Sunday 8th February,200411455العددالأحد 17 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تركي بن إبراهيم القهيدان يرد على عبد العزيز بن محمد السحيباني: تركي بن إبراهيم القهيدان يرد على عبد العزيز بن محمد السحيباني:
أقول للمهندس: قال ابن كثير وياقوت وابن منظور ويرد عليّ: المعلومة
متواترة من الحميدي! والقصة عليها استدراكات وامرؤ القيس كان يعتقد!

اليوم وبعد أن قدمتُ أدلة دامغة عن عين ضارج وأفردتُ عنها حلقات في الصحف ثم أصدرتُ قراراً بنقلها تأديبياً بعد أن أغرقت القصيم بمياهها إلى مربضها الحقيقي ما بين اليمن والمدينة وثبتها هناك بالأدلة والبراهين، يأتي عبد العزيز بن محمد السحيباني في صفحة عزيزتي الجزيرة في صحيفة الجميع (الجزيرة) بعددها 11366 ليزف إلى القراء وهو يكاد يطير فرحاً، خبر انتصاره عليَّ وزعم أنه يقدِّم أدلة تنافي ما أقول! ولكم عجبتُ وذهلت من جرأة هذا الرجل وعدم ورعه في إصدار الأحكام الاعتباطية وإطلاق الشتائم على الباحثين. فقد جاء المهندس بأسلوب جديد في التعقيب، وهو نفي كل الحقائق بكل جرأة ثم إيهام القراء أن كلامه هو الصحيح وعلى القارئ أن يتمعن في عباراته التي ساقها في تعقيبه ليرى تناقضه في الرأي، بل لا ينتهي عند هذا الحد فقد وصف من يناقضه الرأي بأنه (متباحث، متناقض) وغيرها من العبارات التي يعتقد أنها توهم القراء.
فرده يتضمن التغني بخروجه ظافراً منتصراً، وكل محاوراته قائمة على الظنون والأوهام التي أحصر بعضاً منها فيما يلي:
1- قال المهندس: (ينسب إلى نفسه كل جهود الآخرين وعلماء البلدان الذين قالوا ان عين ضارج في الحجاز.. إن الاستخفاف بالعقول واستغفال الآخرين شيء فظيع يا تركي...). (انتهى كلامه). قلت:
- ربما أن المهندس أغضبه ما أشرتُ إليه (من بعد) بما نصه: (وأنني لاحظت أن البعض منهم يعمل على الاختصار أو إعادة صياغة عبارات لأعمال الباحثين، ثم يقدمها في الصحافة على أنها أفكاره وأعماله!) لكن الآن على القارئ أن يرجع إلى ما كتبه المهندس بتاريخ 4 رجب 1424هـ وتاريخ 4-9-1423هـ ثم يقارن تلك الأفكار مع المعلمات التي أوردها الشيخ العبودي في معجمه ج4، من ص 1388 إلى ص 1393 وسيتبين له جلياً هل هي اختصار لنفس المعلومات أم لا؟ وهل هذه سرقة علمية أم لا؟
- لماذا عندما كشفتُ للقراء حقيقة مصدر كتابتك وحددتها بالصفحة والمجلد جئت لتقول هذا الكلام؟ فأنا استشهد بهم وأقول قال ابن كثير وقال ابن بليهد وأوثِّق المعلومة ثم تأتي وتقول (ينسب إلى نفسه كل جهود الآخرين) وكتاباتي وكتبي وتعقيباتك موجودة ويمكن لأي قارئ الرجوع إليها، ويحكم من الذي يستخف بعقول القراء كقياسك عرض السحاب (50 كم)؟! وأبشرك - ولله الحمد - أنني وصلني الكثير من الاتصالات التي تقول لم نعرف حقيقة السحيباني إلا بعد اتهامه لك بعدة أمور منها اتهامك بعدم أمانتك العلمية وكتبك تتميز بتوثيق المعلومة. وأحب أن أؤكد أن جميع كتاباتي للصحف والمجلات كمجلة الفيصل موثقة توثيقاً علمياً ويمكن الرجوع إليها، وإن وجدت معلومة لم توثَّق فهذا من قبل المعنيين في الصحيفة. وهنا أتحدى السحيباني أن يأتي لي بسطر واحد من كتابي أرض القصيم نقلته من باحث ولم أوثِّق المعلومة، وأرجع الفضل لأصحابه!
2- قال المهندس: (وهل جزم صاحب معجم البلدان أو غيره أن ضارج - بين المدينة واليمن - حتى يأتي تركي القهيدان ويجزم بأن ضارج هي التي بين المدينة واليمن). (انتهى كلامه). قلت: نعم أجزم وبكل تأكيد. ثم تمعن فيما ذكرته آنفاً مع عباراتك التالية: (كيف يأتي مثل هذا (المتباحث) ويقول إنني أنا الذي نقلها وينسب إلى نفسه كل جهود الآخرين وعلماء البلدان) الجزم 100% ان عين ضارج ليست في الشقة وهذا من التلبيس والكلام دون أي بيِّنة). وقولك عن قصة الوفد: (وحتى هذه القصة عليها استدراكات منها: (هل من المعقول) (ليس هناك نص يجزم بوجودها في القصيم أو الحجاز) (وأجزم ان القهيدان نقل لنا فقط من بطون هذه الكتب ما توهمه صحيحاً 100% وألغى أي رأي آخر يناقض وهمه..!! وحى لم ينزل إلى الميدان)!
3- قال المهندس: (إن هذا يتطلب أن يكون موقع هذه العين محددا بإحداثيات دقيقة وأن تكون عيناً جارية في وقتنا الحالي). ويضيف في موقع آخر (ابشروا يا أهل الحجاز.. يا من تعيشون على (الدرع العربي) لقد فجر القهيدان لكم الأرض عيوناً ونقل لكم عيناً جارية من القصيم.. أين وزارة المياه عن مثل هذا المشروع الجبار الذي وفره القهيدان لأهل الحجاز دون أي تكاليف ولو ريالا واحدا!!). (انتهى كلامه). قلت:
- عجباً لك يا مهندس ما دمت تقول (علماء البلدان الذين قالوا ان عين ضارج في الحجاز) فلماذا لم توجه إليهم هذا النقد؟ وكان الأولى بك أن تحمد الله لأنني أنقذت البدائع من الغرق! ثم هل عندما تكون في الشقة لا يتطلب أن تكون عيناً جارية أما خارجها فيتطب أن تكون عيناً جارية في وقتنا الحالي؟ لقد أفحمتني بأدلتك الدامغة! ألم أقل لكم أيها القراء أن ما أعانيه من البعض بالمنطقة أنهم يتخيلون أن لا ضارج ولا سبخة ولا عين ولا أي معلم أو موقع أثري إلا في القصيم؟ والويل والوعيد لمن يقول غير ذلك! لأنه تطاول على الآخرين، ثم لوعدم الماء في الدرع فهل تتخيل أن أحداً سيسكن تلك المناطق؟ أم أن المياه والعيون لا توجد في العالم إلا في أرض القصيم؟ كأني بالمهندس لا يفرق بين المياه الجوفية العميقة في الطبقات الجيولوجية شرق الجزيرة وبين المياه السطحية في الدرع العربي، فتخيل هذا التخيل ضمن سلسلة ما يتخيله في فيلمه السينمائي!
4- قال المهندس: (أين الأدلة الدامغة وكيف أثبت القهيدان بالأدلة والبراهين عين ضارج بين المدينة واليمن...). (انتهى كلامه). قلت:
- هذه مصيبة أخرى يا مهندس! وسأورد حلقة خاصة لهذه الأدلة في هذه الصحيفة.
5- قال المهندس: مقابل لطرف هذا السحاب. أمّا جبل الستّار فقد حدده الأستاذ عبد الله بن محمد الشائع في نظرات في معاجم البلدان (الجزء الثالث) بأنه ما يعرف حالياً بجبل - الرُّبوض - وهو بين الشبيكية ودخنة وهذا متطابق مع معلقة امرئ القيس فهو على يسار جبل (قطن). (انتهى كلامه). قلت: لكي تقنع أنك تجهل المواقع الأثرية في جزيرة العرب وأنك تخوض في علم تجهله وتخلط بين المواقع وما يقوله الآخرون، بل أكاد أجزم أنك تقرأ العنوان وتترك المضامين، أحب أن أرشدك إلى أن الذي حدد موقع ستارك هذا الذي عناه امرؤ القيس هو العبودي كما ذكرتُ آنفاً، أما الشائع فرأيه: (إن القول بأن الستار هو الواقع جنوباً غربياً من منطقة القصيم أي قرب قريتي ضرية ومسكة، أو أنه الواقع بين بلدتي (الشبيكية) و(دخنة). وأن يذيل هي هضبة (صبحا) الواقعة جنوب بلدتي (الرويضة) و(حلبان). قول ليس له ما يبرره). (انتهى كلامه). قلت: كأني بالسحيباني عندما حدد الشائع أحد المواقع الكثيرة التي تعرف بستار وهو جبل ستار في طريق الحج البصري تخيل أنه لا ستار غيره في جزيرة العرب كما تخيل سابقاً أنه لا ضارج غير ضارج القصيم! وأرجو ألا يعقب عليّ ويقول: أتحدث عن شيء وتركي يتحدث عن شيء آخر وهو الذي لا يفرق بين المواقع.. فجهلك بهذه المواقع واضح لا غبار عليه. ولو علمت أن الشائع له رأي مخالف لرأي العبودي لما استشهدت به كما استشهدت به وأوهمت الآخرين بأنه يقول إن عين ضارج بالقصيم.
6- قال المهندس: (إنني أتحدث عن شيء وتركي القهيدان يتحدث عن شيء آخر. إنني أريد من القهيدان أن يورد لي كلمة واحدة في مقالي ذكرت فيها كلمة (عين) انظروا إلى تركي كيف يناقض نفسه ويقول: (قال السحيباني: ولكن لماذا يستبعد ان امرأ القيس قد عنى ان (الضارج) الشقة بالقصيم وكل الدلائل تشير إلى أن ضارج بالقصيم).. وهذا ليس اعتساقاً للنصوص ولكن اعتماداً على رأي الباحثين ومنهم الشائع الذي حدد ضارج بالقصيم. قلت (القهيدان): يا أخي أنت أيضاً قوّلت شيخنا الشائع عن عين ضارج ما لم يقله وهو حي يرزق. انتهى. قلت: فانظروا أيها القراء إلى هذا التناقض العجيب وهذا الاستغفال الواضح لقد تحدثت عن (ضارج) ويتحدث القهيدان عن (عين ضارج)..!! فمن هو الذي لا يعرف الفرق بين الموقعين..!!.) (انتهى كلام المهندس). قلت:
قل لي بصدق يا مهندس هل كنت تفرق بين الموقعين قبل أن أعقب على كلامك؟ الاعتراف بالحق فضيلة يا مهندس، والمصيبة الكبرى أنني بينت في أكثر من حلقة أن هناك عدة مواضع تعرف بضارجٍ، منها: (1) ضارجُ: بين المدينة واليمن. (2) ضارجُ: جنوب عالية نجد. (3) ضارجُ: مكان في القصيم (4) ضارجُ: قرب الكوفة. (5) ضارجُ: في منطقة سدير. لذا فالأسماء في جزيرة العرب كثيرة ومتشابهة، ولا يحق لنا أن نعتسف النصوص! الآن سأكشفك على حقيقتك وسأورد هنا نص ما قلته: تركي القهيدان في مقاله (ضارج من الحجاز إلى القصيم) آمل من الباحثين المتأخرين التثبت عند إيراد المعلومات. ومقاله هذا رد على ما نشره في جريدة الجزيرة الأخ محمد بن عبد الرحمن الفراج في 30-12-1423هـ حول اعتقاده أن موقع ضارج هو ضاري حالياً أم الشقة التي تقع إلى الشمال من بريدة. وقد اختلف الأستاذ القهيدان مع الشيخ محمد العبودي والدكتور الوشمي في تحديد ضارج بالشقة وقال (لا أتفق مع العبودي وأيضاً مع الوشمي فيما ذهبا إليه، ويبدو لي أن الكاتب الفراج فات عليه الرجوع إلى بعض المصادر ويظهر أنه لم يطلع على ما ذكرته في كتابي الموسوم (القصيم، آثار وحضارة، المجلد الثاني ص 356). فقد تحدثت بما فيه الكفاية أن ما وصفه امرؤ القيس في البيت السابق الذكر لا يدل من قريب ولا من بعيد على أن امرأ القيس قصد (ضاري القصيم) انتهى. وقد رجعت لمؤلَّف الأستاذ القهيدان الذي بذل فيه جهداً كبيراً وأحترم رأيه كباحث في تحديد (ضارج) بالحجاز. ولكن لماذا يستبعد أن امرأ القيس قصد الضارج (الشقة) بالقصيم.. وكل الدلائل تشير إلى أن ضارج بالقصيم.. وهذا ليس اعتسافاً للنصوص ولكن اعتماداً على رأي الباحثين ومنهم الشائع الذي حدد ضارج بالقصيم. (انتهى كلامه). أقول:
- حديثي واضح لا غبار عليه أنني قصدتُ مكاناً واحداً بعينه من بين عدة أمكنة في جزيرة العرب تسمى ب (ضارج) وحددت موقعه بين اليمن والمدينة ومحور تعقيبي محدد بتحديد موقع عين ضارج التي ذكرها امرؤ القيس، وتحديداً سبب تعقيبي قول الفراج ( وكان مما يوجد في ضاري عين ماء أشار اليها امرؤ القيس في قوله:


ولما رأت أن الشريعة همها
وأن البياض من فرائصها دامي
تيممت العين التي عند ضارج
يفيء عليها الظل عرمضها دامي)

(انتهى)
الآن: كيف تزعم أن تعقيبي على الفراج على (ضارج هو ضاري) أو أي موقع آخر من مواقع ضارج غير عين ضارج؟. وكيف تزعم أنني اختلفتُ مع الشيخ العبودي والدكتور الوشمي في تحديد ضارج بالشقة، بينما اختلافي معهم حول عين ضارج، وكتابي ومقالاتي موجودة، بل حتى عنوان تحقيقي (من نقل عين ضارج من الحجاز إلى القصيم) بترت (عين) من عنوان مقالي! ما هذا التلاعب بالألفاظ لإيهام القراء؟ وليتك تقف عند هذا الحد، بل تكابر وتقول: أريد من القهيدان أن يورد لي كلمة واحدة في مقالي ذكرت فيها كلمة (عين)؟ ثم أيعقل أن تعقب عليّ وتقول أقصد.. ولا أقصد.. وعنوان تحقيقي في الحلقة الثانية1 (حقيقة عين ضارج هل هي في القصيم أم في الحجاز؟)، أما عنوان تحقيقي في الحلقة الثالثة (بعد أن نقلوا ضارجاً مع عينه من الحجاز إلى القصيم). فإن كنت لا تقصد عين ضارج فلماذا عقبت عليّ؟ بل تؤكد ذلك بقولك: (ولكن لماذا يستبعد أن امرأ القيس قصد الضارج (الشقة) بالقصيم.. وكل الدلائل تشير الى أن ضارج بالقصيم) ولماذا غيرت أقوالك يا مهندس؟ ثم إذا فرضنا جدلاً أنني استبعدتُ عن القصيم أي موقع آخر غير عين ضارج فليذكر النص دون بتر؟ ثم ألم تناقض بهذا الكلام قولك في نفس الصحيفة (أحب أن أقول لك رغم كل ما سقته من الدلائل الا أنني لا أجزم أن المقصود ب (عين ضارج) هي العين الموجودة في الشقة واندثرت ولكنني وجميع الباحثين وأنت منهم نجزم أن المقصود ب (ضارج) في معلقة امرئ القيس: قعدت له وصحبتي بين العذيب وضارج أن المقصود (الشقة). (انتهى). يا مهندس أليس من الأولى عندما اكتشفت أنك لا تفرق بين مواقع ضارج في جزيرة العرب وأنك أنت في واد وعين ضرج التي أتحدث عنها في واد آخر أن تعتذر عما عقبت عليّ به بدلاً من إيهام القارئ بهذه العبارات؟ ثم أنا لم أجزم بأن ضارج القصيم هو الشقة وإنما قلت تحديداً في الحلقة الثانية (ويبدو أن ضارجاً هذا في أرض القصيم) فهل قولي يبدو يعني الجزم، وفي نظري من قال إنها في الشقة احتمال من الاحتمالات القوية ولا يحق لي أن أنقضه إلا بدليل صائب، ولا أعلم كيف تعقب على أحد الباحثين وتصفه بقولك (يدعي أنه باحث).. وأنت لا تفرق بين عين ضارج في بيت الشعر الذي قاله امرؤ القيس: (تيمّتَت العين التي عند ضارج) وبين بيت شعر آخر قاله امرؤ القيس: (قَعَدْتُ له وصُحْبَتي بينَ ضارج). أي أنك خلطت الحابل بالنابل، ولم تفرق بين هذين البيتين، وما اعتبرته حجة في انتصارك المزعوم ما هو إلا حجة عليك لا لك وما هو إلا واحد من أقوالي المتكررة في كتبي بل في تعقيبي بما نصه: (يقول امرؤ القيس الكندي في آخر معلقته يصف سحاباً مقبلاً عليه:


قَعَدْتُ له وصحبتي بين ضارجٍ
وبين العُذَيْبِ بُعْدَ ما مُتَأَمَّلي
على قَطَنٍ بالشَّيْم أيمَنَ صَوْبِهِ
وأيسَرُهُ على السِّتارِ فيذْبُلِ

ويبدو أن ضارجاً هذا في أرض القصيم. ثم أضفت في موقع آخر: (ومع ذلك لا أجزم بتحديد ضارج في الشقة) 2 (انتهى).
أقول: يا مهندس لقد أوقعت نفسك في مأزق وفخ لا تحسد عليه، فان كنت عقبت عليّ حسب زعمك بأنك تقصد ما قلته عن ضارج التي قصدها امرؤ القيس في آخر معلقته فأنا قلت: (ويبدو أن ضارجاً هذا في أرض القصيم) لو قرأت كلامي المتكرر بأناة وانصاف وفرقت بين هذين وتعرفت على مواقع ضارج في جزيرة العرب لما تجرأت بالرد عليّ! فأنا حددتُ عين ضارج ولم أنقل كل مواقع ضارج إلى الحجاز كما تخيلت بما نصه (واحترم رأيه كباحث في تحديد (ضارج) بالحجاز).
7- قال المهندس: (فهل فرقت يا تركي بين البيت الذي ذكر فيه عين ضارج وذكر فيه ضارج في المعلقة؟). (انتهى كلامه). قلت:
- وهذه أيضاً مصيبة كبيرة فأنت لا تعترف بأنك لا تفرق بينهما بل تقلب الموازين ليصبح الحق باطلاً والباطل حقاً! ألم أقل لكم (أرجو ألا يعقب عليّ ويقول إنني أتحدث عن شيء) وعلى كل حال كتابي موجود وتعقيباتي وتعقيباتك موجودة ويمكن لأي شخص أن ينسخها من الانترنت، ثم يحكم من هو الذي لم يفرق أنا أم أنت؟ وعلى القارئ أن يتفهم أن الخلاف على موقع عين ضارج وما يورده المهندس من أمور شخصية مجرد تضليل للحقيقة، بل يدور في حلقة مفرغة، ولا يخفى على أي باحث متمكن أن يستنتج ذلك، ولا يفوت عليه عسف النصوص على أنه لا يقصد عين ضارج ثم يضلل القراء بأنها الشقة، ولا يجوز لمن يريد أن يكتب أن يتلاعب بالنصوص بهذا الشكل؟
8- قال المهندس: (يقول القهيدان في الصفحة 358 من الكتاب الثاني ما نصه (معلقاً على بيت امرئ القيس السابق): أما المؤلف فلا يجزم بما ذكر العبودي وأيضاً ما ذكره الوشمي في أن المقصود هما بضارج القصيم سيما وأن الشيخ ابن بليهد فرق بين هذين البيتين والبيت الوارد في المعلقة في منطقة القصيم بينما حدد ضارجاً الوارد ذكره في هذين البيتين في جبال الحجاز، كما أكد ذلك بعينه فقوله: (يفيء عليها الظل). ويضيف المهندس: (لقد ذكرت البيتين الواردين في المعلقة ونقلت ما قاله الشائع دون تعليق ودون ان تنقل من قول الشائع ان المقصود ب (ضارج) الشقة في القصيم أنني أعرف الفرق بين هذين البيتين ولكنك أنت الذي خلطت بينهما وأوردتهما متتابعين ولم تذكر الفرق بينهما..!!) (انتهى كلامه). قلت:
- عجباً للتلاعب بالألفاظ وبتر الكلام فقولي: لا أتفق مع العبودي وأيضاً مع الوشمي فيما ذهبا إليه، فهذا كلام مبتور على أني أقصد مكاناً غير عين ضارج، فالعبارة التي أوردها المهندس (معلقاً على بيت امرئ القيس السابق) توهم القارئ أنني أقصد البيت الوارد في المعلقة في منطقة القصيم:


قعدتُ له وصحبتي بين ضارج
وبين العذيب بعد ما متأمّلي

بينما الصواب أن قصدت بيتي امرئ القيس الشائعين، فنص ما قلته في كتابي الموسوم (القصيم، آثار وحضارة، المجلد الثاني، ص 358): قال عنه العبودي (أي قويطير ضاري): ماء مجتمع من جال أسود مرتفع يشرب منه الناس، وترده الماشية، وينبت عليه المصع كما يركبه الطحلب بحيث يضطر من يريد الشرب منه إلى أن يبعده بيده وهو بلا شك عندي العين التي ورد ذكرها في بيتي امرئ القيس الشائعين:


ولما رأت أن الشريعة همها
وأن البياض من فرائصها دامي
تيممت العين التي عند ضارج
يفيء عليها الظل عرمضها طامي 3

أما المؤلف فلا يجزم بما ذكر العبودي وأيضاً ما ذكره الوشمي 4 في أن المقصود هنا بضارج القصيم سيما وأن الشيخ ابن بليهد فرق بين هذين البيتين وبين البيت الوارد في المعلقة حيث حدد (ضارج) الوارد ذكره في المعلقة في منطقة القصيم، بينما حدد ضارجاً الوارد ذكره في هذين البيتين في جبال الحجاز، كما أكد ذلك الشائع حين قال: وعندي أن رأيه (اي ابن بليهد) هذا هو الصواب بعينه (انتهى).
العجيب الغريب أن المهندس يبتر ما يريد من الكلام فمن ضمن سلسلة ما تم بتره قوله: (كما أكد ذلك بعينه فقوله) وصوابه: (كما أكد ذلك الشائع حين قال: وعندي أن رأيه (أي ابن بليهد) ثم لا يتوقف عند هذا الحد بل يتهجم بالكلام بما نصه (فكيف تنسب ما قاله الآخرون إلى نفسك)! عجيب أمرك يا مهندس!! ومن لم يصدق فليرجع إلى نفس الصفحة (ص 358).
9- قل المهندس: قال القهيدان: (أنا لم أختلف مع الشيخ العبودي والدكتور الوشمي في تحديد عين ضارج، ولم أختلف معهما حول موقع ضارج بالشقة). (انتهى كلامه). قلت:
- يا مهندس اتق الله في التلاعب بالألفاظ وإيهام القراء بأن قلت هذا الكلام دققوا معي فيما قوّلني ضمن سلسلة ما قوّلني: (أنا لم أختلف) بينما الذي قلته في تعقيبي نصاً: (يا أخي ويا حبيبي قولتني ما لم أقله بل أكاد أجزم أنك تقرأ العنوان وتترك المضامين! فأنا اختلفت مع الشيخ العبودي والدكتور الوشمي في تحديد عين ضارج، ولم اختلف معهما حول موقع ضارج بالشقة. وإليك نص ما قتله). لاحظوا أيها القراء في نفس هذه الفقرة قوّلني ما لم أقله في تعقيبين! وليته يقف عند هذا الحد بل المصيبة أنه يختم عباراته (فانظروا أيها إلى هذا التناقض العجيب وهذا الاستغفال الواضح) (لقد ضحكت)، (فربما كتبته في لحطة نرجسية) (لو غيرك قالها يا تركي) فعلاً أنت في واد وأنا في واد (يدعي أنه باحث).. وغيرها من العبارات التي يعتقد أنه يضحك بها على عقول القراء فيصدقوا هذا الهراء!
- قولك هذا يتناقض مع قولك قبل اسطر (وقد اختلف الأستاذ القهيدان مع الشيخ محمد العبودي والدكتور الوشمي في تحديد ضارج بالشقة وقال (لا أتفق مع العبودي وأيضاً مع الوشمي). كما قلت في الحلقة الأولى: (وأما عن موقع عين ضارج فقد وقع في هذا اللبس العديد من الباحثين المتأخرين من قبله، ومنهم الدكتور الوشمي رحمه الله، والشيخ العبودي الذي أكد أن عين ضارج في الشقة حين قال) فأنا مختلف معهما في تحديد عين ضارج بالقصيم وتحديداً في ما قاله امرؤ القيس (تيممت العين التي عند ضارج) أما ضارج القصيم فلم اختلف معهما فيما قاله امرؤ القيس (قعدت له وصحبتي بين ضارج ولم أجزم بكلامهما..)
10- قال المهندس: (أقول ما رأيك يا تركي إذا سقت لك كلاماً كتبته بكلتا يديك وتختلف فيه مع الشائع حول تحديد ضارج بالشقة هل تصدق وهل تقتنع فأنت ضمناً تعارض أيضاً الشيخ العبودي والدكتور الوشمي في ذلك.. (ويضيف) (أنت الذي قلت الشائع باحث ميداني متمكن واتفق معه في الكثير من المواقع التي حققها، ومع ذلك لا أجزم بتحديد ضارج في الشقة، فالمسافة بين الشقة وتلك الأماكن بعيدة والحكم في تحديد المواقع أمر صعب). انتهى.
فكيف تقول انك تتفق مع الأقوال التي تحدد ضارج بالشقة في قصيدة امرئ القيس.. ما هذا التناقض؟! (انتهى كلامه). قلت:
- يا أخي ذكرت عما قاله امرؤ القيس: (قعدت له وصحبتي بين ضارج) ويبدو ان ضارجاً هذا في ارض القصيم، ثم قلت في موضع آخر: (لا أجزم بتحديد ضارج في الشقة) فهل هذا تناقض؟ ثم هل قولي لا أجزم بقول أي باحث يعني أنني نفيت أو نقضت كلامه؟
11- قال المهندس: (كتابه الموسوم (آثار وحضارة) ولنطالع جهده الخارق) ويضيف (وقد رجعت إلى كتابه فوجدته خلطا للمعلومات ونقلاً عشوائياً غير مرتب) ويضيف في موقع آخر (يدعي أنه باحث).. كلام مغرق في النرجسية. لقد ضحكت).. (انتهى كلامه). قلت: قوله - سلمه الله - في هذا التعقيب يتناقض مع قوله في التعقيب السابق (وقد رجعت لمؤلف الأستاذ القهيدان الذي بذل فيه جهداً كبيراً واحترم رأيه كباحث). (انتهى كلامه).
12- قال المهندس: (تكرر الأخطاء المطبعية وأنت تعلم أنها أخطاء مطبعية مثل كلمة (ليل عظيم) والمقصود (سيل عظيم) وكلمة (اعشافاً للنصوص) والمقصود (اعتسافاً للنصوص). (انتهى كلامه) قلت: الذي أعرفه أنه من الأمانة العلمية إذا نقلت نصا ووضعته بين أقواس أن تنقله نصاً دون تحريف أو تعديل، ثم ما الذي يعلمني أن قصدك (سيل عظيم) فلا يعلم قصدي وقصدك إلا رب العالمين.
13- الهدف الرئيس الذي عقبت على المهندس هو أنني أرغب أن أبيِّن للقارئ الكريم صحة المادة العلمية التي قدمتها وأن ما أورده السحيباني من بتر في الكلام وأقوال أقسم في البعض منها بالله ما هي في حقيقتها إلا أساليب لإيهام القراء، وتضليلهم مثال على ذلك على القارئ أن يتمعن في أربع فقرات من تعقيبي على السحيباني بما نصه:
قال السحيباني: أيمنه على قطن وأيسره على الستار وهذان جبلان يقعان إلى الغرب من الشقة تماماً ومعروف أن السحاب ولمع البوارق في نجد يرى في الجهة الغربية وهو ما ينطبق تماماً (وهذا رأيي) على منطقة إلى الشرق من قطن ويرى لمع البرق منها من مسافة بعيدة تقدر بحوالي (150كم).. (انتهى كلامه). قلت: الصواب أن جبل قطن تقع جنوب غرب الشقة. ثم إذا كان الستار هو (الربوض) حالياً حسب تحديديك فالصواب أنه يقع جنوب الشقة! فكيف يأتي السحاب من الغرب (تماماً) والستار يقع جنوب الشقة؟ وإذا كان يذبل يعرف الآن باسم صبحا حسب تحديد العبودي في ص 1388 فإنني اعتقد أن هناك لبساً في تحديد المواقع سيما وان صبحا تقع جنوب غرب الشقة على بعد 280 كم تقريباً في خط مستقيم!
14- قال السحيباني: معروف أن أمطار القصيم ونجد عامة تأتي سحائبها من جهة الغرب أو الشمال الغربي، فلا بد أنه جلس إلى الغرب تماماً من جبل (قطن). (انتهى كلامه). قلت: إذا كانت السحب تأتي من جهة الغرب أو الشمال الغربي فالستار يقع جنوب الشقة على بعد 135 كم تقريباً في خط مستقيم؟ فكيف يحدث ذلك؟ ويظهر لي أن السحيباني أورد لنا نفس المعلومات المغلوطة التي أوردها الشيخ العبودي في معجمه ج4، ص 1391 ولم يوثق المهندس معلوماته!! أما قوله: فلا بد أنه جلس إلى الغرب تماماً من جبل (قطن). فأقول إذا كانت الشقة تقع شمال شرق قطن فكيف يحدث هذا؟! فهل من اللائق يا عبد العزيز أن تأتي لترشدني إلى موقع عين في العصر الجاهلي وأنت (وغيرك) تقول هذا الكلام؟
15- قال السحيباني: فخمَّن أنه على قطن أي يمين هذا السحاب الذي يرى وميض برقه ولواعجه وأيسره على جبل الستار (الربوض) حالياً وهو جبل ما بين دخنة والشبيكية ومن هنا يكون عرض هذا السحاب الذي رآه امرؤ القيس حوالي 50 كم. (انتهى كلامه). قلت: يظهر لي أن السحيباني أورد لنا نفس المعلومات والقياسات التي أوردها الشيخ العبودي في معجمه ج 4، ص 1392!!! ثم إذا كانت المسافة بين قطن والستار 125 كم تقريباً فكيف يكون عرض هذا السحاب الذي رآه امرؤ القيس حوالي 50 كم؟ العجيب الغريب أن يقول هذا الكلام مهندس يسكن في البدائع وهي منطقة متوسطة بين الشقة والربوض وأبان وقطن!
16- قال السحيباني: معروف أن الأمطار التي تقع على المنطقة الواقعة بين قطن وجبل (الستار) تتجه شمالاً من خلال بعض الأودية والشغايا مثل وادي (مبهل) الذي يصب في وادي الرمة. (انتهى كلامه). قلت: الذي أعرفه ان الشغايا وأودية قطن تتجه بشكل عام نحو الجنوب الشرقي. وإن كنت تقصد بوادي مبهل (وادي المحلاني حسب تحقيق العبودي، بلاد القصيم، ج4 ص 1474 ج6 ص 2208-2212 أو قصدت شعيب أبو عماير حسب تحقيق الشائع، نظرات في معاجم البلدان، الكتاب الثاني، ص 355 فكلاهما يتجهان بشكل عام نحو الجنوب! (انتهى ما قلته في تعقيبي).
يتيع غداً
1) الرياض، 26 جمادى الأولى 1424هـ العدد 12817.
2) الرياض، 26 جمادى الأولى 1424هـ العدد 12817.
3) العبودي - معجم بلاد القصيم، ج5 ص2107 - 2108.
4) الوشمي، الجواء، ص133.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved