Friday 6th February,200411453العددالجمعة 15 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حوار (الآخر) مع (الآخر) حوار (الآخر) مع (الآخر)

(الآخر) كلمة يكتبها الكثير، ولا أدري لماذا يختفون وراءها ليعبروا عما في خواطرهم من آراء وأفكار، خصوصاً إذا كانت آراؤهم مخالفة لمن يريدون الكتابة عنه.
لم لا نكون صرحاء مع أنفسنا ومع مجتمعنا ونتحدث بشفافية وبصيغة حوارية عصرية لا نستخدم معها التعبيرات (الهمزية) التي تدل على أن هناك نوعاً من التحفظ وعدم التصريح (والخوف أو الجبن) والذي يكون وراءه كثير من التجريح؟
والسؤال الذي يجب طرحه هو:
إذا كان هذا (الآخر) المكتوب عنه عدواً فلم لا يقال عنه العدو؟
وإن كان مخرباً فلم لا يقال عنه المخرب؟
وإن كان مفسداً فلم لا يقال عنه المفسد؟
وإن كان صديقاً أو أخاً ونختلف معه في الرأي فلماذا ننعته بالآخر ونبعده عنا وعن منهجنا وعن الأخوة والصداقة؟
إذا ارتكب مجموعة من الشواذ فكرياً جرائم مرفوضة أثرت على جميع أركان المجتمع وكان بصفات شكلية لغالبية المجتمع فهل الجميع مجرمون؟
نسبة هؤلاء المخربين نسبة ضئيلة في المجتمع لا يجب أن تقاس عليها مسيرة أمة كاملة؟
بعد ما حدث من أحداث مشينة قسم المجتمع لا إرادياً إلى (آخر) و(آخر) رغم ان كلا الطرفين يرفضون مثل تلك الجرائم.
قد تحس أن هناك اختلافاً في الرأي بين هذين الآخرين فبدأ كل منهما يتحدث عن أخيه بصفة غير مباشرة وذلك من خلال كلمة (الآخر) التي انتشرت بكثرة في هذه الفترة بأقلام كثير من الكتاب.
المجرم مجرم والمخرب مخرب والأحمق أحمق، هل بسبب هؤلاء ينقسم مجتمعنا المترابط والمتماسك ويتخذ من كلمة (الآخر) طريقاً للتصفية التي ليس لها أساس، ونترك الحوار الأخوي الصحيح الذي يرتكز على المنهج الشرعي القويم الذي نسير عليه دون التنابز والتلميح والتجريح.
كلنا مسلمون ولله الحمد لا فرق بين الجميع إلا بالتقوى.
هناك من تمسك بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وبكل ما يصح عنه من أفعال وأقوال محاولاً نيل أجر التمسك بها، وهناك من استهان بشيء منها إلا أنه متمسك بجميع أركان الاسلام.
فهل نجعل هذا (آخر) وذاك (آخر).
(الآخر) كلمة ظهرت على السطح أخيراً وكثر تكرارها بشكل يلفت النظر إليها خصوصاً بين الكتاب، وهي كلمة حينما تقرأ ما معها من تعبير تجد أن الكاتب يقصد بها أناساً من نوع معين قد يكون الكاتب يخالفهم الرأي ولا يستطيع المواجهة أو الحوار فيتخذ من كلمة الآخر ذريعة وستاراً يختفي خلفه للهروب من المواجهة وذلك لان ما يعرضه خطأ صريح، يطرح من خلاله رأيه على الجميع حتى وان كان هذا الرأي غير مناسب للطرح ولا يمكن أن يقبل.
أتمنى ان يقال للمحسن أحسنت وللمخطىء أخطأت وللمسيء أسأت وتتم مناقشته بالدليل وبالحوار والاقناع وبالكلمة المناسبة الجميلة (بالحسنى) وبالمواجهة والمجرم يواجه بالنظام الشرعي، ولا يتم الاعتماد على التلميح (بالآخر) خصوصاً إذا كان من أفراد المجتمع لأن مجتمعنا واحد ولله الحمد ومثل هذه الكلمات التي قد تؤثر علىالصف يفرح بها الاعداء لانها تحقق لهم ما يعجزون عن تحقيقه، فيجب أن يسعى الجميع وخصوصاً الكتاب الذين يؤثرون على أفكار الناس إلى ما يجعل المجتمع أكثر تماسكاً ويبتعدوا عما يفرق الصف ويشقه ويقسمه إلى آخر وآخر لأننا في هذه البلاد المباركة حرسها الله أمة واحدة متماسكة يداً واحدة مع ولاة أمرنا لن يؤثر فينا خراب مخرب وإفساد مفسد أو كتابة كاتب أو كاتبة.

ظاهر الظاهر


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved