Saturday 17th January,200411433العددالسبت 25 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

جداول جداول
.. رجل الأمن «وتفضل يا الغالي»..!
حمد بن عبدالله القاضي

نهاية الاسبوع الماضي وفي حوالي الساعة الواحدة والنصف ليلاً كنت أقطع أحد شوارع الرياض الغالية، وكان هناك في الطريق (نقطة تفتيش) وعندما اقتربت من رجل الأمن «أشار» لي بيده ألا أتوقف وهو يقول بأسلوب حميم وبلغة راقية: (تفضل يا الغالي)..!
وأجزم أن هذا ليس خاصاً بي فهو -وقتها- لا يعرفني، بل هو لم يوقفني، لأن مهمته إيقاف سيارات معينة أو أشخاص محددين..!
وبعد ان أحيي هذا الرجل بمثل تحيته ان لم أستطع أحسن منها فأقول له: وأنت سلمت أيها الغالي، أتوقف هنا عند نقطتين مهمتين:
الأولى: سعادتي بهذا الأسلوب الراقي، وهذا الكلم الطيب من رجل الأمن وهو يخاطب به الآخرين.
الثانية: وهو -الأهم- ان بعضنا يتضايق عندما يمر بنقطة تفتيش ويقف لحظات فنجده ينزعج، ولا أعلم! ألا يدرك هؤلاء ان مثل هذه الوقفة، وهذه النقاط من التفتيش إنما هي لصالحهم، وصالح أمن وطنهم، ولو عقل «المنزعج» لارتاح وسعد بذلك واطمأن له..!
وكيف يتضايق الواحد منا وهو جالس مرتاح خلف مقود سيارته في جو مكيف وأريكة مريحة لا تطاله شمس ولا يزعجه حر ولا برد، بينما رجل الأمن الذي يقف أمامه في الشارع تحت لهيب الشمس، أو وسط صقيع الشتاء، وقبل ذلك وبعده يعرض نفسه للخطر... فهل نتضايق أو ننزعج عندما نتصور ذلك.
وبعد:
تحية لهذا الضابط ولكل اخوته من رجال الأمن في طرق هذا الوطن وفي صحرائه وشواطئه وفوق جباله وعلى سهوله.. هؤلاء الرجال الذين يحرسون سنابل هذا الوطن ليبقى مثمراً كنخيله، مضيئاً بمناراته، سعيداً كابتسامات أطفاله.
إنهم يستحقون كل تقدير ودعاء، وكم أسعدني ان جاء (رجل الأمن السعودي) في استطلاع صحيفة الجزيرة -هو رجل العام لهذا العام-.
و: {رّبٌَ اجًعّلً هّذّا البّلّدّ آمٌنْا}
.. الشيخ الحديثي
رحل بعلمه وسماحته
كنت كلما أزور أبها أحرص على زيارته -رحمه الله- ذلكم هو فضيلة الشيخ: ابراهيم الحديثي الذي كان إلى جانب العلم الغزير ذا عقل منير وخلق كريم.
إن الإنسان عندما يجلس إليه -رحمه الله- لا يحس برهبة أو تكلف فقد كانت بساطته وبشاشته وابتسامته تزيل كل رهبة أو تكلف..!
إن هذا الراحل العزيز (رجل القرن) كما سماه أحد أدباء منطقة عسير الاستاذ محمد بن عبدالله الحميد يشكل خسارة لبلادنا عامة ولمنطقة عسير خاصة، تلك التي عاش فيها جل عمره منها حوالي (40) عاماً في قضائها لقد كان أحد منارات العلم والخير والتسامح في هذه المنطقة العزيزة.
ما زال أذكر عندما أهداني -قبل حوالي ثلاث سنوات آخر كتبه التي ألفها وقد داعبني بكلمة حميمة وهو يعطيني إياها اقترنت بها ابتسامة مضيئة على وجهه جعل الله هذه البسمة رفيقته في الجنة.
رحم الله هذا العالم الجليل، وصادق العزاء لأبنائه وأسرة الحديثي العزيزة العريقة، التي كلما عرفت أحداً منهم وجدت فيهم الشيم الكريمة والأدب الجم.
.. آخر الجداول..
للشاعر: حمد العسعوس
«سماءُ الرياض
مُلبَّدةٌ بسحاب الكلام المطير
ووميض الوَدَقْ
في فضاءاتها...
يلوح القصيدُ
ينوح اليمام
يبوح الورق».


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved