Thursday 12th February,200411459العددالخميس 21 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مصرع مريض نفسي بعد سقوطه من الدور الثاني بالطائف مصرع مريض نفسي بعد سقوطه من الدور الثاني بالطائف
أحد أفراد العائلة: الراحل قدَّم استقالته من أرامكو وطلق زوجته بعد ازدياد مرضه

* الطائف - فهد سالم الثبيتي:
خيَّم الأسى والحزن على حي العزيزية شارع الجيش وبالقرب من مدرسة الأحنف بن قيس الابتدائية بمحافظة الطائف بعد وفاة شخص إثر سقوطه من الدور الثاني كونه يعاني من حالة نفسية شديدة؛ حيث وجد ملقًى على الأرض مضرجاً بدمائه وسط مشهد من أهالي الحي في ساعة متأخرة من ليل أمس الأول، ولم تفلح عمليات الانقاذ؛ حيث لفظ أنفاسه الأخيرة في مستشفى الملك فيصل بالطائف.
وتدور تفاصيل الحادثة التي يرويها أحد أفراد أسرة المتوفى - رفض ذكر اسمه عندما قامت الجزيرة بزيارة المنزل وتقديم التعازي لذوي المتوفى- حيث يقول: كان طالب عثمان الزهراني (41 عاماً) يعمل قبل 15 عاماً في شركة أرامكو، وفي تلك الأيام شعر بتعب وتغيّر في وضعه وتعامله، وقدم استقالته فجأة من عمله؛ حيث قال بأنه وجد عملاً آخر هنا في الطائف، ولكن الحقيقة هي أنه كان وقتها يعاني من حالة نفسية، وظل طوال الفترة السابقة معنا هنا في المنزل إلى أن ازدادت حالته النفسية سوءاً؛ حيث طلق زوجته وبقي معنا هو وأبناؤه (عمر 15 سنة وعامر 14 سنة وخالد 11 سنة)، وخلال هذه الفترة كان يعتمد في معيشته على مبلغ 2500 ريال يستلمها من التأمينات. وقد قمنا بعرضه على الأطباء في مستشفى الصحة النفسية؛ حيث تلقى العلاج وتنوّم أكثر من مرة هناك إلاَّ أنه ليلة البارحة زاد هيجانه بسبب حالته النفسية وحاولنا إراحته، ولكن مع الأسف لم نستطع حيث كان بداخل غرفته الخاصة، وقمنا بإقفال الباب عليه خوفاً من أن يفعل شيئاً يتضرّر منه.
وأخذ يواصل الخروج عن وضعه حيث يرفع من صيحاته ويضرب بنفسه داخل الغرفة، الأمر الذي دفعنا إلى الاتصال بعمليات شرطة الطائف من أجل مساعدتنا بإيصاله إلى المستشفى بسبب هيجانه الشديد، إلاّ أنهم قالوا لنا (عليكم بالإبلاغ لدى أقرب قسم لديكم وهو قسم شرطة السلامة)، وأخبرناهم بأن الحالة شديدة، وحبذا لو توجِّهون لنا دورية، إلاّ أنهم رفضوا وأكدوا علينا الذهاب والإبلاغ في القسم. بعدها قمنا بإغلاق الباب الرئيسي للمنزل بعد إغلاق باب غرفته الخاصة وذهبنا إلى قسم شرطة السلامة، وعند وصولنا إلى الملازم ضابط الخفر ذكرنا له الوضع، وأخبرنا بأنه ليس هناك في الوقت الحالي دورية ولا أفراد، فهم في مهمة، وقال: انتظروا. وانتظرنا قرابة الساعة والنصف في القسم إلى أن حضر أحد الأفراد وذهب معنا، إلاّ أن إرادة الله وقضاءه كانت هي الأسرع؛ حيث وجدنا تكدس الدوريات الأمنية بالشارع وجمهور من الناس، وإذا نحن نشاهد جثة (طالب) ملقاة على الأرض بعد أن قام بفتح الغطاء الداخلي لنافذة صغيرة بالغرفة وأخرج جسمه منها بالدور الثاني وألقى بنفسه على الأرض؛ حيث سقط على رأسه في منظر مروِّع أبكى به أسرته وأهالي الحي.
ثم حضر رجال الهلال الأحمر ونقلوه إلى مستشفى الملك فيصل بالطائف، وعُملت له الاسعافات الأولية وإنعاش قلبي لم يستمر طويلاً؛ حيث فارق الحياة بعدها.
واختتم حديثه مبدياً استغرابه من حضور الدوريات الأمنية بكثافة بعد سقوطه، فيما كانوا يطالبون بالمساعدة فترة بقائهم في القسم لأكثر من ساعة ونصف ربما كانت كفيلة بإنقاذه والسيطرة عليه، مكتفياً بقوله: (الحمد لله على قضائه وقدره).
أكبر أبناء الفقيد (عمر 15 عاماً) كانت علامات الحزن والأسى تبدو على ملامحه لمفارقة والده، وقال وهو يجهش بالبكاء: (يرحمه الله).
هذا وقد صُلِّي على الفقيد عصر أمس ودفن بمقابر العباس بالطائف.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved