Saturday 17th January,200411433العددالسبت 25 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

من بقايا الأمس من بقايا الأمس
عافت الدنيا وأهلها وغاليها سارة والعمل اللا مسبوق

ميزة العربي.. انه حريص كل الحرص على معرفة حسبه ونسبه ان كان من أرومة ذات حسب ونسب لكونه يفتخر بذلك ويتباهى امام الآخرين بانتسابه لهذه الأرومة أو القبيلة على الأصح ولهذا السبب تجد انه يقوم بتعداد أجداده الواحد تلو الآخر حتى يصل بنفسه لهذه الأرومة أو تلك القبيلة المفتخر بها ومن هذا المنطلق يكون الارتباط الاسري قائماً بين أفراد القبيلة أي قبيلة وهذه بلا شك مفخرة للانسان العربي لأنه دايم الصلة بلحمه ودمه.
ولكن هناك في نظري هفوة صاحبة تلك الميزة، تمنيت أنها لم تكن وهي ما يعرف بالحجر والتحجير أو الاحتكار.
بمعنى أن يتسلط ابن العم على ابنة عمه ويحتكرها لنفسه دون غيره من الناس حتى وان كانت ابنة العم لا تقبل معاشرته أو مخالطته بأي صورة كانت ربما حتى بالمحادثة داخل المنزل أو خارجه ولعل ما حدانا بالاشارة لتلك الهفوة إن صح التعبير ما جرى لسارة السبيعة التي حيرها لنفسه ابن عمها وأرادها أن تكون زوجته ورفيقة حياته رغم أنها أعلنت له أكثر من مرة بعدم رغبتها في معاشرته مهما كانت الظروف المحيطة بها التي تعرف أنها ستساعده في نيل يدها إن هي أبت أن تكون رفيقة حياته التي اختارها لنفسه دون غيرها من فتيات القبيلة.
فسارة هذه ذات حسب ونسب وعلى قدر كبير من الجمال فوق ما تتصف به من سلوك جيد وأخلاق حميدة مما جعل شباب قبيلتها يتهافتون على والدها لطلب يدها مما جعل ابن عمها من باب الغيرة أن يفرض عليها حجره خشية فواتها عليه لأحد طالبي يدها، وما أن علمت سارة بذلك الحجز من ابن عمها حتى أعلنت له عدم موافقتها على الزواج منه مهما طالت فترة فرض الحجر ولكن والد سارة يرى انه من الواجب ان تكون سارة من نصيب ابن عمها وان يقبل بالحجر المفروض على ابنته جريا على عادات وتقاليد القبيلة بل القبائل وما هي إلا سنوات قليلة تمر على فرض الحجر على سارة حتى ترى نفسها زوجة لابن عمها رغم عدم قبولها ذلك إذ.. يتم عقد قرانهما وتبلغ سارة بليلة زواجها منه حيث قد اجتمع القوم على منهل الحفر في أيام فصل الصيف وانقضت فترة الحل والترجال وتبقى سارة في حيرة من أمرها ماذا تفعل؟ أمام اصرار والدها على الزواج من ذلك الشخص الذي تكره سارة أن يكون رفيق حياتها ودربها الطويل وأخيرا تختار الموت على ذلك الزواج وفي أصيل يوم من الأيام ترى ان بئر الزيدي لا وجود للرجال عليه وانما عليه بعض من النسوة وتتناول وعاء تضعه على رأسها وتتجه لبئر الزيدي المعروف في بلدة رماح وهو بئر غزير الماء من سبائل جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وبئر الزيدي تقول عنها البادية ما شبع من الدهناء أرواه الزيدي..لأن ماءه لا ينضب بمعنى ان المواشي التي ترعى في نفوذ الدهنا يكفي ماء الزيدي لسقياها لوفرة مائه عن الآبار المحيطة به في رماح.
قلت في سياق حديثي منهل رماح استنادا إلى أنه منهل حينذاك لا مسكن كما هو عليه الآن إذ يعتبر في وقتنا الحاضر من أكبر القرى حيث يكتظ بالسكان وبه عدد من الدوائر الحكومية مثل الامارة والشرطة والبلدية التي قامت بتخطيط أراضيه تخطيطا حديثا والبريد والبرق والمدارس والصحة وشيدت به العمائر والفلل حتى أصبح من أكبر القرى المرتبطة إدارياً بأمارة منطقة الرياض وعلى أي حال لا شأن لنا بذلك لاننا نتحدث عن قصة سارة التي أخذت وعاء الماء.
ووردت لبئر الزيدي بحجة أنها ستزود أهلها بالماء ولكن ذلك لم يخطر ببالها إذ أنها اختارت الموت على الزواج من ابن عمها ورمت بنفسها في قلب بئر الزيدي التي يبلغ عمقها خمسة وثلاثين متراً تقريباً. واثر سقوطها علا صياح.. النسوة اللائي يتزودن بالماء من البئر المذكورة عندما رأينها تهوي في قلب البئر.. وانطلق الرجال من البيوت نحو البئر ونزل منهم بالحبال من نزل واخرجوا سارة من البئر التي وجدوها لم تصب بأي أذى وبالطبع هذه سلامة من الله وكان من ضمن الحاضرين عند خروجها من البئر والدها وابن عمها الذي فرض الحجر عليها واختارت الموت على اللقاء به وسئلت من قبل الحضور عن سبب سقوطها وافادت انه انقاذ لنفسها من الحجر المفروض عليها وبالتالي الزواج من المحجر وما ان سمع ابن عمها منها ذلك حتى قال ما بعد هذه الحادثة وفاق بيننا يا سارة فأنت طليقة من الآن من حجري ولك حق الاختيار بالزواج وشكرت سارة لابن عمها ذلك وأوت إلى من اختاره قلبها وانتهت من الموقف المحرج وقال شاعر من شعراء سبيع يدعى بادي القريشي بعد هذه الحادثة:


زين سلمن قدته للبنى سارة
من بلى بالروح يمشي مماشيها
بنت هيف الضأن ما هيب صبارة
عافت الدنيا واهلها وغاليها
جت تخطأ العصر للموت مختاره
وطبحت باللي بعادن مداليها
رجلي اللي من حفا الحزم جبارة
من حصاة الحزم حفيت مواطيها
لا ولد عم ولا نيب حجاره
بس كلمة حق والواجب أبديها

استدراك
والكتاب قد شرع بطباعته ابلغني صحن بن غنيم بن شويه بأن سارة هذه شقيقته وانها لاتزال حية ترزق حتى يومنا هذا وقد انجبت رجالاً أفاضل.
مدخل..


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved