Tuesday 10th February,200411457العددالثلاثاء 19 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الأسيرة المحررة إلهام المغربي لـ ( الجزيرة ): الأسيرة المحررة إلهام المغربي لـ ( الجزيرة ):
تركت خلفي (78) أسيرة فلسطينية يعشن ظروفاً صعبة للغاية

* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
قمعت سلطات السجون الإسرائيلية في سجني (هداريم)، و(الشارون) بالغاز المسيل للدموع انتفاضة الأسرى الفلسطينيين، والتي بدأت بعد ظهر يوم الثلاثاء الماضي بعد أن حاولت الأسيرة آمنة منى منع السجانات الإسرائيليات من إخراج أسيرة أغمي عليها قائلة (آمنة منى): إن الحديث يجري عن أسيرة متعاونة مع سلطات السجن وأنها تتظاهر بالإغماء.
وكانت الأسيرة آمنة منى قد بدأت بالصراخ بأعلى صوتها، فانضمت إليها بقية الأسيرات، مما أدى بمصلحة السجون الى العمل على استدعاء وحدة (درور) الخاصة بقمع الأسيرات الفلسطينيات.
وقد سمع الأسرى الرجال هذا الصراخ في سجن (هداريم)، فما كان منهم إلا ان انضموا إلى انتفاضة الأسيرات، ورفضوا العودة من الساحة الخارجية إلى حجراتهم، مما أدى إلى استدعاء قوات أخرى من وحدة (نحشون) الخاصة بتفريق الأسرى الفلسطينيين، استعملت الغاز المسيل للدموع.
وقد تم إدخال الأسرى إلى الحجرات، بعد ان أصيب بعضهم باختناقات نتيجة الغاز المسيل للدموع والضرب المبرح، وتم نقل قادتهم للحبس الانفرادي.. وتم أيضا نقل الأسيرة الأمنية آمنة منى للحبس الانفرادي.
يشار إلى ان المحكمة العسكرية الإسرائيلية في (معسكر عوفر) أصدرت مؤخراً حكما بالسجن مدى الحياة على الأسيرة الفلسطينية آمنة منى (29 عاما) التي أدينت من قبل الإسرائيليين في قضية اختطاف ومقتل شاب إسرائيلي في كانون الثاني- يناير عام 2001م بعد أن حدد موعداً مع الشابة آمنة منى، في المحطة المركزية في مدينة القدس، حيث كانا يتكاتبان عبر شبكة الإنترنت..
وقال القاضي الإسرائيلي في حينها يمكن اعتبار المتهمة (منى) منفذة رئيسية في عملية التسبب المتعمد في موت الشاب اليهودي (أوفير رحوم).
ويقول الادعاء الإسرائيلي: لعبت الفتاة آمنة منى دوراً رئيسيا في عملية خطف الشاب الإسرائيلي بمساعدة اثنين من ناشطي كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح..
وقالت مصادر إسرائيلية: إن الأسيرة منى اعترفت بأنها هي التي فكرت في خطف الشاب (أوفير رحوم) لاطلاع الرأي العام العالمي على ما يرتكبه الجيش الإسرائيلي من مجازر بحق الفلسطينيين لكن العملية فشلت.
وعثر على الفتى الإسرائيلي مقتولا بالقرب من مدينة رام الله في الثامن عشر من يناير عام 2001م وألقت وحدة خاصة للجيش الإسرائيلي القبض على آمنة بعد يومين.
هذا وقالت محامية الأسيرة الفلسطينية آمنة منى مؤخراً ل(الجزيرة): إن حياة موكلتها في خطر بعد أن تعرضت لاعتداء السجانين في سجن الرملة.. وأكدت المحامية تغريد جهشان على أن السجانين اعتدوا على منى بعد أن رفضت طلباً من إدارة السجن بتفتيشها وهي عارية.
وأضافت المحامية: أن الاعتداء كان بمنتهى العنف إذ حاول أحد السجانين خنقها، إلا أن شرطياً آخر حال دون ذلك.
وتابعت المحامية قولها: إن حراس السجن حاولوا كسر يدها اليسرى عندما بدؤوا بضربها في السرير.. وأنها شاهدت علامات زرقاء كبيرة على يدها وتعاني من الجروح في عدة أماكن في جسمها، وأن منى ما زالت تعاني من قيام السجانين برش غاز سام على وجهها بشكل مباشر مما تسبب في صداع وآلام شديدة في الرأس.
وفي تصريح مشفوع بالقسم تقول الأسيرة منى: إنه وبعد الاعتداء عليها من قبل حراس سجن الرملة، قاموا بتقييد رجليها ويديها، وجرها من يدها على الأرض مما أدى إلى إصابتها بجروح في رأسها نقلت على أثرها إلى المستشفى.
وفي هذا السياق قالت الأسيرة المحررة الهام المغربي (22 عاما) من مخيم عسكر بمدينة نابلس ل(الجزيرة): إنها تركت خلفها في سجن تلموند نحو (78 أسيرة فلسطينية) يعشن ظروفا صعبة في غرف تحت الأرض مظلمة ورطبة ومليئة بالصراصير.
وأضافت المغربي التي كانت الوحيدة من بين الأسيرات الفلسطينيات في صفقة تبادل الأسرى التي أبرمت بين حزب الله وإسرائيل بوساطة ألمانية: إن المعتقلات الفلسطينيات يتعرضن دوما لشتى أنواع الضرب والإهانة.
وأشارت إلى أنها تعرضت قبل عشرة أيام من الإفراج عنها للضرب والشد من الشعر مع معتقلتين اثنتين هما: نسرين أبو زنيد وعبير أبو ندى على أيدي الجنود الصهاينة عندما رفضن الخضوع لتفتيش جسدي مهين خلال النزهة المعروفة ب(الفورة).
وكانت المغربي قد وصلت إلى مدينة نابلس برفقة (56 أسيراً ومعتقلا محرراً) من أبناء المدينة حيث كان في استقبالهم المئات من ذويهم ودوَّت زغاريد الأمهات وانسابت الدموع فرحاً بحرارة اللقاء.
وقالت المغربي وهي أم لطفلة عمرها سنة وثلاثة أشهر ل(الجزيرة) إنها فرحة باستعادتها لحريتها واجتماعها مجدداً بأهلها وشعبها، ولكنها في نفس الوقت حزينة لأن هناك في السجن أسيرات ومعتقلات فلسطينيات أحق منها بالإفراج، خاصة اللواتي حكمن أحكاماً مؤبدة مثل: (آمنة منى ودعاء الجيوسي وعرين أحمد)، وغيرهن ممن لديهن أطفال وحكمن لسنوات طويلة.
وكان جيش الاحتلال قد اعتقل المغربي في يونيو- حزيران من العام الماضي من منزلها، حيث كانت تقطن آنذاك في منطقة (بيرنبالا) بالقرب من مدينة رام الله، وحكمت عليها محكمة إسرائيلية بالسجن لمدة سنتين بتهمة حيازتها مسدس، ثم تم تخفيض الحكم إلى عشرة شهور، وكان من المقرر ان يفرج عنها في السادس من أبريل- نيسان القادم.
وأشارت المغربي إلى أن المحققين الصهاينة حاولوا إجبارها خلال التحقيق معها على الاعتراف بأنها كانت تنوي تنفيذ عملية فدائية إلا أنها أنكرت هذه التهمة.
وقالت المغربي: إنها سمعت باسمها بين قائمة من شملتهم الصفقة بواسطة جهاز راديو صغير موجود في السجن، واعتقدت في البداية ان اسمها قد ورد خطأ، ولكنها تأكدت من ذلك بعد أن أبلغتها إدارة السجن بذلك مساء يوم الأربعاء الموافق 18-1-2004هـ وأعربت الأسيرة الفلسطينية المحررة، إلهام المغربي التي أطلق سراحها يوم الخميس، الموافق 29-1-2004هـ، عن أملها في أن يتم الإفراج عن كافة الأسرى الفلسطينيين، والأسيرات الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية بأسرع وقت ممكن، كونهم يعانون إلى أبعد الحدود.
وكان هشام عبدالرازق وزير الأسرى الفلسطيني قال في حديث خاص مع (الجزيرة): ما زالت قوات الاحتلال الإسرائيلي تحتجز في سجن الرملة المخصص للجنائيات الإسرائيليات أكثر من (80) أسيرة فلسطينية يعشن ظروفا غاية في القسوة، يعتدى عليهن ويرشن بالغاز، ويهددن بالاعتداء عليهن جنسياً، ويعانين ظروفا معيشية ونفسية قاسية يصعب على العقل البشري تصورها..!!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved