Tuesday 27th January,200411443العددالثلاثاء 5 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

من القلب من القلب
لا يسوم أحدكم على سوم الآخر!!
صالح رضا

عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يبع بعضكم على بيع بعض ولا يخطب بعضكم على خطبة بعض» وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا يسوم الرجل على سوم أخيه».. هذه الأحاديث النبوية الشريفة تنهى عن سوم الرجل على سوم أخيه.. وتنهى عن المزايدات بين أفراد المجتمع ومؤسساته ونظمه وعلاقاته.. ونحن هنا نفاخر بتمسكنا بأهداب هذه الأسس الإسلامية التي تنظم حياتنا بعيداً عن السفسطة والغلو.. ولا شك أن الاتحاد السعودي لكرة القدم مؤسسة من مؤسساتنا الحضارية التي تنهج نهج كل مؤسسات الدولة ونهج الأمة، والاحتراف في كرة القدم لدينا لم يأخذه المشرع مأخذاً معلباً كما هو ولكنه أدخل عليه التنظيمات التي تتفق والنهج الأمثل مثل تحديد السقف الأعلى لرواتب اللاعبين السعوديين المحترفين وكذا نظام الإعارة الذي حددها بثلاثة لاعبين خلال الموسم الواحد وغيرها من النظم التي تتفق ونهجنا الإسلامي الحنيف.
هذا ولا يخفى على المسؤولين في اتحاد الكرة وفي رعاية الشباب هذه المزايدات وهذا السوم المحموم نحو استقطاب اللاعبين بين أنديتنا دون خشية من الخلل الكبير الذي سيصيب الكرة السعودية بتكدس اللاعبين في ناد واحد.. كما أن طريقة المزايدات أيضاً فيها خروج عن النهج القويم الذي يحرم - كما ورد في الحديثين أعلاه - مزايدات بعضنا على بعض والسوم على سوم الآخر وذلك اتقاء الفتنة ودعماً للأخوة وايجاداً للإيثار ولغرس المحبة بين أفراد المجتمع الواحد.. لذا فعلى الاتحاد السعودي ممثلاً في صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد.. ومن منطلق هذا النهج الإسلامي الحنيف أن يتدخلا لوقف هذه المزايدات بتحديد السقف الأعلى لانتقالات اللاعبين للموسم الواحد كأن يحدد ذلك السقف بثلاثة لاعبين محليين مع الإبقاء على عدم انتقال اللاعب الأجنبي من ناد لآخر قبل مرور موسمين على انتهاء ارتباط ذلك اللاعب مع ناديه السابق وذلك على غرار النظم الموجودة التي تحدد العلاقة بين النادي والمدرب.. وبذلك نغلق باب الشر ونفتح باب النظام الذي يتفق تماماً والشرع الإسلامي الحنيف مما يشيع الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع والأمة.
هذا وبعيداً عن الاتحاد السعودي لكرة القدم وواجبه الحتمي في إصلاح الوضع.. فإنني لا أرى تثريباً في تسمية الأمور بمسمياتها.. فبعض أعضاء شرف نادي الاتحاد ورئيسه نهجوا نهجاً غريباً في الآونة الأخيرة بإفساد كل ما يتعلق بالنادي الأهلي في سابقة سيكون الأهلي أولها وستلحق به بقية الأندية.. فهم أصبحوا يزايدون دوماً على سوم الأهلي سواء كانوا في حاجة لتلك السومة أم لا.. المهم لديهم هو «تخريب» صفقات الأهلي ودفع عشرات الأضعاف على ما يتم عليه اتفاق الأهلاويين مع الأندية الأخرى.. ورغم النهي الديني والأخلاقي عن ذلك إلا أن الأمر وصل إلى مفاوضة لاعبي الأهلي أنفسهم وهم داخل ناديهم وعرض ملايين الريالات عليهم.. وقد تمت تلك المفاوضات عدة مرات مع طلال المشعل وإبراهيم السويد والقهوجي وأخيراً كانت خطوة كيم التي لا يقرها عاقل.. فهل من المعقول أن يصل التخريب من ناد سعودي على ناد سعودي آخر إلى هذا الحد؟!!
وما يتناقله الاتحاديون عن مساومة الأهلاويين لمبروك زايد أو غيره لا أساس له من الصحة بل هو تبرير وغطاء لما تقوم به إدارة الاتحاد من سلوك لا يقره دين أو عقل نحو الأهلي تحديداً ونحو الكرة السعودية عامة.. فالعرف أن الأندية هي التي تمد المنتخب باللاعبين ولكن في حالة الاتحاد فهو الذي يأخذ اللاعبين من المنتخب في حالة فريدة في العالم الكروي أجمع.
هذا وقد تداعت إلى ذهني حالة الكرتين الإسبانية والألمانية.. فالإسبان يحبون المباهاة ويميلون إلى المفاخرة ولو على حساب مصلحتهم وبلدهم.. فهم يشترون عقود اللاعبين الأجانب بمبالغ كبيرة وخيالية وليس مهماً لديهم مصلحة المنتخب الإسباني أو غيره.. فبعض الأندية الإسبانية لا يوجد بها غير لاعب إسباني واحد بينما العشرة الباقون هم من اللاعبين الأجانب.. فالمهم لديهم هو النادي ومظهره وبهرجته.. وآخر ما يهتمون به هو منتخبهم.. بينما في ألمانيا نجد ترشيداً في أثمان عقود اللاعبين.. فهؤلاء القوم معروفون بتفوقهم الحضاري والتقني والتعليمي والطبي إلى حد بعيد.. وتقدمهم الحضاري ورقي الوعي لديهم جعلهم يرشدون في «بعزقة» نقودهم في شراء عقود لاعبي الكرة الأجانب مما خلق لديهم منتخباً قوياً على مر العصور حقق لهم كأس العالم ثلاث مرات والرابعة قادمة في مونديال 2006 إن شاء الله.. وبالعودة لإسبانيا نجدها لم تحصل ولن تحصل على كأس العالم ولو لمرة واحدة.. فهم شعب يعتبر من العالم الثاني يعتمدون على السياحة اعتماداً كبيراً بينما نجد أنهم في العلوم الحضارية لا يزيدون عن أي بلد آخر من بلدان العالم الثالث كثيراً اللهم إلا بمصارعة الثيران.
فالترشيد إذن واجب ديني قبل أن يكون وطنياً وأخلاقياً وحضارياً.. قال تعالى: {إنَّ المٍبّذٌَرٌينّ كّانٍوا إخًوّانّ الشَّيّاطٌينٌ وكّانّ الشَّيًطّانٍ لٌرّبٌَهٌ كّفٍورْا} وقال تعالى: {ولا تّجًعّلً يّدّكّ مّغًلٍولّةْ إلّى" عٍنٍقٌكّ ولا تّبًسٍطًهّا كٍلَّ البّسًطٌ فّتّقًعٍدّ مّلٍومْا مَّحًسٍورْا }.. والله ولي المتقين.
خاتمة!!
إلى بطيئي الفهم والاستيعاب: ها هي «رياضة الجزيرة» وقد أصبحت أهم الصفحات الرياضية بفضل الله ثم بفضل مدير تحريرها الأستاذ محمد العبدي ومحرريها الرائعين وكتابها المتميزين.. للإحاطة فقط!!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved