Saturday 17th January,200411433العددالسبت 25 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

3 ملايين مسافر عبروا من خلاله خلال عام واحد 3 ملايين مسافر عبروا من خلاله خلال عام واحد
الحديثة يغتسل بالبرد لاستقبال ضيوف الرحمن

  * القريات سليم الحريص :
في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار من كافة الأصقاع إلى الأراضي المقدسة حيث تظللنا مناسبة دينية عظيمة (الحج) تنصب الجهود لخدمة ضيوف الرحمن وتتضافر لتوفير كل متطلبات الحاج وتهيئة كافة الظروف ليتمكن المسلمون القادمون من بلاد الله الواسعة من تأدية الفريضة بكل يسر وسهولة وطمأنينة وروحانية.
وتتخذ حكومتنا الرشيدة كافة الإجراءات الهادفة إلى تحقيق كل ما من شأنه خدمة ضيوف الرحمن والتي هي شرف لكل مواطن على هذه الأرض الطهور... تبدأ الاستعدادات وتهيأ قبيل عبور الحجاج أراضي المملكة عبر منافذها البرية أوالجوية والبحرية.
ومنفذ الحديثة يعد أحد أهم وأكبر منافذنا البرية والتي تحظى بشرف وصول إخوتنا وأشقائنا القادمين لتأدية مناسكهم. ويبقى المنفذ المسكون بالتجدد المتطلع لكل إضافة حقيقية تسهم في تطوير خدماته وترقى بالآداء إلى مستوي مشرف.
وفي منفذ الحديثة حيث يُنتظر عبور الآلاف من حجاج بيت الله الحرام لتأدية فريضتهم، كانت الاستعدادات قد اتخذت والترتيبات قد وضعت موضع التنفيذ وأُعد لموسم حج هذا العام إعداداً جيداً من خلال تراكم الخبرة ومعالجة كافة الثغرات بما يكفل انسيابية في الأداء وتسريعاً في انهاء اجراءات الدخول مع التحوط لكافة الاحتمالات والدقة المتناهية وبما يكفل سلامة الوطن والحيلولة دون تسرب ما هو مؤذ ومخل.
وفي صباح يوم الثلاثاء الماضي ورذاذ المطر يغسل الأرض يجمل اجواءنا ويشيع في الأنفس بهجة وتفاؤلا، كان منفذ الحديثة بكل مبانيه وأجهزته والعاملين فيه يبدون كمن هو على موعد متجدد مع العمل والعطاء وبهمم وحماس، وهم ماعهدناهم إلا كذلك... يبدو المنفذ وقد استعاد بعد التحسينات والاضافات وأعمال الترميم والصيانة الشاملة التي أجريت له كل جماليات المكان.
الحديثة المنفذ: فذاكرة بدايات التأسيس والمراحل المتتالية للتطوير والنقلات الانشائية التي مهدت لهذا الجزء من بلادنا أن يتبوأ اليوم مكانة عليّة بين منافذنا، استلهمت المزيد من الصور والأحداث منذ تلك الخيمة والتي تجاور مبنى الجوازات القديم جوار قرية الحديثة، وذلك الطريق الترابي الممتد من القريات عابرا وادي حصيدة والذي يتوقف عبوره بمجرد تساقط الأمطار وجريان الوادي.
منفذ الحديثة «بوابة الوطن» بل «بوابة دول الخليج» كونه اليوم يمثل الدول الشقيقة جمركيا بعد تطبيق التعرفة الجمركية الموحدة بينها.. ويمثل السند المنيع بعد حماية الله أمام غزو يستهدف وطننا ومواطنينا وهو يحتل المرتبة الأولى بين المنافذ البرية في ضبطياته للممنوعات والتي تثبته الاحصائيات «التقرير الاحصائي لمصلحة الجمارك لعام 2002م» فقد جاءت أعداد الضبطيات لهذا العام (585) ضبطية وبأرقام دقيقة للمضبوطات وكمياتها وهي تؤكد جسامة المسؤوليات التي يضطلع بها القائمون على أعمال الجمارك، وهو المعبر البري للركاب والذي يؤكد أيضاً أهميته واتساع رسالته فهو المنفذ الذي يتجاوز عدد العابرين له أعداد من عبروا منافذ المملكة الجوية والبرية مجتمعة، فقد تجاوز عدد الركاب ثلاثة ملايين مسافر خلال عام واحد من بينهم مليون وسبعمائة ألف مسافر خلال العطلة الصيفية فقط.. فهل نحتاج إلى دليل آخر لتأكيد أهمية.. تأكيد حجم مسؤلياته والدور الذي يقوم به.
شهد المنفذ خلال الفترة الماضية عدة إضافات وتحسينات على بنيته والتي تمثلت في أعمال الترميم والصيانة الشاملة للمباني والساحات وإعادة سفلتة الطرق ورصفها ودعم الإنارة بخلايا ضوئية جديدة وكذلك انشاء البوابات الأمنية المتطورة وتجهيز مظلات التفتيش للحافلات مما يخفف العبء على جمرك الركاب والمظلات الخاصة بالسيارات الخاصة مع تجهيز تلك المظلات بمتطلبات الراحة للركاب وقد بلغ عدد تلك المظلات (12) مظلة كما يجري التجهز لإنشاء مظلة مقابلة لتلك المظلات خاصة بالركاب روعي فيها السعة وتوفير المقاعد والخدمات مما يوفر الراحة للراكب خلال أعمال التفتيش. وقد أعدت مصلحة الجمارك ممثلة بمدير عام جمرك الحديثة ومساعديه وكبار موظفيه الكثير لخدمة ضيوف الرحمن تمثلت في زيادة عدد الموظفين بتوظيف مايزيد على (70) موظفاً للإسهام في خدمة حجاج بيت الله الحرام. كما تم تخصيص 6 مسارات للسيارات الصغيرة ومسارين للحافلات وفق تنظيم دقيق يهدف إلى سرعة الأداء والانسيابية مع المحافظة على الدقة والانضباطية كما تم ادخال أجهزة متطورة للفحص بالأشعة والكشف عن السماكة والكثافة والمناظير الخاصة بفحص خزانات الوقود، ويتوافر داخل الساحة الجمركية الخاصة بالركاب المسجد والكافتيريا ودورات المياه. وتتلمس إدارة الجمرك من خلال الخبرة التراكمية وعلى ضوء نتائج الأعوام الماضية السلبيات وأوجه القصور لمعالجتها وإيجاد الحلول لكل قصور يطرأ، كل ذلك بهدف التحسين والتطوير مع المحافظة على ثوابت هامة في أعمال الجمارك. وقد شاهدنا تحفزا من العاملين واستعداداً ذهنياً وبدنياً للظفر بشرف خدمة القادمين إلى بلادنا.
أما على صعيد الجوازات فقد أعد إعداداً جيداً بدعم جوازات المنفذ بعدد كبير من الضباط والأفراد وذلك بهدف حشد أكبر عدد لإنجاز سريع وتيسير يرقى بالخدمة إلى هذه المناسبة العظيمة كما تم إجراء الصيانة الشاملة لأجهزة الحاسب الآلي وتوفير الطابعات لها كما أن الكبائن الخاصة بالقادمين والمغادرين قد هيأت بشكل جيد وهي التي تريح الراكب من الوقوف في طوابير وسط صالة القدوم أو المغادرة مما يوفر الراحة والطمأنينة للركاب سواء كانوا قادمين بواسطة الحافلات أو السيارات الصغيرة.. وقد رأينا في زيارتنا للمنفذ مايسعدنا أولا كمواطنين وكإعلاميين حين تلمس عن قرب حجم الجهد المبذول والإمكانيات التي وفرت سعياً وراء تسهيل الإجراءات وتبسيطها وتوفير سبل الراحة ان كان المستهدف هم من نتشرف بخدمة المكان الذي قدموا له.
صورة تبهج وشعور بالغبطة ونحن نتجول برفقة من حملوا شرف الأمانة والمسؤولية ونرى ونشاهد بأم العين، فتحية لكل السواعد واعتزاز بكل مارأينا.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved