Sunday 25th January,200411441العددالأحد 3 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لافتاً النظر إلى تشويه الصورة لافتاً النظر إلى تشويه الصورة
يعز على الأمة أن ترى من بني جلدتها متهجمين ومبررين
محمد بن سعود الزويد - الرياض

تتجلى صورة أي مجتمع باشراقته من داخلها فيطل بنضارة ووجاهة بقدر ما في هذا المجتمع أو ذاك من الصفاء والوضوح وعلى مدى متانة الثوابت التي تكون الأعمدة التي يتكئ عليها المجتمع وعندما نبحث عن تحسين الصورة لنا ولمجتمعنا لدى المجتمعات الأخرى وخصوصاً الغربية منها فهذا يكون مثار الاستفهام فهل هي مشوهة في مجتمع ما؟ وما نوع التشويه هل هو وقتي يتزامن مع أحداث معينة أو أنه دائم ولا يتغير مستواه؟ من المؤكد أن أعداء هذا البلد ومنتقديه بالنقد غير البناء كثر ولكنك عندما تفطن لكثرة حسادك فهذا يعني علو قدرك ونزول مستواهم هم انفسهم بزيف وحقارة ما يتجنون به عليك.
وعوداً على الصورة المشوهة فقد تزعم جملة من المرتزقة إن صح التعبير في الصحف الغربية وفي كتبها أيضاً تغيير ملامح هذا المجتمع منتقدين اعرافه وتشريعاته الإيدلوجية في صحفهم بل زادوا على ذلك ما يقرر في مناهجهم المدرسية من تهجم على الدين وذات الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن ما الذي سيحدث لو تهجم أحد من المجتمعات العربية المسلمة على المجتمعات الغربية صحفياً أو كتابياً؟ ربما لن يعيروا ذلك اهتماماً بسبب أنه ليس لديهم بديل لما ينتقدون به ولكننا نعير التهجم علينا كل الاهتمام لأننا مطالبون كأصحاب رسالة سماوية هي الأخيرة إنزالاً على البشرية جمعاء بأن يكون لنا موقف واضح عندما ينتهك أي مقطع من تقاطعات شريعتنا السمحة، فلدينا من البدائل ما يعزز مطلب أن نجابه ما نتعرض له ونحن نثق تمام الثقة بسلامة المنهج والتوجه وصحة البديل عندما نبحث عن تسويق أفكار معينة بطرائق متفردة في الطريق والحل.
وعندما نتحدث عن البدائل المستوفية لشروط العرض يقفز على طاولة التفاوض البديل الأخلاقي الإسلامي فلا حيد بأننا نحن من يتزعم المساحة الشاسعة من الأخلاقيات السامية والراقية في تعاملها مع النفس البشرية ولو تحدثنا عنها كثيرا فهي ليست بحاجة إلى تزكية فلم يعلمنا ديننا أو نبينا عليه الصلاة والسلام أن نتهجم على بني جلدتنا ولا غيرهم بل لدينا البديل الأفضل وهو الدعوة وبالتي هي أحسن في دانيه والعرض والتنبيه والزجر في قاصيه.
وعندما يتعمد من يتعمد أن يشوه صورة الإسلام والمسلمين فهو لا يتجاوز حاله امرين اما أنه يتهجم عن جهل وهذا له حاله وإما انه يتهجم وهو يعلم انه مغرض بدعواه وله حالات فإما مغرض مدفوع مرتزق أو حاسد مستهدف ران على قلبه الحقد ليس إلا، ونحن هنا لا ننظر بقدر ما نفصل الحال لكي نصل إلى حال من يحتال بلي الألسنة والعجرفة التي لن تلقى مسمع يراع ولن تقبل من شفيع يطاع.
يعز على الأمة أن ترى من بني جلدتها من غرر به فصار كالببغاء يردد التهجم بل ويبرره على ذات القدسيات التي لا تتحمل التعرض بالنقد والتجريح.
إن صورة المجتمع المسلم بمسلميه مشوهة في مختلف المجتمعات الغربية وخصوصاً في مناهجهم الدراسية التي يتلقاها صغارهم قبل كبارهم وهذا امر سوف يعيق في حال عدم النظر في تعديله ودراسته دراسة مستفيضة سوف يعيق نشر المبادئ الإسلامية الصحيحة السمحة التي هي في الواقع رحمة لهم بأن تنتشل من ينتشل منهم من وحل الحيوانية المادية والرتابة الدنيوية البغيضة وربما تسعف من يلتمس الفضيلة والحق والحرية التي اختلفت تعاريفها لديهم حتى اختلفت قلوبهم على مشاربها فليس هناك حركة دائرية هندسية خارقة تقلب تفكير هؤلاء رأساً على عقب حتى يروا الحق حقا ويرزقوا اتباعه ولكن التتبع لمنشئ هذه القضية قطعاً سوف يقود بتتابع ولو طال الزمن إلى فتيل هذه الهجمة على المجتمع المسلم من خلال مناهج الدول الغربية.
صحيح ان هذا الواقع لا ينطبق على جل المناهج وعلى كل الدول ولكن الثقافة العالمية المتمدنة والممتدة بمساحاتها لها مفاصل تتحرك من خلالها والمجتمع الأوروبي إحدى أبرز الكتل التجمعية الحضارية التي تؤثر وتتأثر بما يحيط بها. وعندما تحاول تصحيح الصورة المغلوطة فهذا سوف يتطلب الصبر والجلد معاً فقد تجد مع أحداث الساعة المتلاحقة أموراً على غير المعتاد على المستوى العالمي إن على صعيد السياسة أو الثقافة أو أي منحنى آخر فتعزز من حجم التدافع من أجل التشويه والتحامل على المجتمعات الإسلامية ومعطياتها الثقافية أو أن تبرز هناك جهات منظمة تعمل على زعزعة الصورة الجيدة في بعض الدول التي تلتزم بالحيادية في تعاملها مع الثقافات الأخرى المغايرة لها.
من هنا فإن السعي لتصحيح الصورة التي عليها المناهج في الدول التي تتبنى في مناهجها تشويه صورة الإسلام والمسلمين والمجتمعات أمر ملح وان تضطلع المنظمات العربية الثقافية والتنموية بدورها ونزع شعور الخوف من الهيمنة العالمية حتى نتبوأ المكانة التي بذل جهد كبير للوصول إليها.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved