Tuesday 20th January,200411436العددالثلاثاء 28 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

شدو شدو
المناهج بين التحديث والاستحداث
د. فارس محمد الغزي

لا جديد في القول إن عملية تطوير المناهج الدراسية لا تقتصر فقط على تعديل وتحسين ما هو منها بحاجة إلى تعديل وتحسين، بل إن تطوير المناهج يشمل - أو من المفترض أن يشمل- استحداث مناهج جديدة قائمة بذاتها وذلك متى ما دعت الحاجة إلى ذلك. والحق يقال إننا بحاجة مسيسة إلى العمل على استحداث مناهج جديدة لتواكب، من جهة، مستجدات العصر التربوية - العلمية ولتشرح، من جهة أخرى، لطلابنا (حقيقة) بواعث وأسباب وحلول العديد من المعضلات المستجدة هي الأخرى.
وغني عن القول إن من ضمن أهم هذه المعضلات ما يتمثّل في موضوع الارهاب- وتفرعاته- سواء منه المحلي أو ما وقع- ويقع منه- على مستوى العالم على وجه العموم.
وفي ضوء ما سبق فمن الأهمية بمكان العمل على استحداث مادة تبحث في «القضايا المعاصرة» حيث يدرس فيها طلاب المراحل الأخيرة من الثانوية - على وجه الخصوص - حقيقة ما استجد ويستجد من قضايا وموضوعات الساعة، بحيث يستطيعون من خلالها الحصول على المعلومة الكافية الوافية النقية والكفيلة بإزالة ما تتسم به (المدلهمات) من غموض وابهام، فعملية توزيع مثل هذه الموضوعات على عدة مناهج دينية واقتصادية وتربوية وسياسية.. إلخ من شأنه أن يزيد من إبهامها في ذهن الطالب إبهاماً، فهلا تخيلتم - على سبيل المثال لا الحصر - الجدوى من حصر تدريس موضوع كموضوع (الولاء والبراء) مثلا في مادة دينية قياساً على جدوى التطرق له في مادة مستقلة تشمل فهم أموره الدنيوية مثلما تضمن فقه جوانبه الأخروية؟! فمثل هذا المفهوم - ومرة أخرى تمثيلاً لا حصراً - يحوي العديد من الجوانب أو الأبعاد السياسية والاقتصادية والعسكرية وخلافها مما يجعل لتدريسه - وغيره من القضايا الساخنة في هذا العصر- تحت مظلة منهجية مستقلة بذاتها الكثير من الايجابيات التي يمكن اختزال بعضها بالنقاط التالية:
1 - ستوفي مثل هذه المنهجية المستقلة الموضوع (الساخن) حقه من البحث والتمحيص وتحفظه من التشتت والتشرذم قياساً على ما يحدث حين تتوزع وتتجزأ مهمات وطرائق تدريسه على مواد عدة كل منها يبحث فيه من ناحية (تخصصية) مجردة.
2 - ستضمن تدريس الموضوع (الساخن) بطريقة شمولية من شأنها أن تشرح للطالب أبعاده وتوضح تطبيقاته بطريقة معاصرة ومواكبة.
3 - أخيراً سُتخْرج مناهجنا من شرنقة أو ربقة محليتها لتمنحها - في ذهنية الطلاب - صبغة عالمية أقل ما توصف به أنها تتماشى مع حقيقة عالمية ديننا الإسلامي وتتماهى مع عولمة عصرنا (المعلوماتي).


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved