Saturday 17th January,200411433العددالسبت 25 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مسار يجب استثماره وتقويته مسار يجب استثماره وتقويته
العلاقات العربية الصينية بين توافق الرؤى وتطلعات المستقبل

* القاهرة مكتب الجزيرة - د. أماني الطويل:
العلاقات العربية الصينية تمثل احد اهم المحاور الاساسية التي يستطيع العالم العربي الاعتماد عليها لتوسيع دائرة المشاركة والاهتمام بالقضايا التي تهم المنطقة وذلك في مواجهة الرؤية الواحدة التي يمثلها القطب الاوحد الولايات المتحدة الأمريكية.
ووفق ما يؤكده المراقبون فان تنمية هذه العلاقات واستثمارها لصالح العالم العربي اصبحت ضرورة وخاصة ان الصين تولي اهتماماً كبيراً بقضية الشرق الاوسط وبذلت جهوداً ايجابية من اجل تحقيق السلام والتنمية وتدعو الى حل النزاعات العربية الإسرائيلية عبر طريق المفاوضات السلمية على اساس القرارات المعنية للامم المتحدة ومبدأ الارض مقابل السلام.
وانطلاقا من اهمية وتأثير هذه العلاقات عقدت رابطة الشؤون الخارجية بنقابة الصحفيين المصريين ندوة استصافت فيه السفير الصيني بالقاهرة وو سيكة الذي اكد ان العلاقات الصينية العربية شهدت تطورا مستمرا في مختلف المجالات وذلك في اطار علاقات التعاون الاستراتيجي للصين مع الدول العربية وخاصة حيال مسيرة السلام بمنطقة الشرق الاوسط وضرورة النزاعات العربية الإسرائيلية عن طريق التفاوض كما ان هناك التشاور والتنسيق المكثف في القضايا الدولية والاقليمية وتبادل التأييد والدعم.
وحول دور الصين في قضية الشرق الاوسط وموقف الصين من الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينين في الاراضي الفلسطينية قال سيكه ان الصين تبذل جهودا كبيرة من اجل تحقيق السلام والتنمية في منطقة الشرق الاوسط مؤكدا ان موقف الصين ازاء الصراع بين فلسطين واسرائيل ثابت ومبدئي اذ تستنكر الصين احتلال اسرائيل اراضي فلسطين والدول العربية الاخرى وتدعو الى حل النزاعات العربية الإسرائيلية بالمفاوضات واعرب وو سيكه عن ترحيب الصين بخطة الطريق واتفاق جنيف واشار السفير الصيني الى ان المبعوث الصيني الخاص لمسألة الشرق الاوسط قام بزيارة المنطقة عدة مرات وحضر مراسم التوقيع على اتفاق جنيف اضافة الى ذلك قد استضافت الصين بكل حماسة مؤتمر مسألة فلسطين لمنطقة آسيا والباسيفيك وتؤيد مطالب ونضال الشعب الفلسطيني العادلة في الجمعية العامة للامم المتحدة وغيرها من المحافل الدولية الاخرى واكد السفير سيكه على ان الصين ستقدم كل مساهمة في اعادة حقوق شرعية الشعب الفلسطيني بالتعاون مع الدول المحبة للسلام والداعية الى العداله في العالم كله.
وحول دور الصين في مسألة العراق وما يمكن ان تساهم في الوقت الراهن قال السفير سيكه ان الحكومة الصينية بذلت منذ البداية جهودا كبيرة مع المجتمع الدولى سويا من اجل حل مسألة العراق حيث عارضت الصين بكل وضوح استخدام القوة ضد العراق التفافا حول الامم المتحدة ودعت الى حل المسألة عبر طريق سياسي واضاف سيكه انه بعد نشوب الحرب ظل الجانب الصيني يؤكد انه يجب الحفاظ على سيادة العراق ووحدة اراضيها وعودة السيادة الى الشعب العراقي في اسرع ما يمكن وتحقيق حكم العراق لنفسه وتدعو الى تفعيل دور الامم المتحدة في مسألة العراق واضاف السفير ان الحكومة الصينية قدمت الى العراق معونات انسانية مشيرا الى ان الوضع في العراق الآن لا يزال مضطربا وينبغي اعادة الاستقرار والنظام الاجتماعي والطبيعي ومباشرة اعمال اعادة التعمير على هذا الاساس.
وعن الدبلوماسية الصينية قال سيكه انه في ظل ما شهدته الاجواء الدولية من القيادة الصينية الجديدة الدبلوماسية الثنائية والمتعددة الاطراف وقد حققت ثمارا ملحوظة ولا سيما ان تطورات العلاقات بين الصين والدول المجاورة تبعث على الارتياح حيث دخلت العلاقة بين الصين والهند مرحلة جديدة للتنمية وتم توقيع معاهدة التعاون الودي بين دول جنوب شرقي آسيا مع الاسيان واحرزت علاقات حسن الجوار مع الدول المجاورة الاخرى تطورا ايجابيا.
بالنسبة الى المسألة النووية لكوريا الشماليه قام الجانب الصيني بالوساطة بكل النشاط وقد نجح في استضافة المباحثات الثلاثية والسداسيه في بكين الامر الذي حرك عملية الحل السلمي عبر طريق الحوار للأزمة النووية في كوريا الشمالية واسهم في تخفيض حدة التوتر بالاضافة الى ذلك استمرت الصين في تعزيز التعاون الودي ذي المتابعة المتبادلة مع الدول النامية كما تجري الاعمال المعنية لاقامة منتدى التعاون الصيني العربي بشكل جيد وظلت الصين تتمسك بموقف عادل تلعب دورا لازما كدولة مسؤولة كبيرة تولي الصين اهتماما بقضية الشرق الاوسط وبذلت جهودا ايجابية من اجل تحقيق السلام والتنمية في المنطقة.
وبشأن مسألة العراق بذلت الحكومة الصينية منذ البداية جهودا كبيرة مع المجتمع الدولى سويا من اجل حل مسألة العراق حيث عارضت الصين بكل الوضوح استخدام القوة ضد العراق التفافا حول الامم المتحدة ودعت الى حل المسألة عبر طريق سياسي.
وعن المجال الاقتصادي قال سيكه ان العلاقات الاقتصادية بين العرب والصين تشهد تطورا مستمرا و حظي التعاون في مختلف المجالات بتقوية متواصلة مستشهدا بالعلاقات بين الصين ومصر قائلا إنه وصل حجم التبادل التجاري بين الصين ومصر 973 مليون دولار خلال الفترة ما بين يناير إلى نوفمبر الماضي بزيادة نسبتها 14 ،4% عن نفس الفترة من السنة الماضية بينما بلغ حجم الصادرات المصرية الى الصين 142 مليون دولار أمريكي وزاد بنسبة 74 ،6% وشهدت نشاطات الاستثمار والاستطلاع التجاري الصينية الى مصر زخم التطور السريع كما دفع الجانب الصيني التعاون ذا المنفعة المتبادلة بين الجانبين في مجالات الإلكترونيات والمعلومات وحماية البيئة والادوية الطبية غيرها من المجالات عالية التكنولوجيا من خلال اقامة المعارض والتسويق والترويج وغيرها من السبل لرفع مستوى التعاون الاقتصادي بين الجانبين.
وقال وو سيكه ان المركز الثقافي بين الصين ومصر الذي تم افتتاحه منذ عام لعب دورا مهما فى مجال تعزيز التبادل الثقافي بين الصين ومصر وشاركت الصين في السنة الماضية في المهرجان الفني الدولي ومهرجان السينما ومعرض الكتاب التي اقيمت في مصر وفازت بجوائز فيها بينما نجح الجانب المصري في اقامة معرض الكنوز المصرية في الصين هذا الى جانب الزيارات المستمرة على مستوى عال والتعاون المثمر بين البلدين في مجال التربية والتعليم السياحي.
وعن مدى ما يشهده المجتمع الصيني في الفترة الحالية قال وو سيكه بعد عام 2003 هو العام الذي تغلب فيه الشعب الصيني على مرض سارس والعديد من الكوارث الطبيعية بقيادة الجيل الجديد من الصينيين وحافظ على التطور المتوازن للاقتصاد القومي ومختلف القضايا الاجتماعية حيث بلغت قيمة اجمالي الناتج المحلي 1300 مليار دولار امريكي بزيادة 8 ،5% عام 2002 وقد تجاوز المتوسط الفردي للناتج المحلى 1000 دولار امريكي لاول مرة .


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved