Monday 9th February,200411456العددالأثنين 18 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ما بين الاكتئاب وتخلخل العظام ما بين الاكتئاب وتخلخل العظام
متلازمات سن اليأس عند النساء.. كيف نتعامل معها؟

يرافق وصول المرأة لما يسمى سن اليأس أو الإياس شعور بالتوتر والقلق وعدد من الاضطرابات النفسية والمشاكل الجسدية التي قد تصل إلى حد الخطورة ما لم تعرف المرأة كيف تتعامل معها، وتتميز بين ما هو طبيعي وما هو مرضي يحتاج إلى العلاج.
لكن ما هي سن اليأس وما أبرز متلازمين ومتى تصل بعضها إلى الخطورة التي تستوجب العلاج، د. نادية زعلان الحجي إخصائية أمراض النساء بمستشفى الحمادي بالرياض تجيب عن هذه التساؤلات فتقول: سن اليأس أو ما يعرف بسن الضهي أو الإياس هو توقف دائم في الدورة الطمثية يليه توقف وظيفة المبيضين، والفترة السابقة لسن الضهي تتظاهر بدرجات مختلفة من التبدلات الجسدية والنفسية من أهمها النزف الشاذ الذي يعتبر أشيع سبب لاستئصال الرحم، ومن هنا، يجب تقييم أي اضطراب في الطمث في منتصف - إلى أواخر الأربعينيات قبل أن نعزوه إلى اضطراب ما حول سن الضهي فعندما تبدأ التغيرات الهرمونية والجسدية في النساء سن الضهي فإنهن قد يعانين من انفعالات تتراوح ما بين الاكتئاب الذي يعتبر أكثر المشاكل الطبية شيوعاً مروراً بالقلق والتوتر، وهذه الأمراض جزء بارز مما يدعى متلازمات الإياس، إضافة للأعراض الجسدية التي يجب الاستفسار عنها عند كل سيدة تجاوزت الأربعين كتبدلات الدورة الطمثية، النزف الشاذ، الهبات الساخنة، اضطرابات النوم وغيرها، حيث يعتبر انقطاع الطمث هو العرض البارز والرئيسي الذي يشير إلى أن كمية هرمون الاستروجين من المبيضين لم تعد كافية لإحداث الطمث.
وتضيف د. نادية الحجي ان الهبات الساخنة تعتبر من الأمراض الكلاسيكية المرافقة لانخفاض هذا الهرمون وتوصف بأنها: فترات متكررة عابرة من التوهج، التعرَّق، الشعور بالحرارة وغالباً ما يترافق بالخفقان والشعور بالقلق وأحياناً عرواءات.
وبعض النساء لا تعتبر هذه الهبات مزعجة إلا أن نسبة مهمة منهن تعاني من هبات شديدة تترافق مع تعب، وعصبية، وقلق، واضطراب بالذاكرة. ويعتقد أن تأثيرها يكمن في تشويش أطوار النوم الطبيعي وهي غالباً ما تتحسن وتزول بعد استعمال العلاج الهرموني اللازم.
أما عن المشاكل الصحية بعيدة الأمد فتؤكد د. الحجي أن انخفاض مستوى الأستروجين قد يسبب مشاكل عكوسة كضمور الأغشية المخاطية أو ما يدعى بالعامية بالجفاف، وكذلك تبدلات في لون الجلد وحيويته إضافة إلى أعراض بولية مثل عسر التبول وتكرار الالتهابات وعدم استمساك البول الجهدي، وغالباً ما تكون المعالجة المعيضة بالأستروجين مفيدة في تحسن سلس البول في أكثر من 50% من النساء.
وهناك مشاكل غير عكوسة ومهددة للحياة مثل الأمراض القلبية الوعائية وتخلخل العظام، فالنساء اللواتي لديهن عوامل خطورة للإصابة بهذه الأمراض يجب أن يشجعن على تناول الأستروجين لتخفيض الخطورة، حيث إن المعالجة المعيضة بالأستروجين تقي من الأمراض القلبية الوعائية بما فيها الداء الشرياني الإكليلي والسكتة الدماغية فهي تقلل خطورة احتشاء القلب والسكتة الدماغية بنسبة 50%، إضافة لتأثيرها المفيد على شحوم الدم. كذلك فإن للأستروجين دوراً في الوقاية من تصلب الأوعية الدموية ويفيد بدوره كموسع للأوعية أيضاً.
أما بالنسبة للعظام فهو يساعد على المحافظة على كتلة العظم وتماسك الهيكل العظمي وبالتالي إيقاف عملية تخلخل العظام أو منع حدوثها.
وحول المخاطر الصحية الكامنة من جراء العلاج الهرموني تقول د. نادية الحجي إنها تتعلق بالأساس بجرعة الدواء وحالياً هناك ميل لتخفيف الجرعة وإشراكه مع أدوية أخرى. لذا فهناك عدة استقصاءات وتحاليل يجب اجراوها وعدة أمراض يتعارض وجودها مع استخدام العلاج الهرموني يجب نفيها أولاً قبل البدء بالعلاج الهرموني أو حتى استعمال علاجات بديلة. وهذا بالطبع يقرره الطبيب المعالج لكن تبقى الحماية من الأمراض القلبية الوعائية هي الفائدة الرئيسية من المعالجة بالأستروجين بعد سن اليأس وسعة هذا التأثير تستحق الاهتمام، إضافة لثبات عملية تخلخل العظام أو منع حدوثها. لذا وبعد استبعاد أي موانع للاستخدام والتأكد من سلامته للسيدة فإن المعالجة الهرمونية ما بعد اليأس هي فرصة يجب عرضها على معظم النساء لاتخاذ طريقتهن من أجل سنوات ناجحة وأقل عرضة لأمراض خريف العمر.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved