Saturday 17th January,200411433العددالسبت 25 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

يضم معملاً عملاقاً لمعالجة الغاز الطبيعي يضم معملاً عملاقاً لمعالجة الغاز الطبيعي
ولي العهد يدشن غداً مشروع تطوير الغاز الطبيعي والزيت في حرض
عبدالله الجمعة:المشروع يثبت أن هذا الفن من صميم قدرات أرامكو السعودية
العبدالقادر مدير معمل الغاز في حرض:الأرقام وحدها تعجز عن وصف الأبعاد الحقيقية للمشاركة البشرية

* الدمام: علي عبدالستار:
يشرف صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني غداً الأحد 18 يناير 2004م حفل افتتاح مشروع تطوير الغاز الطبيعي والزيت ويضم معملاً عملاقاً لمعالجة الغاز الطبيعي يمكنه إمداد شبكة الغاز الرئيسة في المملكة ب 5 ،1 بليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من غاز البيع، ومعملاً ضخماً لفرز الزيت من الغاز يمكنه معالجة 300 ألف برميل في اليوم من الزيت الخام. بالإضافة إلى منشآت تطوير الحقل التي تشمل عدداً كبيراً من الآبار ومرافق تجميع الزيت والغاز وخطوط الجريان وخطوط الأنابيب والمرافق الصناعية المساندة كشبكة الاتصالات والمجمع السكني ومرفق الطيران.
وبالنسبة لمعمل الغاز الطبيعي، وهو واحد من أكبر المعامل من نوعه في العالم وأكثرها تطوراً، فقد صمم لمعالجة 6 ،1 بليون قدم مكعبة قياسة في اليوم ويتم ضخ إنتاج هذا المعمل من الغاز في شبكة الغاز الرئيسة في المملكة التي توسعت طاقتها الاستيعابية للمعالجة بعد إكمال المشروع حيث أصبحت تصل إلى نحو 9 بلايين قدم مكعبة قياسة في اليوم. كما ينتج المعمل نحو 170 ألف برميل من المكثفات في اليوم، يتم نقلها إلى معامل بقيق عن طريق خط أنابيب طوله 230 كيلو متراً. وإضافة لذلك يعالج المعمل نحو 90 طناً مترياً من الكبريت في اليوم، حيث يزال منه الغاز، وينقل إلى معمل الغاز في البري لمزيد من المناولة قبيل توجيهه إلى معمل تحويل الكبريت حبيبات في المجمع الصناعي، في الجبيل للتصدير.وسوف يساعد مشروع تطوير الغاز الطبيعي والزيت في حرض أرامكو السعودية من تعزيز قدرتها بما يحقق الاستفادة القصوى من المواد الهيدروكربونية في المملكة ويعين على تحقيق أعلى معدلات التنمية الاقتصادية في المملكة. كما ستستفيد من هذا المشروع مرافق صناعية عديدة مثل مصانع البتروكيميائيات ومحطات توليد الكهرباء ومعامل تحلية المياه.
وعبر معالي وزير البترول والثروة المعدنية المهندس/ علي بن إبراهيم النعيمي عن اعتزازه وسعادته وكافة منسوبي القطاع البترولي في المملكة لتشريف سموه حقل افتتاح مشروع حرض، واستطرد معاليه قائلاً : إن مشروع حرض هو حلقة من سلسلة ممتدة من المشروعات والمبادرات التي تهدف لمزيد من التعزيز للصناعة والسياسة البترولية السعودية لجني أكثر ما يمكن لما فيه خير الوطن والمواطن. وأضاف معاليه أن مشاريع تطوير حقول جنوب منطقة الرياض، وتطوير مصفاة رأس تنورة، وخطوط أنابيب نقل المنتجات، وتطوير حقل الشيبة، ومشروع غاز الحوية، ومشروعات تكامل شبكة التوزيع في أرامكو السعودية مع مواقع المشروع السعودي للخزن الاستراتيجي، وما يزيد على مائة وخمسين مشروعاً آخر تنفذه أرامكو السعودية ضمن خطة خمسية متكاملة، إنما تهدف جميعها لتنفيذ التوجيهات السامية التي تؤكد على تلبية الاحتياجات الوطنية من الطاقة، وترسيخ مكانة المملكة كمورد للطاقة يمكن للعالم، وبكل ثقة أن يعتمد عليه، وتعزيز عائدات المملكة من استثمار ثرواته البترولية.
واختتم معاليه تصريحه قائلاً " إن تشريف سمو ولي العهد حفل افتتاح مشروع حرض مصدر اعتزاز وتكريم لكافة منسوبي القطاع البترولي، وحافز لهم لبذل المزيد من الجهد لتحقيق كافة الأهداف المرجوة في القطاع البترولي السعودي.
وقد أشار الأستاذ عبدالله صالح جمعة، رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين إلى مشروع حرض هو واحد من المشروعات التي أنجزتها الشركة يلتحق بمشروعات تطوير عملاقة أخرى، كمشروع حقل الشيبة في صحراء الربع الخالي (في عام 1998)، ومعمل الغاز في الحوية (في عام 2002)، وأن إنجاز هذه المشروعات والتي تعد من أكبر مشروعات الطاقة في العالم وأكثرها تطوراً دليل على نجاح المملكة في توطين فن إنشاء المشروعات الصناعية العملاقة، وأن هذا الفن أصبح من صميم قدرات أرامكو السعودية وأعرب الأستاذ عبدالله جمعة عن اعتزازه بأن تسهم هذه المشروعات المتطورة في التوسعة المستمرة للقاعدة الصناعية في المملكة ودعم المناخ الاستثماري فيها والمحافظة على ما تتمتبع به أرامكو من موثوقية بوصفها المصدر الرائد للطاقة الموثوقة في الوطن والعالم.
الجدير بالذكر، أن مشروع تطوير الغاز الطبيعي في حرض هو، ثاني مرفق تبنيه أرامكو السعودية خصيصاً لمعالجة كميات كبيرة من الغاز غير المصاحب، أي الغاز المستخرج من مكامن الغاز وليس مصاحباً لإنتاج الزيت، حيث كان المرفق الأول هو معمل الغاز في الحوية الذي بدأ تشغيله في عام 2002م.وقد بلغ مجموع عدد الأيدي العاملة التي ساهمت في تنفيذ المشروع، في أوقات ذروة أعمال الإنشاء 11500 عامل ينتمون إلى 36 جنسية مختلفة. وكان للقطاع الخاص السعودي مشاركة متميزة في كافة المجالات شملت أعمال الهندسة والتصميم والإنشاء والتنفيذ لهذا المشروع، وكذلك أعمال توريد المواد وتصنيعها. وبلغ مجموع المشاركة المحلية نحو 5 ،2 بليون ريال، منها أكثر من بليون ريال لمواد تم تصنيعها في المملكة.
وفيما يلي تفاصيل أوسع عن المشروع:
يعد مشروع تطوير الغاز الطبيعي والزيت في حرض الذي سوف يتم تدشينه في الأحد 26 من ذي القعدة 1424هـ الموافق 18 يناير 2004م، هو أحدث إسهامات أرامكو السعودية لتوسيع القاعدة الصناعية بالمملكة ودعم قدراتها الراسخة في تزويد العالم بإمدادات موثوقة من الطاقة. ويقع هذا المشروع الضخم في قلب الصحراء في الطرف الأسفل من حقل الغوار، على بعد 280 كيلو متراً جنوب غرب الظهران المقر الرئيسي للشركة.
ويتكون هذا المشروع العملاق من معمل للغاز بطاقة 6 ،1 بليون قدم مكعبة قياسية في اليوم ومعمل لفرز الغاز من الزيت بطاقة 300 ألف برميل في اليوم، وهو يشكل دعماً للمكانة المرموقة التي تتبوأها أرامكو السعودية كأوثق مصدر للطاقة في العالم، ويعزز دورها في دعم صناعة البتروكيميائيات وتحلية المياه وغيرها من التطبيقات الصناعية الحيوية.
وكما هو الحال في كل المشروعات العملاقة، كانت هناك جوانب عديدة تميز مشروع تطوير الغاز الطبيعي والزيت في حرض، فقد كان هناك جهد ضخم ومميز في أعمال التخطيط لضمان وصول ملايين القطع والأجزاء المكونة للمشروع في موقعها الصحيح، وكان هناك عدد هائل من الأيدي العاملة في بناء وإدارة هذا المشروع إلى جانب الأعمال الخاصة برعاية الموظفين من مسكن وتدريب وتأمين متطلبات السلامة بمعايير عالمية.
وشكل تطوير الأيدي العاملة الوطنية أحد الاهتمامات الرئيسة، فحقق المشروع معدلات سعودة غير مسبوقة في جميع مراحل تنفيذه، حيث كان جميع العاملين في إدارة الإنشاء تقريباً من السعوديين، كما أن جميع موظفي معمل الغاز وفرز الغاز من الزيت الحاليين هم من السعوديين.وفي نهاية المطاف تم إنجاز مشروع حرض قبل موعده بخمسة أشهر تقريباً، وبتكلفة تقل نحو 20% عن الميزانية المقررة. ويتمتع المشروع بسجل ممتاز في مجال السلامة، بإنجازه 49 مليون ساعة عمل دون إهدار يوم واحد، كما شهد مشاركة 500 ،11 عامل ينتمون إلى 36 جنسية مختلفة في وقت ذروة الأعمال.
معمل الغاز الطبيعي في حرض
بدأ العمل في معمل الغاز الطبيعي في حرض في شهر مايو عام 2001م، وهو يعد المعمل الثاني، التابع لأرامكو السعودية الذي يقوم بمعالجة الغاز غير المرافق للزيت حيث صمم لمعالجة 6 ،1 بليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من مزيج خام من الغاز، والمعمل الجديد يزود شبكة الغاز الرئيسة بكمية تبلغ 5 ،1 بليون قدم مكعبة قياسية من غاز البيع، وسوف يخدم هذا المشروع العديد من الاحتياجات التنموية وحركة التصنيع في المملكة بما فيها 10 مجمعات صناعية في الرياض والجبيل وينبع.
وينتج المعمل نحو 170 ألف برميل من المكثفات في اليوم، حيث يتم نقلها إلى معامل بقيق عن طريق خط أنابيب، كما يقوم المعمل بمعالجة 90 طناً مترياً من الكبريت في اليوم، حيث يزال منه الغاز، وينقل إلى معمل الغاز في البري. وعندما يتم تفريغ الكمية، تضخ إلى معمل تحويل الكبريت إلى حبيبات، في المجمع الصناعي، في الجبيل للتصدير.
ويشتمل المعمل على أربعة مسارات لمعالجة الغاز: اثنان لمعالجة غاز طبقة غاز طبقة عنيزة الخالي من حمض الكبريت، أما الآخران فلمعالجة غاز طبقة خف المشبع بحمض الكبريت. ويستقبل المعمل غاز طبقة عنيزة من حقول الغاز في حرض، والغزال، والوضيحي والوقر، والتينات، أما غاز طبقة خف فينقل إلى المعمل من حقل حرض.
وتتضمن مرافق المعمل، إضافة إلى المسارات الأربعة التي تعمل على معالجة الغاز، مسارين لتنقية واستخلاص الكبريت، ومسارين لتركيز المكثفات، ومسارين آخرين لإزالة الماء المشبع بحمض الكبريت، وذلك لفصل الغاز، وتكثيفه وضغطه ليصبح معداً للبيع.
مراكز تجميع الغاز وخطوط النقل
تعمل 78 بئراً على تغذية معمل الغاز في حرض. وترتبط هذه الآبار بالمعمل عن طريق ثلاثة مراكز لتجميع الغاز في كل من حرض، والوقر، والتينات. ويبعد مركز تجميع الغاز في حرض 12 كيلو متراً عن معمل الغاز، حيث يعمل على تجميع غاز اللقيم، ويبعد مركز تجميع الغاز في الوقر 50 كيلو متراً عن المعمل فيما يبعد مركز تجميع الغاز في التينات 44 كيلو متراً عن المعمل، وهما يجمعان الغاز. كما ينقل الغاز إلى المعمل عن طريق خمسة خطوط أنابيب يبلغ طولها الإجمالي 130 كيلو متراً، وتتضمن خطوط الأنابيب وخطوط الجريان والمرافق الصناعية المساندة.
خطوط الأنابيب الخاصة بالتكرير والتسويق
تم تمديد خط أنابيب لنقل المكثفات من حرض إلى بقيق، قطره 18/24 بوصة وطوله 230 كيلو متراً. كما تتضمن توسعة شبكة الغاز الرئيسة خمسة خطوط أنابيب للتكرير والتسويق، تتراوح أقطارها بين 48 و56 بوصة، ويبلغ طولها 394 كيلو متراً.
معمل فرز الغاز من الزيت رقم (2) في حرض
يعد معمل فرز الغاز من الزيت رقم 2 في حرض الجزء الآخر من المشروع. وهو يقع على بعد 45 كيلو متراً شمال معمل الغاز في حرض، وهو يعد أحد أبرز الصروح الصناعية وأكثرها تقدماً وتطوراً في مجال إنتاج الزيت الخام حيث استخدمت في إنشائه أحدث التقنيات، وتم تصميمه بأساليب مبتكرة تعزز كفاءة طاقته الإنتاجية الضخمة والبالغة 300 ألف برميل من الزيت الخام الرطب في اليوم. كما يضم المعمل مرفقاً آخر لتجميع 130 مليون قدم مكعبة قياسية المرافق، إلى جانب المنافع ومرافق الصيانة وشبكات خطوط أنابيب النقل كما يضم المعمل محطة لحقن الماء بطاقة تبلغ 500 ألف برميل في اليوم هي الأولى من نوعها في الشركة.. وقد ساهمت التقنيات المتقدمة، التي استخدمت في تنفيذ هذا المشروع العملاق والحلول التنفيذية المبتكرة بدور بارز في خفض التكاليف وتقليص مصروفات التشغيل والصيانة ومتطلبات الأيدي العاملة.
العامل البشري:
بلغ حجم العمل اللازم لتجهيز معمل الغاز وحده للتشغيل حداً هائلاً، فالإحصائيات تشير إلى 22 ألف طن من حديد التسليح ومئات الأميال من الأنابيب و100 ألف متر مكعب من الخرسانة.
وذكر مدير معمل الغاز في حرض، خالد العبدالقادر الذي شهد توسع المشروع بأن الأرقام وحدها تعجز عن وصف الأبعاد الحقيقية للمشاركة البشرية، فالجهد الذي بذل في تجهيز الأيدي العاملة لمعمل حرض يمثل إنجازاً جباراً في حد ذاته.فقد اختيرت الأيدي العاملة اللازمة لتشغيل معمل الغاز في حرض، بحيث تجمع بين موظفين من ذوي الخبرة ومتدرجين حديثي التوظيف ومهندسين في برنامج تطوير الكفاءات المهنية في أرامكو السعودية.وفي إطار الاستعدادات لتشغيل المعمل، تم تخريج 334 متدرجاً وتحويلهم إلى متدربين وتكليفهم بالعمل في معامل غاز مماثلة في كل من شدقم والعثمانية والحوية لتطويرهم وتدريبيهم وإكسابهم خبرات عملية حقيقية.
كما تم التخطيط بحيث يتمكن ملاحظو العمال ورؤساء الوحدات في وقت مبكر من تأسيس وحداتهم ووضع البرامج التدريبية لها.
وعن النتائج، يقول العبدالقادر، إنه سعيد برؤية معمل الغاز في حرض وقد بدأ أعماله بأمان وبنسبة من الأيدي العاملة السعودية المؤهلة بلغت 99%، مشيراً إلى توفير أكثر من 50 وظيفة للسعوديين لدى المقاول الذي يعمل على صيانة وتموين الحي السكني.
وفي مجال الصيانة، يقول ناظر قسم الصيانة في معمل الغاز في حرض، خالد المطيري إنه تم توزيع نحو 140 متدرباً سعودياً من المتدربين على معامل الغاز لاكتساب الخبرة، مشيراً إلى أن موظفي الصيانة قد عملوا عن قرب مع إدارة التموين وإدارة التموين، وإدارة المشاريع لضمان توفير قطع الغيار بشكل تام قبل بدء تشغيل المعمل.
ولذا، فقد انصب تركيز الموظفين المعنيين بتجهيز المعمل وتشغيله بصورة ناجحة على تحقيق أفضل مستويات التشغيل في المعمل.
وفي معمل فرز الزيت عن الغاز 2 في حرض كان الموظفون كذلك مثالاً آخر للتضحية والحرص على التميز، فهم الأبطال الحقيقيون لقصة نجاح إنجاز المعمل. فقد ضحوا بالكثير من الوقت حتى شهدوا هذا الإنجاز، وكان محمد الملحم ممثل أعمال الزيت في المنطقة الجنوبية في مشروع حرض 2 وعبدالرحمن عبداللطيف رئيس مجموعة تسيير الأعمال من الذين شهدوا تطور المشروع منذ بدايته الأولى وحتى نهايته، ويقول عبدالرحمن عبداللطيف إن كل ما يملكونه هو مجموعة من الصور ثلاثية الأبعاد لما كان يفترض أن يكون معمل فرز الغاز من الزيت رقم 2. وقد أمضى الرجلان شهوراً بعيداً عن بيوتهمن عملوا خلالها مع مقاول المشروع في ميلان بإيطاليا حتى تأكدوا من تجسيد رؤية أرامكو السعودية لمعلم الفرز الجديد، ويرى محمد الملحم وعبدالرحمن عبداللطيف نفسيهما محظوظين بمشاركتهما في هذا المشروع حيث يشير محمد الملحم إلى أن رؤيته للحلم وقد تحول إلى واقع أمر تهون في سبيله كل التضحيات.
وقامت إدارة الإنتاج في حقل الغوار الجنوبي بتوظيف مشغلين وميكانييكيين منذ عام 1999م، وإرسالهم إلى معامل فرز الغاز من الزيت القائمة للتدريب على رأس العمل بعد إكمال برامج التدرج، ثم تم تحويلهم فيما بعد إلى معمل فرز الغاز من الزيت رقم 2 في حرض.
كما تم اختيار ميكانيكيين وفنيين من ذوي الخبرة وتعيينهم في معمل الفرز، وفي ذلك يقول ناظر قسم الإنتاج في حرض بتال الدوسري: إن جاهزية الموظفين على الأرض قد ساعدنا كثيراً عندما حان الوقت لإجراء الفحوص النهائية لأنظمة التشغيل.ويرى عبداللطيف العواد الفني الأعلى في أنظمة مراقبة المعالجة وأحمد الجغيمان مهندس أنظمة المراقبة الموزعة أن معمل الغاز من الزيت رقم 2 في حرض يمثل درساً في الصبر والعمل الجماعي والتضحية الشخصية، وكان العواد قد انضم إلى المشروع في مارس من عام 2002م فيما انضم إليه الجغيمان قبل خمسة أشهر من تاريخ التشغيل التجريبي. ويقول عبداللطيف العواد: لقد كان علينا أن نركز على إنجاز نظام جديد للتحكم لم يستخدم من قبل في أرامكو السعودية، وكان علينا من أجل ذلك أن نتحلى بالصبر وأن نعمل بروح الفريق.
مشروع حرض رافد بارز للمقاولين السعوديين والسعودة
بلغت المشاركة المحلية في مشروع غاز حرض نحو 5 ،2 بليون ريال سعودي، وكانت موزعة كما يلي: 95 مليون ريال للأعمال الهندسية داخل المملكة، و1275 مليون ريال للإنشاءات من قبل المقاولين السعوديين، 1185 مليون ريال للمواد المصنعة محلياً.
كما أن مشروع غاز حرض حقق نسبة سعودة غير مسبوقة خلال تنفيذه، حيث كانت الأيدي العاملة السعودية، التي بلغت نسبة مشاركتها 98%، هي المحرك الرئيس في تنفيذ هذا المشروع. ولم ينحصر الإنجاز البارز في السعودة على تنفيذ المشروع، بل امتد إلى عدد العاملين السعوديين في المعمل، حيث بلغت نسبتهم 99%. تجدر الإشارة إلى أن مشروع غاز حرض قد لعب دوراً رئيساً في إتاحة أكثر من 400 فرصة عمل مباشرة للسعوديين. علاوة على ذلك، فإن إنشاء هذا المعمل سيوفر آلاف الفرص الوظيفية للسعوديين من خلال العمل في مرافق شبكة الغاز الرئيسة، التي سيرفدها المعمل بكميات كبيرة من الغاز.
الاتصالات
تلعب الاتصالات دوراً محورياً في نجاح وتسيير أعمال مشروع بهذه الضخامة. لذا تضمن المشروع توفير 2500 خط هاتف، ومرافق لعقد اجتماعات عن طريق الفيديو، وشبكة بيانات يستخدمها 470 موظفاً، وجهاز لاسلكي أرض/ جو، وكابل ألياف بصرية رئيس طوله 306 كيلو مترات، إضافة إلى خمسة أبراج اتصالات.
الحي السكني في حرض
استخدام تصميم جديد للحي السكني في حرض، حيث أنشئت المساكن ومرافق الترفيه على شكل دائري، تطل علي بعضها البعض مما يعزز من روح التعايش وتقوية العلاقات الاجتماعية بين الموظفين، والحي السكني والمرافق المساندة تتسع لإقامة 1000 شخص.كما تم إنشاء مجمع مكاتب وورش صيانة مركزية مساحته 3200 متر مربع. وبناء مهبط مؤهل لاستقبال طائرات من طراز بوينج 737، يبلغ طوله 8000 قدم، قادر على استقبال الطائرات ليلاً ونهاراً.
عيادة حرض
وحرصاً على تقديم الرعاية الصحية اللازمة في تلك المنطقة النائية، فقد افتتح في حرض عيادة صناعية تقدم العناية للحالات الطارئة والإسعاف الأولى لموظفي أرامكو السعودية في المناطق النائية. فقد تم تصميم عيادة حرض للتعامل مع أكثر من 500 مريض في الشهر والاستجابة لحالات الكوارث الطارئة وتقديم الإسعافات الأولية للموظفين العاملين في معمل فرز الزيت من الغاز المجاورة ومواقع الآبار الأخرى.
حشد الجهود
وقد احتاج المشروع إلى تضافر جهود فريق أرامكو السعودية مع جهود 12 مقاولاً محلياً دولياً لإنجاز المشروع، لقد بدأ فريق أرامكو السعودية المسؤولية عن تنفيذ مشروع حرض لتطوير الغاز الطبيعي والزيت أعماله الابتكارية منذ البداية، فشارك في مراحل التخطيط الأولى، وتوزع المخططون لأول مرة على مكاتب التصميم المختلفة، وهو ما كان له كبير الأثر في التعجيل بالجدول الزمني للمشروع.
كما استخدمت تقنيات جديدة أثناء عرض المشروع، فتم إنجاز الأعمال الهندسية الأولية أثناء التصميم المبدئي لعناصر عديدة من المشروع، كما تم وضع الجدول الزمني للتشغيل التجريبي وبدء التشغيل المبكر، وأدى تصميم الموقع الرئيس إلى سهولة أعمال الإنشاء وتخصيص أماكن للمرافق الدائمة والمؤقتة.كما تم للمرة الأولى استكمال مراجعات المشروع والحصول على الموافقات اللازمة عبر نظام المراجعات الإلكتر وني مما وفر الكثير من الوقت.وكان من أهم عناصر توفير الوقت هو الشراء المسبق للمعدات يستغرق التخطيط لها وتصنيعها وشحنها وتركيبها وقتاً طويلاً، فقد تم خلال هذا المشروع القيام ب 500 ،4 زيارة لموردي المواد لمعاينة المعدات الضرورية، الأمر الذي مكن الموظفين من إيجاد حلول فورية للمشاكل الفنية. على ضبط التكاليف والتعجيل بشراء المعدات وتقديم الجداول الزمنية وإجراءات التسليم من أجل أن يكون المشروع مصدر نفع وفائدة لجميع الأطراف.
شهادات التقدير العالمية والإقليمية الحائزة بها مشروع إنشاء معمل الغاز في حرض
حصل مشروع إنشاء معمل الغاز الطبيعي على اعتراف مميز في مؤتمر جمعية صناعة الإنشاءات في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية حيث كانت ورقة العمل المعنونة «النجاح.. سمة حرض» هي الورقة الوحيدة التي قبلت وقدمت من خارج الولايات المتحدة. وقد وصف القائمون على المؤتمر ورقة العمل تلك بالتميز، وأنها منحتهم الفرصة لفهم ومعالجة صناعة الإنشاءات من زاوية جديدة، كما فاز المشروع أيضاً بجائزة أفضل مشروع لعام 2003م، التي تقدمها مجلة بايب لاين «Pipeline» . ويأتي هذا الاعتراف بالتميز تبعاً لما تضمنه تنفيذ المشروع من خصائص فريدة عن نجاحاته في مواجهة تحديات عديدة منها الوقت والتكلفة والتدريب والسعودة والجودة والسلامة.. وأهمها التأكيد على القدرات الوطنية في تطوير المشروعات البترولية العملاقة بمواصفات ومعايير عالمية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved