Friday 13th February,200411460العددالجمعة 22 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الحاجة إلى تفعيل رؤية القاضي التصحيحية الحاجة إلى تفعيل رؤية القاضي التصحيحية
ظاهر بن علي الظاهر / بريدة ص.ب 3757

«رؤية حول تصحيح صورة بلادنا وإسلامنا» كتاب قيم ألفه الأستاذ حمد القاضي وقد جاء هذا الكتاب في وقت نحن بأمسّ الحاجة إلى مايزيل آثار تلك الأعمال التي أدت إلى تشويه صورة بلادنا المباركة وإسلامنا الدين الرباني الحق الذي شرعه لنا الله جل وعلا.
كتب الكثير من الكتاب آراءهم حول رؤية القاضي التي طرحها في هذا الكتاب وقد أثنوا عليها ثناء حسنا ،وهي فعلا تستحق هذا الثناء وذلك لأن أصل فكرة التصحيح جديدة وهي التي يجب أن يتبناها الجميع لا ان نستمر بذكر تلك الأحداث وتكرار الكتابة عنها والتراشق بنتائجها والبكاء على اطلالها، بل يجب ان نبدأ بالبناء والعمل على استحداث صفحة جميلة وجديدة نزيل بها تلك الآثار السوداء التي تبنى رسمها الإعلام الغربي الذي استغل تلك الأحداث لرسم هذه الصورة.
يقول الأستاذ حمد في الإضاءة بين يدي الكتاب :(منذ تداعيات الحادي عشر من سبتمبر، وصورة وطني وأمتي تشغلني وتشاغلني كثيرا كما تشاغل الغيورين من أبناء هذا الوطن وهذه الأمة).
نبعت هذه الرؤية من قلب يشتعل غيرة على بلاده ودينه منذ تلك الأحداث والتي أعقبها هجمات إعلامية حادة على بلادنا وإسلامنا، في حين أن إعلامنا بل والإعلام الإسلامي كله وقف مذهولا ومستسلما أمام تلك الهجمة المستعرة على هذه الأمة المباركة.
يبين القاضي في هذه الرؤية استنادا إلى خبرته العملية في مجال الإعلام محاولة تشخيص جوانب الصورة المعتمة التي رسمها الإعلام المتربص، وكذلك كشف سماحة الإسلام، وتماسك هذا الوطن الكبير وتلاحمه مع قيادته، وبين أيضا نماذج من التهم الموجهة إلى الإسلام والمسلمين وإلى هذه البلاد المباركة، وكيف ان الإعلام الغربي بالذات وغيره من الإعلام المتربص يصطاد الفرص مهما كانت ليجعل منها أزمة أو قضية كبيرة لا حل لها وذلك كله كيد منهم رغم ان الشواذ موجودون في كل مجتمع وكل مكان وزمان وفي كل بلاد العالم إلا أنه في هذه البلاد يعد صيدا ثمينا لايمكن التفريط فيه مهما كان صغيرا (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).
يقول الدكتور غازي القصيبي في كتيب المجلة العربية: (هل ينقرض الدبلوماسيون في زمن العولمة) (وإذا ما اتخذت وسائل الإعلام الغربية لأي سبب من الأسباب موقفا سلبياً من دولة من الدول فإن هذه الدولة ستجد نفسها في موضع لا تحسد عليه) وذلك لقوة اعلامه في تحريك العالم والتأثير عليه، ورسم الصورة التي يرغبون في رسمها إما سيئة أو حسنة ،حسب توجيه اللوبي الذي يديرها وحسب السياسة التي يخططون لها.
هذا الكتاب يفتح آفاقا أخرى وجديدة للعمل من أجل تصحيح الصورة التي رسمها الإعلام العالمي عن بلادنا.
نحن في داخل بلادنا ولله الحمد ندرك مدى الترابط القائم بين أبناء هذا المجتمع المتماسك وندرك انه لايمكن لأحد ان يؤثر عليه مهما قام به من أعمال إرهابية أو إعلام يحاول الهدم ولن يستطيع بإذن الله لأن الأساس الذي يسير عليه ولاتنا ونسير معهم عليه منهج رباني متكامل لا خلل فيه ولا ثغور يستطيعون الدخول من خلالها ولله الحمد.
إن القارئ لهذه الرؤية ليجد فيها ينابيع من الحكمة والصدق والنقاط الهامة في الدفاع عن ديننا الإسلامي العظيم وعن علمائه الأجلاء وعن بلادنا المباركة حرسها الله وبيان سماحة الإسلام فيه وكذلك سماحة علمائه والدفاع عن أعمال الخير التي يقوم بها أهل هذه البلاد وغيرها من الأمور التي تتهم بلادنا من خلالها بالإرهاب أو رعاية الإرهاب.
ولن أقوم بسرد تفاصيل مافيه، إلا ان ما يستوقفني ويشدني هي تلك الآليات الإعلامية التي وضعها القاضي في نهاية الكتاب لتصحيح صورة الإسلام والمسلمين والتي أتمنى أن تكون نواة لعمل إعلامي موحد يقوم به الجميع وخصوصاً وزارات الإعلام في البلاد الإسلامية ومن يملكون القنوات الفضائية من العرب أو المسلمين التي شوهت صورة الإسلام وأهله أكثر من كونها أفادتهم.
وكما قال عن شراء الصفحات في الصحف الأجنبية أو شراء أوقات أو ساعات في القنوات الفضائية فهي ذات فائدة عظيمة وجميلة فباعتقادي ان بث ساعة واحدة في تلك القنوات قد يقدم مالا يقدمه بث أيام أو أشهر في القنوات العربية مجتمعة.
لقد ذكر القاضي أحد عشر ألية للتصحيح ولكن يبقى العمل على تفعيلها والعمل بها الذي هو مسؤولية الجميع وخصوصاً من يستطيعون ذلك إما بالمادة أو بالقيادة أو غيرها.
ولا نغفل دور الانترنت فلايقل عن دور الإعلام بل وقد يفوقه والذي يجب ان تعمل من خلاله الدوائر الحكومية كل بما يخصه ويستطيعه وكذلك المتمكنون من الإفراد يجب ان يكون لهم دور في ذلك فالتشويه يمس الجميع والتصحيح يجب أن يعمل له الجميع.
شكرا للاستاذ حمد القاضي على هذه الأفكار الجميلة وهذه الرؤية الطيبة ولكن الذي أتمناه وأعتقد انه يتمناه كل من اطلع عليها ألاتكون حبيسة أرفف المكتبات كغيرها من الكتب والأفكار، وأتمنى أن تكون قاعدة يتم الانطلاق خلالها وان تكون مفتاحا نعمل من خلاله على تصحيح الصورة والعمل من أجل ذلك.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved