Monday 9th February,200411456العددالأثنين 18 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

خلال زيارة معاليه لجمعية تحفيظ القرآن في شرورة.. آل الشيخ: خلال زيارة معاليه لجمعية تحفيظ القرآن في شرورة.. آل الشيخ:
الخطباء والأئمة هم المرشدون.. وعليهم أن يكونوا قدوة صالحة ليسوا بأهل مشاكل

  * الرياض - الجزيرة:
قام معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ مؤخراً بزيارة لجمعية تحفيظ القرآن الكريم بشرورة، وسجل معاليه كلمة في سجل الزيارات، قال فيها:( الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه، فقد يسر الله افتتاح مجمع خادم الحرمين الشريفين بشرورة، وقد زرت عقبه جمعية تحفيظ القرآن الكريم، وحدثني الإخوة القائمون عليها عن نشاطاتها وأعمالها فرأيت خيراً كثيراً، ولا سيما في مجال استيعاب أعمال التحفيظ للبنين والبنات، وبهذه المناسبة فإني أشكر مدير الجمعية الأخ طالب بن أحمد الهمامي وجميع العاملين والعاملات على همتهم ونشاطهم، وأوصيهم بطريقة السلف وعلومهم والبذل في الدعوة قدر المستطاع، رفع الله لهذا الدين مناراً، وصلى الله وسلم على النبي محمد وآله).
كما التقى معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ بمنسوبي فرع الوزارة في نجران، كذلك تفقد معاليه مستودعات الفرع، حيث وجه معاليه كلمة لمنسوبي فرع الوزارة قال فيها: إنه ينبغي على منسوبي هذه الوزارة أن يستشعروا دائماً الدعوة الى الله تعالى، ويستحضروا هذا المعنى لأنهم يعملون لإعلاء كلمة الله - جل جلاله - ولإدخال الدين في النفوس، ولتثبيته في القلوب، والانسان المسلم يدعو الله - جل جلاله - في كل صلاة بقوله: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} مع أنه مستقيم، مع أنه على الصراط، لكنه يحتاج الى أن يدعو بهذا الدعاء، وكذلك أعمال هذه الوزارة، فهي من هذا القبيل هي تثبيت للناس، وشرح الهدى، وللإعانة على الخير.
وأوضح معاليه - في كلمته - أن المساجد هي أعظم أعمال هذه الوزارة، وقال: أما الدعوة والإرشاد، والمساجد، فقد اهتم النبي- صلى الله عليه وسلم -ببناء الساجد أولا في مكة قبل بناء المساجد، فلما قوي الساجد إيمانا, وعقيدة، وسلوكاً، واستجابة لأمر الله - جل جلاله - جاءت المساجد لتجمع الساجدين، فصار لهم شأن عظيم في أرض الله - جل جلاله - تحقيقاً للتوحيد، واتباعاً للمصطفى صلى الله عليه وسلم.
وأوصى معاليه منسوبي فرع الوزارة في نجران - في هذا المقام - بأن يستحضر الجميع هذه الرسالة بأن أمانتنا في احياء المساجد بناء، واحياء رسالة المسجد بالهداية، وتثبيت، وارشاد الساجدين الذين يأتون الى المساجد، أو الذين هم من أهل الصلاة، مشيرا الى أن هذا يتطلب الكثير من الأعمال وخاصة الإخلاص، والتفاني حتى في الأعمال الادارية، فلكل واحد منكم طريقة، وقدرة في العمل، وقال معاليه: إن هذه الوزارة في هذا الفرع تمثل مشعل هداية واصلاح، وتأليف للقلوب وجمعا للكلمة، والكلمة الطيبة دائما تأتي الحسنى قال الله - جل جلاله - :{وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ}.
ومضى معاليه قائلاً: إذا كان الأمر كذلك فإن على منسوب وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد عليه أن يتحلى بعدة صفات، الأول منها: أن يكون موطّناً نفسه على الإخلاص التام لله - جل جلاله -، ثم لأداء الأمانة وهذه تحتاج لهمم قوية تلزم نفسها هذا الإخلاص بإذن الله - جل جلاله - في العمل بألا يراد إلا وجه الله - جل جلاله -، ثم الإخلاص في أداء الأمانة حتى تبرأ الذمة من جهة الدوام ووقته، ومن جهة الإخلاص والصدق، وتكون المعاملة مع الناس بالتي هي أحسن.
وقال معاليه: إن الأمر الثاني من الخصال التي ينبغي أن يكون عليها الجميع من منسوبي فروع الوزارة أن يكونوا إخوة فيما بينهم، لأنهم قدوة فإذا كانوا فيما بينهم متحابين متتاليين يعملون بروح واحدة، وبروح الجماعة الواحدة لا يحس من يأتي للعمل، أو يأتي للمراجعة، أن هناك فروقات، وستجدون أنكم ستقوون، والهداية تقوى، والفرع يقوى، والناس يريدون منكم، وأنتم - إن شاء الله - تبذلون وينتشر الخير، أما الخصلة الثالثة، فهي أن يكون المرء دائما عند هم في داخله، لأن العمل خاصة أعمال الأمور الإسلامية هي أعمال وظيفية، لكن ما تنتج إلا بشخص عنده هم، هم لنشر الخير، هم لتيسير الأمور، هم لبناء المساجد، هم للبذل مع الناس، فمنسوب الوزارة يتعب فوق مسألة الوظيفة، الوظيفة ليست هي النظر يتعب لأنه يعرف أنه في ميدان خير، والله - جل جلاله - يقول:{وادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ}.
واستطرد معاليه قائلاً: إن هذا الهم إذا صار في النفس سهل الأمر، سهل العمل لذا يجب أن يكون هناك أيضا تواصٍ ما بيننا دائما، في أن يكون هناك شعور برسالة الوزارة، وتساءل معاليه، ما هي رسالة الوزارة؟ بالنسبة للمسجد؟، ماهي رسالة الوزارة بالنسبة للدعوة والإرشاد؟ ما هي رسالة الوزارة بالنسبة لإيصال الخير والهدى للناس؟ ما هي رسالة الوزارة في جمع الكلمة ووحدة الصف؟ ما هي رسالة الوزارة في إحياء أو تقوية، والتأكيد على التآلف والتآزر مع الجهات الأخرى العاملة؟ هذه أشياء مهمة جداً أن تكون من هم كل واحد منا، حتى يكون قوياً في أداء عمله وهي كلها أثر، دائما الذي يكون عنده قناعة في أعماله، وقناعة في تصرفاته، وقناعة شرعية، ويكون هو من أصحاب العقل والحكمة، والإخلاص في أعماله تجد أنه يقبل وينشر الخير، حتى ولو لم يتكلم الكثير حسب أعماله، فتجد الناس يقتدون به ويتأثرون.
وأبان معاليه أن الأمر الرابع من الصفات التي يجب أن يتحلى بها منسوب الوزارة: هو أن يكون أمينا ومخلصاً في أداء الأمانة، حتى في العمل البسيط، والأمر الأخير: أنه لابد من العمل من اجتهادات، وقال معاليه: إن الاجتهادات منوطة هنا بمدير عام الفرع، واذا كان كذلك فالاجتهاد لابد أن يقدر ما يأتي واحد ويعارض باجتهاد رئيسه، لأنه اذا صار هناك معارضات كثيرة، فالأمر يصير فوضى، ولابد للمرء أن يعرف أنه ما من عمل إلا والاجتهاد أساس فيه، وإذا كان رئيس الجهة- ولله الحمد- متحليا بالعلم والديانة والحكمة، فالكل في الغالب - إن شاء الله - الاجتهادات صائبة.
وتناول معاليه في كلمته لمنسوبي الوزارة أمر الدعوة، قائلاً: إن من أهم أعمال الوزارة موجودة في اسمها، الدعوة والارشاد، والدعوة والارشاد تبدأ من المساجد، فإمام المسجد والخطيب والإمام عليه واجب الدعوة والارشاد فيما يستطيع، إما بقراءة كتاب، أو بإلقاء كلمة، إذا كان عنده استطاعة وعمل، أو اذا كان خطيباً يستعد للخطابة استعدادا جيدا، ويتلمس حاجة الناس وما ينفعهم، أما من لا يستطيع هذا، يوجه بأن يقرأ في كتاب اذا كان يستطيع، أو اذا كان في أحد من الجماعة يستطيع أن يقرأ في كتاب ليرشد الناس فهذا طيب.
واستطرد معاليه قائلاً: إن الخطباء والأئمة هم المرشدون، اذا كان كذلك فإن عليهم أن يكونوا قدوة صالحين ليسوا بأهل مشاكل، بل أن يكونوا من أهل جمع للكلمة وللصف، وتأليف القلوب والسعي فيما ينفع الناس، وموضوع الدعوة والارشاد العامة بإلقاء المحاضرات والندوات سواء من الدعاة من الداخل الرسميين، أو المتعاونين، أو ممن يأتي من المشايخ وطلبة العلم من الخارج، هذا أيضا على الجميع أن ييسر سبيلهم، لأنهم أتوا للقيام بواجب شرعي هو أصلاً واجب على الوزارة، فإذا كانوا متعاونين معنا جزاهم الله خيراً.
وأكد معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ على أن الدعوة الى الله واجب الجميع، وقال: وعلينا أن نبذل ما نستطيع في تيسير سبيلهم، وحسن التنظيم والترحيب لأنه جزء من نشر الخير، لأنه ما من أحد يعمل شيئا إلا وله أجر فيه بحسب نيته، فإذا كان أنت ساعدت في هذا الصدد بأي أمر فإن لك الأجر، والجميع يعلم أن الله جل جلاله قال في المجاهدين:{وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ}، الجميع له أجر المجاهد، كذلك من يسعى على الدعوة له أجر الداعية لأنه مالا يكون الواجب إلا به فهو واجب، والوسائل لها أحكام المقاصد، والغايات.
وأضاف معاليه قائلاً: لهذا عليكم أن تستشعروا هذه الفصول الشرعية، لأن عمل الوزارة أنتم اذا احتسبتموه فالجميع له أجر، لأن العمل عمل خير، إما بالأصالة أو بالوسيلة، مشيرا معاليه الى أن من أعمال الوزارة الجليلة في كل منطقة الإشراف على جمعيات تحفيظ القرآن الكريم، والحلق التي تكون في المساجد، وقال معاليه: إن هذه من الأشياء العظيمة التي تنشر الخير للناس، وتقوي القرآن في نفوس الناشئة والصغار، وحتى بعض الكبار، وهذه الحلق أيضا دعمها وإعانة أهلها في تيسير السبيل لهم سواء كانت في التعليم أم في المباني، أو ما أشبه ذلك هذا كله من الأعمال العظيمة التي يرجى استمرار ثوابها.
وطالب معاليه المشايخ وطلبة العلم في المنطقة بأن يوجهوا أصحاب الحلقات القرآنية، وألا يتركوهم، والسؤال عنهم في المساجد إن كانت هناك حلقات تحفيظ للقرآن الكريم، وقال: إذا عرفوا من صاحب الحلقة أنه فلان يوصونه بألا تكون الحلقة فيها إشكالات، أو تكون هناك بعض التيارات في الحلقات، وأن تكون الحلقات في خدمة تحفيظ القرآن الكريم، لأن النية اذا كانت صالحة خالصة عظم أثرها، وبعض الحلقات والدروس في بعض المناطق يكون حفظ القرآن الكريم فيه ضعيفا، لأنهم ركزوا على الأنشطة والرحلات خلاف المقصود منها، ومن إنشاء الجمعيات، والمخالف لمواد النظام الأساسي، مشددا على أهمية أن يكون التركيز والصرف المالي والتدريب على حفظ القرآن الكريم، وعلى تدارسه هو الذي ينبغي أن ينبه الجميع عليه.
وأوضح الشيخ صالح آل الشيخ أن دعوة الجاليات أيضا من الأعمال التي هي في نطاق الدعوة الى الله جل جلاله، ولا سيما من كان من غير المسلمين ليهدى الى الاسلام، وقال: - ولله الحمد- الوزارة أصبح فيها أكثر من (155) مكتبا تعاونياً في دعوة وتوعية الجاليات من جميع أنحاء المملكة، وهذا بخلاف المكاتب الدعوية الرسمية التي يعرف عنها، ومكاتب الجاليات تحتاج الى تضافر الجهود، وأحيانا هناك تعاون في أعمالها في سبيل إنجاحها، لكن ينبغي الملاحظة أنه أحيانا يكون هناك مبالغة في الصرف فيما لا يعود نفعه للدعوة نفسها، وهذا ينبغي ان تلاحظ في ضبط الأمور المالية، وأن يكون الصرف في وجهه.
وقال معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد: إنكم على قدر المسؤولية - ولله الحمد- وعلى قدر الأمانة، وأنا متطلع - إن شاء الله - في المستقبل أن تكون همة الفرع، ولا سيما بعد انتقاله الى المبنى الجديد أن تكون أكبر وأكبر، وأن تكون الهمة أعظم، فرعاية المباني تعود بالأثر على رعاية المعاني كما قال البلاغيون، فهذا أرجو أن يكون متحققاً، عندما ينتقل الفرع نقلة جديدة، نقلة جديدة وحماسكم، وبذلكم، وتآلفكم، وقوتكم، ورعايتكم للعمل بسرية، هذا شيء أنتم عليه -ولله الحمد-، لكن المطلوب التأكيد على ذلك.
بعد ذلك زار معاليه المبنى الجديد لشعبة الجاليات الذي يجري بناؤه حالياً، حيث وصلت مرحلة إنشائه الى مرحلة متقدمة، وقد تفقد معاليه مراحل إنشاء المشروع ومدى ما وصل اليه، وأبدى معاليه ملاحظاته، واطمأن على سير العمل به، حاثاً القائمين عليه سرعة التنفيذ مع الدقة وفق الخطط المرسومة له.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved