Friday 23rd January,200411439العددالجمعة 1 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

موتنا لا يُحييكم.. وجهلنا لا يحميكم!! موتنا لا يُحييكم.. وجهلنا لا يحميكم!!
عبدالكريم بن صالح الطويان

بعد وقت متأخر من الليل، نامت ضواحي «باريس» ولا ترى إلا نوراً خافتا ينبعث من نوافذ منزل صغير لأسرة عربية مؤلَّفة من زوجين وابنتهما الصغيرة، الزوجان مبتعثان لتحضير الدراسات العليا في الجامعات الفرنسية، ا لزوج في «الإلكترونيات» والزوجة في «الفيزياء النووية» وقد نشرت الزوجة مؤخراً بحثاً علمياً لافتاً في تخصصها بإحدى المجلات العلمية المشهورة في فرنسا، وكان له صدى واسع في نطاق المختصين..
كانت هذه الليلة التي نامها الزوجان العربيان ليلة مأساوية! إذ فجأة شبَّ حريق في المنزل أتى على كل شيء فيه! وأسفر عن وفاة الزوجة والابنة، ونجاة الزوج بعد إصابته بحروق متوسطة!
وجاءت مهاتفة عاجلة للأب ذي السبعين عاماً، الأستاذ الدكتور في أحد التخصصات الإنسانية، والمقيم في المملكة العربية السعودية تحيطه علماً بالخبر، وتستحثه على القدوم، وحزم الأب المفجوع من هول الخبر حقائبه، وسافر مخطوف اللون حزين القلب..!
وعاد الأب بعد أيام يحمل حزنه، مكثراً من: «لا حول ولا قوة إلا بالله»! وسألته عن تفاصيل الحادث، فقال: إنني وابني نشك في أسباب الحادث الذي لم تظهر له أسباب واضحة مقنعة! مما يعني أنه من تدبير فاعل! وقد تبيَّن بعد التحقيق أن واحداً وعشرين حادثاً مماثلاً وقعت في «باريس» لمنازل أسر عربية مسلمة خلال أربعة أشهر فقط وسجلتها دوائر الأمن، وكانت حوادث الحريق تبدأ من مكتبات هذه المنازل التي يعمل أصحابها في تخصصات علمية كالفيزياء النووية مثلاً!
وتحوم الشبهات حول: «منظمة صهيونية سرية» تعمل عملها الإجرامي الماكر هذا، إنها تخطط وتقتل في الظلام، والحوادث تقيَّد ضد مجهول!
قلت لهذا الأستاذ الدكتور المفجوع بأسرته: لقد ذكَّرتني مقتل العالم العربي «يحيى المشد» المتخصص في الفيزياء النووية في أحد فنادق باريس عام 1980م، وقبله الدكتور علي مصطفى مشرفة، وعالمة الذرة سميرة موسى، والدكتورة نادية سوكة، عالمة الذرة وجميعهم مصريون.
وقائمة أخرى من الجنسيات العربية المسلمة! فهل ما زال اليهود يلاحقون العلماء العرب بالقتل والإبادة تماماً كما يلاحقون بالقتل أيضاً رموز المقاومة الفلسطينية في فلسطين! وكما يلاحقون اليوم العلماء العراقيين بالقتل أيضاً للتخلص من مستقبلهم!
هؤلاء الصهاينة القتلة: هل قتلنا سيُحييهم، وهل جهلنا بعلوم الذرة سيحميهم؟!
ألا ويلهم من ديون مؤجلة مطلوب استيفاؤها!
ولماذا لا نفتح ملفات العشرات من العلماء العرب والمسلمين الذين هلكوا غيلة في الغرب لندعي عالمياً على اليهود في المحاكم والهيئات والمجالس الدولية لنقاضيهم بتهمة الإرهاب والإجرام والإفساد في الأرض! أين الهيئات العربية الدولية؟ أين الجامعة العربية؟ أين المحامون عن حقوق الإنسان العربي المسلم الذي لا بواكي له ولا ولاة لدمه وحقه بعد الممات؟!
ألا إن من استحل قتل الأنبياء من قبل، لا يستنكر منه اليوم قتل العلماء والقادة! ولكن الله بالمرصاد! والمكر السيئ لا يحيق إلا بأهله، وعلى الباغي تدور الدوائر، وإن غداً لناظره قريب...!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved