أوروبا وجدار شارون

بعض من أسباب تعسر السلام بالنسبة لفلسطين محاباة إسرائيل من قبل الدولة الكبرى، وعدم حسم المواقف تجاهها بصورة قاطعة على الرغم من أن إسرائيل تعرقل كل مشروعات التسوية وتعتدي يومياً على الشعب الفلسطيني.
ومن الاعتداءات الكبرى التي ينبغي اتخاذ مواقف حاسمة تجاهها الجدار الذي تقوم حكومة شارون ببنائه في الضفة الغربية والذي يقتطع مساحات كبيرة من الأرض التي هي من المفترض أن تقام عليها الدولة الفلسطينية.
فقد خرجت دول الاتحاد الأوروبي مؤخراً ببيان ينتقد الجدار الإسرائيلي، لكنها لم تذهب إلى نهاية المطاف في الموقف من جهة تأييد نظر المحكمة الدولية لمدى شرعية الجدار, وإنما قال الاتحاد الأوروبي: إن المناقشة القانونية لقضية الجدار لن تفيد تقديم عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وهكذا فعلى الرغم من أن أوروبا تدين وتنتقد الجدار إلا أنها لا تريد أن تسمع رأياً قانونياً قاطعاً يعزز تلك الإدانة ويرسخ موقفاً دولياً بعدم شرعية هذا الجدار الصخري.
وكانت الولايات المتحدة قد انتقدت الجدار أيضاً لكن بلهجة أقل حدة، بينما رفضت رفضاً قاطعاً عرض موضوع الجدار على المحكمة الدولية حسبما أوصت بذلك الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتستغل إسرائيل هذا التراخي في المواقف إلى أبعد مدى، فهي أصلاً لا تنفذ أي قرار دولي، لكنها عندما تجد الدول الكبرى تتغاضى عن جرائمها فإنها تكون أكثر تشدداً في مواقفها، وهو أمر يؤدي في النهاية إلى الحالة السائدة حالياً والمتمثلة في انعدام آفاق السلام.