Thursday 12th February,200411459العددالخميس 21 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

للرياضيين فقط للرياضيين فقط
همسة في أذن البلوي..!!
د. صالح بن أحمد العبود

في عصر الأزمات المالية والشح المادي الذي تعاني منه الأندية السعودية برز الرئيس الحالي لعميد الأندية السعودية السيد منصور البلوي كأكبر داعم مادي لناديه ومهندس للصفقات المتميزة مع اللاعبين السعوديين والأجانب.. وهو بهذا يذكرنا برؤساء الأندية فترة الطفرة المالية وعقود اللاعبين الأجانب في الدوري السعودي في التسعينيات.. بل قد يتفوق البلوي على جميع الرؤساء السابقين، فما قدمه لناديه ماديا لم يقدمه رئيس أي ناد سعودي في تاريخ الرياضة السعودية.. ولقد استقطب البلوي بماله معظم أفراد المنتخب السعودي الأساسيين أو الاحتياط.. ولكن ما حققه نادي الاتحاد لم يرتق حتى الآن لطموح هذا الرئيس ولا يتناسب مع ما أنفق، فالاتحاد أخفق في الفوز بكأس سمو الأمير فيصل رحمه الله وقدم مستويات غير مرضية في البطولة العربية حتى كاد الفريق يفقد فرص التأهل للدور التالي ولكن انتفاضة الفريق في المباريات الأخيرة أعادت العميد لقمة المجموعة، ومحلياً كل ما حققه العميد حتى الآن هو تصدر دوري خادم الحرمين الشريفين وتبقى مباريات المربع الذهبي هي المحك النهائي في تحديد قدرة الفريق على الفوز باللقب.. وفي هذه الأيام كثر الحديث عبر وسائل الإعلام الرياضي المختلفة عن سياسة البلوي في شراء وتكديس لاعبي المنتخب واللاعبين البارزين من الأندية الأخرى ودعا البعض إلى ضرورة وجود آلية معينة منظمة لانتقال اللاعبين بصورة عادلة بين الأندية، وفي هذا الصدد لدي بعض الكلمات أريد أن أهمس بها في أذن البلوي وهي أنه ليس بالمال وحده تشترى البطولات وأن مهر الكرة السعودية وتبوؤ قمتها والفوز ببطولاتها ليس طريقه المال فقط وشراء اللاعبين من الأندية الأخرى وتكديسهم.. فالفريق ليس فقط مجموع عناصره بل هناك عوامل أخرى مؤثرة جداً على أداء الفريق وما يحققه من إنجازات.. ولكن البطولات تتطلب التخطيط العلمي السليم والصبر وبذل الجهود الكبيرة والمتواصلة فجلب اللاعبين المتميزين من الأندية الأخرى بغض النظر عن مدى حاجة الفريق قد تكون له مردودات سلبية على الفريق وديناميكيته Team dynamics من عدة جوانب ربما أهمها خلق وزيادة التنافس غير الصحي بين أفراد الفريق مما قد يسبب الخلافات بين أعضاء الفريق، ناهيك عن أن ضم عنصر جديد للفريق أثناء الدوري قد يؤدي إلى زيادة الضغوط النفسية على اللاعبين المتواجدين في الفريق أو على اللاعب المنتقل.. كما أن زيادة حجم الفريق Team size أو عدد من أفراده من الثابت علميا أنها قد تربك المدربين واللاعبين وقد تخلق الأحزاب والمجموعات غير المنسجمة داخل الفريق Coalitioms/ Cliques مما قد يؤدي إلى زيادة المشاكل والخلافات داخل الفريق وبالتالي قد يقلل ذلك من ترابط الفريق ووحدته Ream cohesion فهناك حجم مثالي لكل فريق من حيث عدد أفراد الفريق المطلوبين لتحقق مهمة معينة وقد يشعر لاعبو الفريق بعدم الأمن والتهديد والخوف من عدم تمثيل الفريق وانتزاع اللاعب المنتقل مركز اللاعب في الفريق أو يقلل من زمن لعبه أثناء المباريات.. كما أنه من المعروف أن الفريق أثناء بنائه يمر بأربع مراحل ليصل إلى مرحلة الأداء والتي تعرف بمرحلة التدفق في الأداء Flow stage وأن خروج أي لاعب أو دخول أي عنصر جديد للفريق يحتاج أيضا إلى فترة معينة لاعادة بناء الفريق وإذا لم يحصل هذا التوافق بسرعة وبدأت تظهر بعض المشاكل، قد يعود الفريق لمرحلة البناء الثانية وهي مرحلة العاصفة Storming stage وعند عودة الفريق لهذه المرحلة قد يمر الفريق بمرحلة انتقالية تقصر أو تطول مدتها وفقاً لما أحدثه خروج وانضمام عنصر أو عناصر من الفريق.. وأيضاً بروز لاعب معين في فريق معين لا يعني بالضرورة بروز هذا اللاعب في النادي الذي انتقل إليه، فهناك عدة عوامل نفسية أو مهارية قد تؤدي إلى تألق اللاعب أو اختفائه منها على سبيل المثال مركز اللاعب ومكانته في الفريق الجديد الذي انتقل إليه.. فهناك لاعبون يبروزن عندما لا يكون زملاؤهم نجوما في الفريق ويقل أداؤهم عند وجود زملاء ذوي مستويات عليا في الفريق، وهناك لاعبون آخرون يبرزون عندما يكونون هم قادة للفريق ويختفون عندما تسند القيادة للاعب آخر في الفريق.. أيضا حجم المهمة المسندة للاعب ودوره في خطة الفريق لها دور مؤثر على ظهور اللاعب بمستواه وتطوره، فهناك لاعبون يبرزون عندما تكون أدوارهم رئيسة في الفريق وهناك لاعبون على العكس من ذلك تماماً.. ومجمل القول وفي ضوء ما ذكر يجب على البلوي وإدارته الانتباه لهذه الأمور جيداً وأخذها بعين الاعتبار، كما يجب شراء اللاعبين من الأندية الأخرى أو التعاقد مع اللاعبين الأجانب وفقا لرؤية فنية في ضوء حاجة الفريق لعطاء هذا اللاعب ووفقا لمركز اللاعب ومستواه وما سيضيفه للفريق وليس فقط بسبب بروزه مع ناديه أو المنتخب.. كما يجب على البلوي ألا ينسى أن نادي الاتحاد حقق الخماسية في موسم واحد بدون الحاجة لهذه السياسة وجلب عددا كبيرا من لاعبي الأندية الأخرى..
وفي المقالة القادمة سأقدم بإذن الله اقتراحين للبلوي أو أي مستثمر رياضي سعودي من أجل تطوير الكرة في أنديتنا أو في المنتخب السعودي.. والله من وراء القصد.

- قسم التربية البدنية وعلوم الحركة - جامعة الملك سعود


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved