Friday 13th February,200411460العددالجمعة 22 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نظام العسس والأمن - أناشد مجلس الشورى نظام العسس والأمن - أناشد مجلس الشورى
مندل بن عبدالله القباع

تعودنا في أزمنة مضت على وجود العسس في الأحياء القديمة في الرياض، كان العسس يبدؤون في استلام وردياتهم في الليل اعتباراً من الساعة الثامنة مساء ويقومون بتوزيع أنفسهم على الأحياء فيكون أحدهم في أول الحي والآخر في آخر الحي ومن حين إلى آخر تسمع أصوات صفاراتهم وهم يرددون الصفير والحي كله عبارة عن شارع او شارعين.
كان هذا النظام يخيف من تسول له نفسه العبث او السرقة او اي خطأ فيمنع جرائم قبل أن ترتكب ويردع من يفكر في الخطأ قبل أن يقع في الخطأ.
وكان العسس تراهم غالباً في الشوارع الداخلية ويقفون في الغالب تحت ضوء القمر أمام الأنظار داخل الاحياء السكنية، وكان كل من يراهم من اهل الحي يسلم عليهم ويطمئن بوجودهم وخاصة عندما يسمع صفاراتهم المميزة وهم يردون على بعضهم البعض.
واليوم وقد اختفى هذا النوع من الحماية للأحياء أصبح من السهل على من يريد الوقوع في الخطأ أن يخطىء ولا يتورع عن العبث من يريد العبث ولا عن سرقة السيارات من يريد التنزه بسيارة ليست ملكه ويتركها في أي مكان وأصبح من يدخل الحي ليلاً لا يوقفه أحد ولا يميزه أحد سواء كان غريباً عن الحي أم من اهل الحي.
لذا كثرت سرقة السيارات التي أصبحت ظاهرة الآن في مجتمعنا إضافة إلى سرقة المنازل والمحلات التجارية وخاصة الصيدليات، كل هذا لان المجرم والسارق لا يتورع من الخوف من الله اولاً ولا من السلطات الأمنية ثانياً لانه يحس ويشعر داخل نفسه ان هذا الحي لا يتواجد فيه رجال أمن ويعرف في قرارة نفسه انه سوف يسرح ويمرح ولن يقول له أحد من أنت لان سكان الحي تعودوا على نعمة الأمن والأمان. لذا فهم يغطون في نوم عميق وانني اناشد مجلس الشورى إعادة هذا النوع من الحماية الأمنية للأحياء السكنية والتي اتسعت بحيث أصبح الحي الواحد بمنزلة مدينة كاملة من مدن أيام زمان وأصبح أحدنا لا يعرف الآخر الذي يسكن في آخر الشارع الذي يقيم فيه ويترك كل منا سيارته ولا يدري هل يلعب عليها الاولاد ام تسول لهم انفسهم فتحها والعبث بها.
ونظام العسس ليس مجرد حماية أمنية ولكنه كان له علاقة بالشرطة بحيث يبلغ رجل العسة بكل ما يرى وما يسمع في الحي الذي يتبعه فيكون على علم بما يدور في الحي ليلاً وفي الوقت نفسه يبلغ الشرطة اذا حدث شيء غير عادي في الحي ويستدعيهم للوقوف على هذا الامر.
إنها أمنية أن أرى هؤلاء العسس بزيهم المميز واسمع صفاراتهم المميزة في أحياء الرياض في زمن لا يتورع فيه المنحرفون عن أي عمل مما يشاهدونه في القنوات الفضائية.. وحبذا لو تسند هذه المهمة إلى رجال (إدارة المجاهدين) فهم أهل لهذا بحيث يطلب منهم القيام بهذا العمل بعد دراسة هذا المقترح وعمل الترتيبات اللازمة بحيث تكون الأحياء في مدينة الرياض وغيرها من مدن المملكة مسؤولية الأمن فيها ليلاً من مهام هذه الادارة الغنية بامكاناتها المادية والبشرية.
واخيراً إذا كان نظام العسس قد اصبح قديماً باليا فما هو البديل وهل سيارة الشرطة تعتبر بديلا عنهم؟ لا اعتقد ذلك، والله من وراء القصد.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved