Monday 19th January,200411435العددالأثنين 27 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
وجه آخر.. لجامعة الإمام
عبدالرحمن بن سعد السماري

جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.. جامعة عملاقة.. لها تاريخ عريق طويل.. نفعت المجتمع نفعاً كبيراً.. وقدمت له مئات الآلاف من الخريجين المؤهلين شرعياً.. والذين سدوا نقصاً حاداً في المجتمع.. في تخصصات مختلفة خلال العقود الماضية..
** هذه الجامعة الكبرى.. أنشأها سماحة العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ.. كمعاهد علمية في البداية.. ثم تطورت إلى كلية واحدة مع المعاهد فكليتين مع المعاهد.. ثم أصبحت رئاسة الكليات والمعاهد.. ثم تحولت إلى واحدة من كبرى الجامعات في الشرق الأوسط..
** قدمت هذه النخبة الطيبة من الخريجين الذين ملأوا بكل اقتدار.. مجالات التدريس والقضاء والفتيا والدعوة والوظائف العامة.. وحتى في مجالات الأعمال الخاصة والأهلية..
** كما قدمت هذه الجامعة.. نخبة من المثقفين والمفكرين والصحفيين والإعلاميين والأدباء.. الذين ملأوا مساحة أخرى في المجتمع.. وأثروه عطاءً وحضوراً إبداعياً شاملاً.
** لقد بارك الله في هذه الجامعة ونفع بها لسنوات طوال.. وكانت من أكثر الجامعات نفعاً وعطاءً للمجتمع.. وكلنا عايش هذه المراحل وكان قريباً منها.. وكلنا استفاد من هذه العطاءات.. سواء كان طالباً فيها.. أو طالباً لأحد خريجيها أو استفاد من القضاء أو الفتيا.. أو خدمة عامة في أي مكان قدمها أحد خريجي هذه الجامعة.
** ثم إن هذه الجامعة العظيمة.. قدمت للعالم الإسلامي أيضاً.. خدمات أخرى أشمل وأعظم.. حيث خرَّجت آلاف الدفعات من الدعاة والقضاة والشرعيين الذين استفادت منهم دول كثيرة في الشرق والغرب وفي أفريقيا وفي كل مكان.. حيث كانوا من أبرز وألمع الدعاة والقضاة والمعلمين والموظفين هناك..
** وقد اشتهرت هذه الجامعة في العالم كله ومنذ عقود.. بسلامة المنهج والوسطية والاعتدال.. وكان يقصدها الجميع للارتواء من هذا النبع الصافي.. وكان الجميع أيضاً.. يشهد لها بهذا النهج الأصيل النزيه.. الذي يهدف إلى خدمة الدين ونشر دعوة الإسلام في هذا الكوكب الضخم..
** كنت ممن عايش دور وعطاء هذه الجامعة.. وكنت ممن عايش وزامل خريجيها.. فوجدتهم من أفضل الخريجين.. علماً واستقامة ومنهجاً وعطاءً وحضوراً وتميزاً.. غير أني كنت بعيداً عن هذه الجامعة العملاقة.. فلم أدخلها يوماً.. ولم أتشرف بمعرفة شيء عما يدور بداخلها.. غير السماع هنا وهناك.. وغير قراءة جريدتها أو نشرتها «مرآة الجامعة الأسبوعية» التي توزع بطريقة بدائية للغاية.. رغم جودتها وتنوع مادتها.. وما تحمله هذه الصحيفة الجامعية من «حرفنة» صحفية وتفوق في الأسلوب.. غير أن العثور عليها.. يصبح صعباً جداً.. بل تذكرنا بالمثل الشعبي المشهور «مثل بيض الصَّعُو.. يذكر ولا يْشاف».
** قلت.. إنني لم أدخل هذه الجامعة قط.. ولم أتعامل معها.. ولم أعرف ماذا يدور بداخلها.. غير أنني أشاهد أسوارها عند ذهابي وعودتي من المطار.. مثلما كنت أشاهد أسوارها في البطحاء قبل سنوات.. دون أن يكون لي شرف الدخول فيها.. متعلماً أو زائراً.. أو حتى لعمل صحفي داخلها.
** قبل أيام.. تحققت أمنيتي فزرتها، ولكن.. ليس لحضور ندوة أو مؤتمر أو محاضرة.. بل في مناسبة أخرى مختلفة.. ولنشاط آخر مختلف.. يعكس انفتاح هذه الجامعة وحضورها الشامل في المجتمع.. ودورها الريادي في كل ميدان.. وليس في المجال الشرعي فحسب.
** لقد كانت المناسبة «كروية بحتة» حيث شدَّني خبر يقول: هناك دوري لموظفي شركة الاتصالات السعودية على ملاعب جامعة الإمام.. وتفحصت كلمة.. ملاعب جامعة الإمام وشككت في الخبر.. لولا أنني زرت الجامعة.. ووقفت بنفسي على منجز آخر.. وعطاء آخر.. حيث شاهدت ملاعب كبرى.. وميادين ضخمة.. ووجدت جامعة منفتحة تقدم خدمات في شتى المجالات.. حتى المجال الرياضي.. شمله هذا العطاء.. وهذا الحضور.
** أصدقكم القول:إنني ذهلت بما شاهدت.. حيث إنني لم أسمع عن هذه الملاعب من قبلُ.. ولم يدر بخلدي.. أن هذه الجامعة.. سيكون فيها مثل هذا المنجز.. أو أنها تحتضن مثل هذا النشاط.. أو تسهم فيه.
** ملاعب.. وصالات مغلقة.. وشبكة إلكترونية في كل صالة.. وشاشات ملونة.. وميادين وملاعب بأفضل المواصفات العالمية.. حتى ملعب كرة القدم.. يتسع لأكثر من عشرة آلاف متفرج.. وهو مزود بكل احتياجات ومتطلبات الملاعب الدولية..
** نحن فخورون بهذا الدور الريادي لهذه الجامعة العملاقة.. مثلما نحن فخورون بإسهاماتها وعطاءاتها في الميادين الشرعية لعشرات السنين.
** إن هذا.. جزء من الرد العملي.. على من قال: إن هذه الجامعة مغلقة ومتشددة.. بل قالوا «متطرفة وأصولية» فكيف نصدق هؤلاء الأفاكين الكاذبين.. ونحن في كل يوم نلمس ونعايش جانباً حياً من عطاءات هذه الجامعة.. التي شملت كل مناحي المجتمع؟
** إن القول: إن هذه الجامعة ترعى التشدد والغلو.. أو إن فيها تشدداً وغلواً.. تنفيه أشياء كثيرة.. ابتداءً من مئات الآلاف من الخريجين.. الذين ملأوا الدنيا كلها وليس في المملكة فحسب.. وكلهم عقل.. واعتدال.. ووسطية وعطاء ومسؤولية.. وانتهاءً بدورها الرياضي.. من خلال هذه الملاعب والمنشآت ورعاية مسابقات وبطولات رياضية.. وفتح حرمها الجامعي لكل من يريد الاستفادة من أي مجال كان «شرعي.. ثقافي.. اجتماعي.. رياضي.. إلخ».
** إننا نهنئ أنفسنا.. بأن يكون لدينا مثل هذه الجامعة العملاقة.. التي أعطتنا لعقود طويلة - وما زالت في القمة - عطاءها الذي لا ينضب ولا يتراجع.. بل يزداد ويتطور.
** كما نشكر كل من أسهم في وجودها منذ اللحظة الأولى.. التي أطلقها سماحة العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله - إلى آخر طالب سجل اسمه فيها..
** وإن كان لنا من عتب.. فهو.. كيف غابت الجامعة إعلامياً لسنوات طويلة؟
** كيف غابت تلك الملامح المشرقة المضيئة في الجامعة؟
** كيف صارت الجامعة لسنوات.. مغلقة لا يدري أحد ماذا يدور بداخلها.. مع أن كل ما يدور بداخلها.. كان قمة في الإبداع والعطاء والمسؤولية؟
** مَن يتحمل مسؤولية غياب الجامعة إعلامياً لسنوات؟
** هل هي الجامعة نفسها.. أم الإعلام.. أم نسكت كالعادة ونقول: «اللِّي راح.. راح؟!!».
** لقد ظهرت بعض عطاءاتها في السنوات الأخيرة.. نتيجة نشاط قسم الإعلام فيها.. ومحاولة إعطاء معلومات وأخبار عن الجامعة.. ولكن هذه الجامعة العملاقة.. تستحق أكثر..


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved