Tuesday 20th January,200411436العددالثلاثاء 28 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في تقرير التنمية الإنسانية العربية لعام 2003 في تقرير التنمية الإنسانية العربية لعام 2003
استمرار نزيف العلماء العرب للخارج وتدني المستوى المعرفي بالداخل
الدول العربية تركز على نتاج الكتب الدينية أكثر من الكتب الثقافية والعلمية

* القاهرة مكتب الجزيرة صابر حمد:
أكد تقرير التنمية الإنسانية العربية لعام 2003 استمرار نزيف العلماء العرب ونزوحهم للخارج وعدم توافر البيئة المواتية للعلم وتشجيعه إضافة إلى انخفاض اعداد المؤهلين للعمل فيه كذلك ما يزال العالم العربي يحتل المرتبة الأدنى بين دول العالم في مجال وسائط الاعلام وما تزال حركة الترجمة تتسم بالركود والفوضى ولا يمكن مقارنة ما تنتجه الدول العربية مجتمعة مع ترجمة إسبانيا أو المجر.
وأوضح التقرير الذي تم عرضه بمركز بحوث ودراسات الدول النامية بجامعة القاهرة مؤخراً ان هناك صعوبات تعتري عمليات نشر المعرفة في البلاد العربية في مختلف مجالاتها سواء التنشئة والتعليم والاعلام والترجمة من أهمها ندرة الامكانات المتاحة للأفراد والأسر وللمؤسسات والتضييق على نشاطاتها مما أدى إلى قصور في المناخ المعرفي والمجتمعي وتشير الدراسات إلى ان أكثر أساليب التنشئة انتشارا في الاسرة العربية هى أساليب التسلط والتذبذب والحماية الزائدة مما يؤثر بصورة سلبية على نمو الاستقلال والثقة بالنفس الأمر الذي يؤدي إلى زيادة السلبية وضعف مهارات اتخاذ القرار لا في السلوك فقط إنما في طريقة التفكير.
وفي مجال التعليم ذكر التقرير انه بالرغم من الانجازات التي تحققت في مجال التوسع الكمي إلا ان الوضع العام ما يزال متواضعا مقارنة بانجازات دول أخرى حتى في بلدان العالم النامي بسبب ارتفاع معدلات الامية خاصة في البلدان العربية الأقل تطورا ويظهر هذا جليا لدى الاناث واستمرار حرمان بعض الاطفال من حقهم في التعليم الاساسي وانخفاض نسب الالتحاق مقارنة بالدول المتقدمة ونقص الانفاق على التعليم منذ عام 1985 وأكد التقرير ان اخطر مشكلات التعليم هي تردي نوعيته.
وفي مجال الاعلام ما تزال وسائل الاعلام في العالم العربي تعاني الكثير مما يجعلها دون مستوى بناء المعرفة إذ تنخفض عدد الصحف في البلدان العربية إلى أقل من 53 صحيفة لكل 1000 مواطن مقارنة ب 285 صحيفة لكل 1000 شخص في الدول المتقدمة كما ان الصحافة في أغلب الاحيان محكومة ببيئة تتسم بالتقييد الشديد لحرية الصحافة والتعبير عن الرأي وتكشف الممارسات الفعلية في العديد من الدول العربية عن انتهاكات مستمرة لهذه الحرية سواء باغلاق بعض الصحف أو ضبطها ومصادرتها أو تعطيلها كما يتعرض الصحفيون في كثير من البلدان العربية للحبس وتغليظ العقوبات في قضايا الرأي والنشر والايقاف عن ممارسة المهنة وعلى الرغم من استمرار هيمنة الاعلام الرسمي ذي الرأي الواحد على الساحة الاعلامية فقد دخلت وسائل الاعلام العربية مرحلة جديدة تتميز بعنصر المنافسة لصحف ووسائل إعلام تمتعت لحقب طويلة باحتكار القارئ والمشاهد العربي وأصبحت قنوات تليفزيونية خاصة تستطيع منافسة أعتى المؤسسات التليفزيونية العالمية في السبق على الخبر والصورة.
أما بالنسبة لوسائط الاعلام فما تزال الدول العربية تحتل المستوى الادنى على المستوى العالمي فلا يصل عدد خطوط الهاتف في الدول العربية خُمس نظيره في الدول المتقدمة فمثلا ما تزال النسبة التي وصل اليها اقتناء الحاسب قليلة وصلت إلى 18 حاسوباً لكل 1000 شخص في المنطقة مقارنة مع المتوسط العالمي وهو 78 ،3 حاسوباً في الدول المتقدمة واقتصار عدد مستخدمي الانترنت على 1 ،6% فقط من سكان الوطن العربي بالكاد. وما تزال الترجمة احدى القنوات الهامة لنشر المعرفة والتواصل مع العالم إلا ان حركة الترجمة في البلاد العربية ما تزال تتسم بالركود والفوضى فكان متوسط الكتب المترجمة لكل مليون من السكان في الوطن العربي في السنوات الخمس الاولى من الثمانينات 4 ،4 كتب أي أقل من كتب واحد في العام لكل مليون مواطن بينما بلغ في المجر 519 كتاباً وإسبانيا 920 كتاباً لكل مليون نسمة من السكان. وبالنسبة للانتاج المعرفي فتدل المعلومات على ركوده خاصة في مجال نشاط البحث العلمي الذي يشكو من ضعف الامكانيات في مجالات البحث الاساسي وشبه غياب في الحقول المتقدمة مثل تقنيات المعلومات ويعاني الانخفاض في الانفاق وغياب الدعم المؤسس له وانخفاض اعداد المؤهلين فلا يزيد عدد العلماء والمهندسين العاملين بالبحث والتطوير في البلدان العربية على 371 لكل مليون من السكان وهو أقل بكثير من المعدل العالمي البالغ 979 لكل مليون.
كما ان الإنتاج العلمي في مجال الانسانيات والعلوم الاجتماعية قد يكون مختلفا فحرية التعبير الفكري محورية لانتاجه أكثر مما هي مطروحة في العلوم الطبيعية أو الثقافية حيث تذخر المجتمعات العربية بابداع أدبي وفني متميز بسبب اختلاف شروط الابداع في البحث ففي الوقت الذي يستحيل فيه حصول عالم عربي على جائزة نوبل في الفيزياء دون دعم مؤسسي ومادي فيمكن لكاتب روائي عربي الحصول على نوبل الاداب بالرغم من غياب هذا الدعم ولكن الانتاج الادبي يعاني من تحديات رئيسية أهمها قلة عدد القراء بسبب ارتفاع معدلات الامية وضعف القوة الشرائية الامر الذي ينعكس جليا على إنتاج الكتب في العالم العربي الذي لم يتجاوز 1 ،1 من الانتاج العالمي رغم ان العرب يشكلون 5% من سكان العالم كما ان انتاج الكتب الادبية والفنية يعد أضعف من المستوى العام فعدد الكتب الادبية الصادرة في البلدان العربية بغزارة في المجال الديني حيث تمثل الكتب الدينية نحو 17% من عدد الكتب الصادرة في البلدان العربية لم يتجاوز 1945 كتابا في عام 1996 يمثل 0 ،8% من الانتاج العالمي وهو أقل مما تنتجه دولة مثل تركيا التي لا يتعدى سكانها ربع سكان البلدان العربية وبشكل عام يتسم انتاج الكتب في البلدان العربية بغزارة في المجال الديني حيث تمثل الكتب الدينية نحو 17% من عدد الكتب الصادرة في بلدان العربية بينما لا تتجاوز هذه النسبة أكثر من 5% من الكتب الصادرة في باقي دول العالم.
وأكد التقرير ان الدول العربية لم تنجح في ان تصبح مواقع جذب مهمة للاستثمارات الاجنبية المباشرة فأي منها لا يرد في قائمة العشر الاولى ولا حتى في قائمة الدول النامية العشر الاولى الأكثر جذبا للاستثمارات الاجنبية المباشرة.
وفي النهاية يقدم التقرير رؤية استراتيجية لاقامة مجتمع المعرفة في البلدان العربية من خلال اطلاق حريات التعبير والتنظيم وضمانها بالحكم الصالح والنشر الكامل للتعليم راقي النوعية وتوطين العلم وبناء قدرة ذاتية في البحث والتطوير الثقافي في جميع النشاطات المجتمعية وكذلك تأسيس نموذج معرفي عربي عام من خلال العودة إلى صحيح الدين والنهوض باللغة العربية باستحضار التراث المعرفي العربي والانفتاح على الثقافات الانسانية الاخرى.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved