في معرض حديثه عن نادي الرائد وبالتحديد في الصفحة رقم «53» السطر «16» ما يلي نصه «والجدير بالذكر هنا أنه وبعد حوالي عامين من تأسيس الفريق «يقصد الرائد» حدثت مشكلة بين عدد محدود من أعضائه مما اضطر هؤلاء «المختلفين» إلى ترك الفريق وتكوين فريق آخر أطلقوا عليه اسم «شباب بريدة» الذي عرف فيما بعد ب«التعاون» ولا يزال وكان يتزعم تلك المجموعة الاخوة محمد وحمد وسليمان وعبدالله أبناء عبدالرحمن الوابلي».. انتهى كلام الأستاذ المؤلف والمؤرخ أحمد العلولا.. ولكن ابتدأت حكاية جديدة.. فهذه المعلومة بلا شك توقفت أمامها مراراً وتكراراً.. فرجعت أتأمل في كتب التاريخ.. وكيفية رصد الأحداث التاريخية ومن هو الذي يستطيع كتابة التاريخ.. فوجدت نفسي حائراً.. بين أمرين.. أولهما من أين أتى العلولا بهذه المعلومة.. وهذه مسألة فيها نظر.. وثانيهما.. هل تأكد العلولا من معلومته التي أوردها؟؟
حسناً.. لنأخذ الأمر من جميع الجوانب.. ولنبدأ بالكلام الذي أوردته في مقدمة حديثي ونصه:
«وقد اتفق علماء التاريخ وفلاسفة الاجتماع على أن المؤرخ أو من يتصدى لكتابة التاريخ لا يخترع ما يكتبه من العدم ولا يؤلف من المخيلة بل يستند إلى مصادر ووثائق ومؤلفات وشهود قد تحاول المواقف الفكرية الخاصة بالمؤرخ تلوينها لخدمة اتجاه معين لكن الحقيقة التاريخية تظل قوية بعناصرها».
في الحقيقة وقبل أن أخوض في هذه المسألة يجب أن أقول للعلولا ولجميع من يقرأ هذه السطور إن ما أورده العلولا لا يمت للواقع ولا للصحة إطلاقاً والأدلة ستأتي في سياق الحديث.. ولكن هل اخترع العلولا هذه المعلومة؟؟ أو هل ألفها من مخيلته؟؟ ولنفرض أن اجابة السؤالين هي بالرفض.. هنا سيأتي السؤال الأهم.. هل استند إلى مصادر ووثائق ومؤلفات وشهود؟؟ وهنا الكارثة.. حاولت جاهداً وأنا أقرأ كتاب العلولا أن أتأكد على لسان من وردت هذه المعلومة.. فوجدت نفسي لا أجد أحداً سوى مؤلف الكتاب.. فهو يريد أن يذكرنا.. حينما بدأ يسرد معلومته التاريخية التي لم يخترعها سواه.. حينما قال «الجدير بالذكر».. وكأنها معلومة سبق وأن خرجت إلى الناس؟؟ ولكن.. من «مرّر» هذه المعلومة إلى العلولا.. ومن رواها له.. وكيف «فات» على العلولا.. أن ينتبه لها.. دون أن ينسبها إلى راويها؟؟ ثم لنفرض أن المعلومة «رويت» للعلولا.. لماذا لم يتأكد من صدق الراوي.. ولماذا وضع العلولا نفسه في هذا المأزق.. وهل سيصدق العلولا كل ما يروى له.. أذكر أنني قرأت قصة عن أشعب ملك الطفيليين، أن الناس قالوا له: «لو رويت الحديث النبوي يا أشعب وتركت النوادر لكان أنبل لك، قال والله قد سمعت الحديث ورويته.. قالوا فحدثنا قال: حدثني نافع عن ابن عمر أن رسول الله قال: خلّتان من كانتا فيه كان من خالصة الله. قالوا هذا حديث حسن، فما هما؟ قال نسي نافع واحدة ونسيت أنا الأخرى»؟؟ فما أخشاه الآن وقد خرج الكتاب أن يجد العلولا نفسه وحيداً بعد أن ورطه من «مرّر» له المعلومة وقد تحقق له الهدف طالما أن العلولا لم ينسبها لكائن حي.. وورط نفسه بها؟؟
فما كل ما يروى صحيح.. وما كل راوٍ ثقة.. ولكن هيهات يا أحمد.. فقد وقعت في الفخ.. بعد أن اصطادك الصيادة وأخذوا ما يريدون.. وتركوك وحيداً.
فالعلولا مطالب أولاً بسحب كتابه من الأسواق لاحتوائه معلومات لا تمت للحقيقة بصلة.. ثم مطالب باعتذار علني لجميع التعاونيين على ما حمله كتابه المعنون ب«الحركة الشبابية والرياضية بمنطقة القصيم» من اساءة كبيرة بحقهم وحق تاريخهم الذي خضع لعملية تزييف أشرف عليها العلولا نفسه ثم كشفها هو دون أن يعلم ويبدو أنه قد اضطربت لديه الذاكرة فلم يذكر ما قد كتبه في صفحات سابقة.
قمة التناقض؟!!
في معلومته السابقة يقول العلولا ان «المختلفين» الذين اضطروا إلى ترك الأهلي وتكوين فريق شباب بريدة الذي عرف فيما بعد بالتعاون هم الاخوة محمد وحمد وسليمان وعبدالله أبناء عبدالرحمن الوابلي.. ولكنه «أي العلولا» أدان نفسه بنفسه وكأنه يقول «بيدي لا بيد عمرو» فقد كتب في الصفحة «85» السطر «6» وتحت عنوان «المؤسسون» أن مؤسسي التعاون هم «صالح بن علي الوابلي «رحمه الله» علي بن عبدالله الدبيخي «رحمه الله»، عبدالله بن عثمان الحصان، محمد الفوزان، ناصر بن إبراهيم الرشودي، وكان صالح الوابلي رئيساً للنادي وعبدالله بن صالح الغنام نائباً له ومن الأعضاء عبدالرحمن بن صالح العيد وصالح الدخيل وعبدالله الحصان وعلي الدبيخي وعبدالله التويجري وعلي بن صالح الصوينع ومحمد الشريدة وإبراهيم بن عبدالعزيز الحميد وعبدالرحمن بن موسى العدل» ومن خلال نظرة بسيطة جداً على أسماء المؤسسين نجد أنه لا يوجد «أي اسم» من الأسماء التي أوردها العلولا وذكر أنها اختلفت مع الجار وذهبت لتأسيس التعاون؟؟ وظللت أتساءل كيف «فات» ذلك على العلولا صاحب «الثلاثين عاماً» في الصحافة الرياضية؟!!
وكيف استقبل تلك المعلومة «الغبية» ولم يتفنن في صياغتها وحبكها لتكون انجازاً له ولأصدقائه الذين يتباهون بكتابه لأنه حمل معلومات «تسيء» للتعاون؟؟!!
هذا التناقض الغريب والمثير للدهشة يجعلني أتساءل أيضاً عن مدى اهتمام العلولا بصدق معلوماته وعدم تناقضها مع معلومات أخرى داخل كتابه المبجل؟!
هذا التناقض الواضح والفاضح الذي يدين العلولا يجعل القارئ «الفطن» والواعي يدرك تماماً أنه لا صحة لما ذكره «المؤرخ الجديد» الأستاذ أحمد العلولا من معلومات تسيء للتعاون الكيان الشامخ!!
* التجاهل الغريب!!
يعود المؤرخ الجديد ومؤلف الكتاب الأستاذ أحمد العلولا.. ليضع نفسه في موقف حرج كنت لا أتمناه له ولا أحسده عليه.. ففي الصفحة رقم «90» وبجانب صورة الأستاذ سليمان أبا الخيل رئيس التعاون السابق وعضو شرفه الحالي كتب ما يلي:
«شهد العام 1411هـ أثناء فترة رئاسة سليمان بن عبدالله أبا الخيل أعظم انجاز تحقق للرياضة بمنطقة القصيم عبر ممثلها فريق التعاون والذي حفر اسمه من ذهب حينما فاز بلقب الوصيف لكأس خادم الحرمين الشريفين وبعد أن خسر بشرف المباراة النهائية أمام النصر بعد أن تخطى بكل جدارة الصقور ومن ثم الشباب فالوحدة».
حسناً.. يا أستاذ أحمد.. هل لك أن تقنعنا.. كيف تصف هذا الانجاز بالأعظم في تاريخ الرياضة بالقصيم ثم تعطيه من المساحة ما يزيد عن الستة أسطر بقليل وتحديداً «51» كلمة فقط!!
هل يعقل أن أعظم انجاز تحقق للكرة القصيمية لا يليق به سوى ستة أسطر فقط؟؟ يا للمصيبة؟؟
هل لي أن أسألك سؤالاً.. أخي الغالي أحمد العلولا..
وأتمنى أن تكون اجابتك لنفسك.. هل أنت مسرور بخروج كتابك الجميل شكلاً و«....» محتوىً.. بهذا الشكل؟؟
هل استكثرت على التعاون أن تنصف انجازهم الأعظم على مستوى المنطقة؟؟ هل استكثرت أن تذكر نتائج المباريات فقط؟؟
وبما أن الانجاز الذي تحقق للتعاون كان بحضور وتشريف خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وأدامه فإن التعاونيين يتذكرون جيداً تاريخهم الذي لا ينسى حتى وإن حاول البعض الإساءة إليه.. فلعلي أذكرك أنت ومن يجهل التاريخ أن اللقاء أقيم عصر يوم الجمعة الموافق 1/11/1410هـ باستاد رعاية الشباب بجدة «الأمير عبدالله الفيصل حالياً» وليس كما ذكرت في كتابك أنه في عام 1411هـ إلا إن كنت تعتقد أن شهر «11» يعني العام «1411هـ» فهذا شأن آخر؟؟
الغريب فعلاً.. في كتاب العلولا أنه أفرد الصفحات والكلمات الرنانة لانجازات أندية أخرى لا يمكن بتاتاً أن تصل لضخامة انجاز التعاون لاسيما وأن اللقاء أقيم بشرف قائد هذه الأمة وزعيمها خادم الحرمين الشريفين - أطال الله في عمره - مما يجعلنا حائرين وعاجزين عن التفكير!!
رجالات لا تغيب!!
واستمراراً وتواصلاً.. للإساءة التي طالت الكيان التعاوني الكبير في كتابه.. فقد تجاهل العلولا ذكر الرمز التعاوني الكبير ورئيس أعضاء شرفهم السابق المغفور له بإذن الله الشيخ حمد بن علي التويجري الذي كان اسماً لا يختلف عليه أي تعاوني ويعتز ويفتخر به جميع التعاونيين نظير وقفاته الصادقة والمشرفة مع التعاون وأياديه البيضاء الناصعة على الكيان التعاوني الكبير وبقية أندية المنطقة!!
فهذا الرجل العظيم في قلوب التعاونيين لا يمكن أن يتناسوه أو يسمحوا لأحد بتناسيه أو تجاهله وهم يتذكرون مسيرة ناديهم الشامخ.
خلاف تجاهل العلولا للرمز التعاوني حمد العلي التويجري فقد تجاهل رئيس أعضاء الشرف الحالي الأستاذ فهد المحيميد الذي يعتبر من خيرة رجال الأعمال في منطقة القصيم وله أياد بيضاء على عدد من أندية المنطقة وكذلك تجاهل نائب رئيس أعضاء شرف التعاون الأستاذ ياسر بن عبدالله الحبيب الذي يرى فيه التعاونيون كثيراً من رمزهم الكبير حمد العلي التويجري «رحمه الله» وأعتقد أن «العلولا» يعرف جيداً من يكون رئيس أعضاء شرف التعاون ونائبه وماذا يشكلان لدى التعاونيين ومدى العلاقة التي تربط هذين الشخصين بالتعاونيين جميعاً دون استثناء من مودة وتقدير واحترام ولكنه تجاهلهما دون مبرر.
ولا شك أن الأخطاء الكبيرة التي اشتملها كتاب «المؤرخ الجديد» الأستاذ أحمد العلولا هي أخطاء لا تغتفر ولا يمكن السكوت عليها طالما أن العلولا طبع كتابه وخرج إلى الناس فمن حق الجميع أن يعبر عن رأيه حتى وإن لم يتقبله الآخرون.
يقول هتلر: «الرجل العظيم هو من يتحمل نتائج عمله». وأدرك جيداً أن الأخ أحمد العلولا سيتحمل نتائج كتابه إن كان يريد أن يصبح عظيماً؟؟ وله الحرية في ذلك.
ورموز أخرى..
خلاف ما سبق فقد غاب عن كتاب العلولا رموز إعلامية لا تمر مرور الكرام على ذاكرة التاريخ.. إلا أنها مرت مرور الكرام «مع الأسف الشديد» على ذاكرة العلولا وكتابه ذي الأوراق الفاخرة؟؟
فمع كل خطأ أجده في كتاب العلولا تذهب بي الأفكار والظنون بعيداً وتشطح بي أفكاري لأعتقد أن العلولا أصدر كتابه لخدمة أطراف معينة يهمها الانتقاص من حق التعاون.. إلا أنني سرعان ما أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وأعود إلى قراءة الكتاب واكتشاف المزيد من الأخطاء الفادحة..
ولكن تجاهل رمز من رموز الإعلام الرياضي في المملكة العربية السعودية وابراز آخرين لا يعرفهم سوى مشجعي الأندية التي يميلون لها.. هو بحد ذاته سقوط ما كنت أريده لأخي العلولا..
فقد تجاهل «متعمداً أو غافلاً» الرمز الإعلامي الكبير الأستاذ محمد العبدي مدير تحرير الجزيرة للشؤون الرياضية دون أن يذكر اسمه أو حتى الاشارة إليه وهو ما جعلني أذهب بأفكاري وظنوني بعيداً كما فعلت سابقاً لولا أنني تعوذت بالله من الشيطان الرجيم مرة أخرى.
فما أعرفه أنني حينما قابلت الأستاذ أحمد العلولا وكنت أتصفح كتابه على عجل.. فلفت انتباهي غياب العبدي.. وسألته.. مباشرة عن غياب العبدي.. فبدأ يبرر ذلك بظروف الطباعة والمخرج؟؟ إلا أنني أتساءل ومن حقي أن أتساءل إذا كان قد أفرد مساحة للأستاذ محمد العبدي تليق بمشواره وسقطت سهواً لظروف الطباعة؟؟ فلماذا لم تتغير أرقام الصفحات وظلت مرتبة وكأنها لم يسقط منها ما يبعثرها؟؟ ولماذا سقطت صورته أيضاً من صور الإعلاميين في صفحتي «280، 281» أم أن صورته أيضاً سقطت سهواً بأمر الطباعة؟؟ أعترف أنني أجهل بأمور الطباعة وكيف تسقط المطبعة حروفاً عن شخصية إعلامية بارزة.. ثم «تختار» صورته من بين صور الإعلاميين لتسقطها هي الأخرى.. ولكنني أتساءل ببراءة.. هل من حقها «أي المطبعة» أن تفعل ما تشاء دون أن يأمرها أحد؟؟
لك الله يا أبا عبدالله!!
أيضاً.. وفي تسلسل دراماتيكي مثير.. بحثت عن مساحة كافية ومعتبرة تليق بالكاتب الكبير الأستاذ محمد بن عبدالله الطويان الذي رأس القسم الرياضي بجريدة «عكاظ» ويدير حالياً مكتب الجزيرة الاقليمي في القصيم فوجدت العلولا قد تكرّم عليه بأربعة أسطر..؟؟
ياللعجب رجل عمل بالصحافة ما يفوق ربع القرن وأحد أبرز الإعلاميين في منطقة القصيم وسبق له أن رأس القسم الرياضي في جريدة «عكاظ» لا يجد سوى أربعة أسطر في كتاب يضم بين غلافيه ما يزيد عن الثلاثمائة صفحة من الورق الفاخر؟؟
أثق تماماً وأدرك أن كل من سبق تجاهلهم لم ولن يغضبوا لأن العلولا لم يذكرهم في كتابه فهم يجدون التقدير والاحترام ومن أعلى القيادات في هذا البلد ولن يسوءهم تجاهلهم في كتاب احتوى على جملة من الأخطاء التي لا يمكن السكوت عليها أو تطنيشها وكانت من أبرز سمات هذا الكتاب الرائع في «طباعته»؟!!
ولا بد لي أيضاً أن أشير إلى غياب الإداري المخضرم الأستاذ إبراهيم السيوفي النجماوي الشهير الذي تحفظ له الجماهير النجماوية تضحياته الكبيرة في سبيل «نجمة عنيزة» ولا يزال ناديه يعاني من ابتعاده هو وغيره من رجالات النجمة.. ولا أظن أن السيوفي سيرضى بذكر اسمه في الطبعة الثانية؟؟
خلاف ذلك فإن هناك شخصيات بارزة على مستوى الرياضة والشباب غابت تماماً عن كتاب العلولا.. لا أعتقد أن المجال هنا يتسع لذكرها.. ولكن أعتقد أن أخى العلولا.. لا بد أنه تذكرهم عند توزيع كتابه!!
وما هو الحل؟؟
ما بقي قوله: قبل الختام هو أن الأستاذ أحمد العلولا قد ابتكر طريقة جديدة في تأليف الكتب وإعدادها وبالذات الكتب التي تحكي التاريخ وترصد مسيرة رجاله ولا شك أن الأستاذ أحمد العلولا قد برع في هذه الطريقة أيمّا براعة وهي «التأليف بالفاكس»!! أي أنه بإمكان أي شخص يرغب في تأليف كتاب تاريخي فيجب أن يعرف أن العملية لن تكون متعبة ومرهقة.. فلا يهمّ رضا القارئ.. فكل ما عليك هو أن تبعث لكل ناد ورقة بالفاكس وتكتب فيها أنني أرغب في تأليف كتاب تاريخي.. وإن كانت لديكم الرغبة في أن أكتب عنكم بكتابي فعليكم ارسال موادكم خلال شهر من تاريخه.. وفي حالة تأخركم فإنني سأكتب ما بدا لي دون الرجوع إليكم وسوف أخترع المعلومات من رأسي.. لذا عليكم بالمسارعة في ارسال موادكم وحبذا لو تم تدعيمها بالصور والتعليقات..
ختاماً
أعلم جيداً.. أن الأخ العلولا لا يزال يعد كل من يلومه على تجاهل شخصيات بارزة ومعلومات تاريخية.. أو إيراد معلومات مغلوطة ومسيئة.. بأن يتلافى كل ذلك في الطبعة الثانية.. التي يحق لي وللقراء الأفاضل تسميتها طبعة «جبر الخواطر» لأنها ربما لن تسمن ولن تغني عن جوع.. فما ورد في الطبعة الأولى لا تعالجه أي طبعة أخرى!!
كما يجب عليّ ختاماً.. أن أذكر نفسي وجميع المهتمين برياضة القصيم ب«عباس العقاد» ونصيحته التي تكرّم بها وليتني سمعتها.. ونفذتها.. ولكن.. فات الفوت..
يقول العقاد: «اقرأ كتاباً جيداً ثلاث مرات..خير لك وأنفع من أن تقرأ ثلاثة كتب جديدة».
ولا أخال العقاد إلا محقاً في نصيحته هدانا الله وكل من يقرأ حروفي إلى ما يحب ويرضى وأن يغفر لنا ذنوبنا وزلاتنا..
قفلة..
الإعلامي الناجح فقط.. هو من يبحث عن المعلومة.. لا أن ينتظرها تأتي إليه..


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved