Monday 9th February,200411456العددالأثنين 18 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نهارات أخرى نهارات أخرى
شجاعة نانسي عجرم
فاطمة العتيبي

** لقد صرت أشفق على هذه الفتاة التي تتلوَّى كأفعى..
فكلما مررت بمحطة وجدتها ووجدت ثمة من يتحدثون عنها.. يحلِّلون موقفها الشجاع في الخروج عن النص الأخلاقي..
وأنها قد سنَّت سنَّة سارت عليها مثيلاتها من بعدها.. فلم يعد يخلو (كليب) الآن من هذا التلوِّي و(التميُّع)!
وآخر ندوة شاهدتها هي الندوة التي شارك فيها علماء نفس وتجميل ومجتمع وسيدات وآنسات للحديث عن نموذج نانسي عجرم (الشجاعة) في كسر السائد والخروج عن المعتاد..
إذ أصبح في عصرنا الحالي نوط الشجاعة يُعطى لكل امرأة تخرج وتكسر الحاجز المجتمعي حولها والقيد الأخلاقي..
وقد تعلَّمنا مسبقاً أن التكيُّف والتوافق الاجتماعي هو أهم سمات الإنسان السوي.. وقد تعلَّمنا أيضاً.. أن الشجاعة تكمن في قدرتك على الالتزام بمبادئك وسط هوجة اللا مبادئ واللا أخلاق.
** لكن نانسي عجرم جميلة وأسعدت قلوب ملايين من الرجال.. لذا فلا جناح عليها أنْ سنَّت سنَّة سيئة سيكون عليها وزرها إلى يوم الدين، فهؤلاء الفنانات البريئات مثل هيفاء وميسم ومروة وأخريات هن بريئات وذوات أخلاقيات حسنة لولا أنهن رأين نانسي أمامهن تسحر ألباب الرجال ويصفقون لها فتشجعن مثلها أيضاً ليحظين بما حُظيت به..
** نانسي حُظيت بالشهرة التي تريد.. وحُظيت بألقاب عديدة أميزها أنها (شجاعة) فقد تساوت بذلك مع شجاعة (شهيدات) فلسطين اللاتي يربطن على خصورهن القنابل ليفجِّرن اليهود المحتلين..
ونانسي أيضاً ربطت على خصرها منديلاً حريرياً مدججاً فجَّرت به قلوب صعاليك المقاهي العربية.. الذين باتوا يتأملونها ملمحاً ملمحاً..!
** قد تكون (نانسي) (شجاعة) في أنْ جعلت من جسدها دمية مستباحة للنظر.. وقد تكون ليست الوحيدة..
فأضواء الشهرة تستهلك كثيراً من الفراشات التي تحترق في النار سريعاً وتتلاشى.. تتلاشى من الذاكرة المحترمة.. لتجد نفسها سريعاً في خانة ذاكرة لا تحترم من فيها..
** وقد يكون الخروج عن السائد نسبياً في كل مجتمع.. ففي أمريكا نانسي تُعد امرأة محتشمة جداً.. وعندنا متبرجة جداً.. ولك أن تقيس!!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved