Saturday 17th January,200411433العددالسبت 25 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

فيا نون نجدٍ بارك الله نخلها فيا نون نجدٍ بارك الله نخلها
محمد العُمري



على شط وادٍ.. أيُّ نونٍ تأرَّجت
على شفةٍ لمياء.. ريَّان نونُها..
فيا نون نجدٍ بارك الله نخلها
ويانون نجدٍ كيف تَسْبِي فتونُها..
ويا جيم نجدٍ.. جيئتي.. كل والهٍ
فأهلوك في الجلى.. كرام يمينُها..
تذكِّرني نجداً سحابات أُنَّسٍ
من الرِّئم ما كاد الضحى يستبينُها..
وتذكُرُني نجد فأرفل شاعراً..
إذا قلتُ بيتاً.. أرَّق الشِّعر بَوْنُها..
أشفَّت لياليها فإن ساهرت بها
قوافيَّ.. يشجى في القوافي لُجَيْنُها..
وما نجد إلا كوثريُّ غمامةٍ
ندية أعطافٍ.. سناها وسينُها..
وما نجد إلا المقمرات إذا صفت
بدور لياليها.. تأرَّج زينُها..
فيا مستهلات الطيوف أعطرُها
تعتَّق في الأفياء.. شمسٌ تُبينُها..
أم الريح إن هبت شآماً فواجدٌ
مشوق غمامات الهوى.. كيف غَيْنُها..
ألا يا صباها فالصبابات صافني
منعمة الأثواب.. لله دينُها..
سحيراً تشاجينا.. أيا نجد هَفْهَفَتْ
قناديل وردٍ.. في الشِّتا ما شجونُها..
فمعروقة الخدين.. أفدي غمامها
وريانة العرق.. المؤرَّج لونُها..
أَوَرْداً بنجدٍ.. ذي القوافيَ.. أُرِّجَتْ
بنجدٍ لياليها.. وأُرِّج كونُها..
فيا ساهراً ما النجم مؤتلقاً بدا
بأشهى من القِنوان.. غُرَّ سِنينُها..
تورَّد حاليها فمازج سُكَّراً
بورد شفاهٍ.. لاثَمَ الوردَ طينُها..
عليلان جفني والروىُّ تغازلا
فتشفي الرويَّ العينُ سراً أكُونُها..
تصابت على وجدٍ من الرِّئم ليلتي
فيا نجد.. خالاً.. أنت في الأرض عينُها..
إذا اشتجر الطَّلُّ النديُّ بخاطري
ونفح الخُزَامى.. جرَّحَتْني ظُنونُها..
وإني بنجدٍ.. خمسُ.. لوَّعتُ بردَها
بنجم قصيدي.. لوَّع القلبَ جُونُها..«1»
سحابات مسكٍ وابتهالات واجدٍ
بنجدٍ محاريب التُّقى.. ها سَفينُها..
أُعلِّل قلبي بالغِلالة.. إن هفت
أعشقاً فأنتِ الدهر في العشق عينُها..«2»
فإن جُزِئَتْ فالعشق شقٌّ فأبْقِها
أيا ربِّ.. تَسْبِي الجازيات متونُها..«3»
أريبة هذي الأنجم الزهر إن شَدَتْ
وفاتنة النجوى.. سُهَيْلٌ قرينُها..
فَعُدْ بي وكَّافاً على سَعْفِ نخلِها
ويا شعرُ يُعْيِي في المعاني جنينُها..
وأَبْرِد على شط النخيل تُرابَها
بواكفةٍ.. غادٍ على السَّعْفِ لينُها
ويا نخلُ حدِّثني نَضِيداً مُنَعَّماً
رُضَابيَّ أوصافٍ غِزَار فنونُها..
أَيَنْدَى الغَضَى.. جمرُ الغَضَى ما دِثَارُهُ
غِلالتُهُ جفنٌ.. ورَيَّاهُ رَيْنُها..
وهذي حماماتٌ على الغُصُنِ التي
تدثَّر جلباباً نَدِياً.. وأَيْنُها..
وبالرَّمل مشغوفٌ بها يا مُؤَرَّقاً
مُضمَّخةً أنداؤُهُ.. أو ضَنِينُها..
أَضِنُّ بِنَجْلاويْنِ.. لا نِدَّ.. لا جَوَى
فما ظنُّ جافٍ.. يا جَوى كان كونُها..
يقولون هلاَّ شِبْتَ يا سَعْفَ نَخْلها
فيا نخلَ واديها.. صِباً.. تِهْ ونُونُها..
أنُونٌ بعينٍ أَمْ بنجدٍ فهاتِها
كنُونَيْ كعَاَبٍ.. مَرْمَريّ رَنينُها..
فذا الشَّادنُ الملتاع رُوِّع ما ارتوى
من الريح.. لكن.. من ندًى.. سَلْ أُبِينُها..
ندًى في ثرى نجدٍ.. فأنَدْىَ صبابةً
فباسقةٌ جذْلَى.. فإني مُبيِنُها..
وهل سُنْدُسٌ أعيا بشعري.. صَبابتي
مُوَلَّهةٌ.. راءٌ.. وعينٌ.. وشِينُها..
فشينٌ وعينٌ ثم راءٌ.. فيا ضُحَى
هو الشِّعرُ.. نجدٌ في القوافي يَقِينُها..
نديَّةُ بانٍ.. مسُتْفِيضَاتُ نخلِها
فُتُوناً.. فشقَّتْ أُفْقَ شعري يَمِينُها..
بأني إذا وافَتْ قوافٍ «لَبِيدُهَا»
فأنْجُمُها..غُرُّ القوافي تَكُونُها..
نديَّةُ بانٍ.. جلَّ مَنْ آدَ نَخْلَهَا
رُضاباً مُفوَّفةً.. رَيَّاهُ آناً وتِينُها..
ألا يا حماماتٍ.. رفيفاً فَزَوْرَةً
بقلبيَ نجدٌ.. فَالمجَانِي.. فَلَوْنُهَا..

***
هوامش
«1،2» إشارة إلى إقامتي في الرياض خمساً من السنين كانت من أجمل السنوات.
«2» كأنها في مفردة «العشق» حرف العين.. فلا يستقيم معنى المفردة بغير ذلك الحرف.
«3» إشارة إلى كون نجد هي الحب والتلازم بينهما كتلازم مفهوم العشق وحرف العين فلا يفترقان.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved