Friday 13th February,200411460العددالجمعة 22 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أهلا بلجنة المساعي الحميدة أهلا بلجنة المساعي الحميدة

سعادة رئيس جريدة الجزيرة وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد غمرتني السعادة عند اطلاعي على العدد (11433) في 25/ من ذي القعدة 1424ه وفيه أعلن في الرياض عن تشكيل لجنة بذل المساعي الحميدة للصلح والحث والعفو. وذلك وفقاً لقرار صاحب السمو الملكي الأمير/ سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض كما وجه حفظه الله على أن تكون أعمال هذه اللجنة بالمستوى الذي يتناسب مع الغايات الجليلة التي من أجلها شكلت وكان سموه حريصاً كل الحرص أن يتم إشعار أصحاب الحق بما صدر من حكم شرعي اتجاه خصمهم قد صدر أمر تنفيذه من قبل المقام اسامي الكريم وأن يكونوا على علم بذلك.
وكما أوصى سموه اللجنة عدم ممارسة أي ضغوط عليهم أو إرغامهم للتنازل بل يجب نصحهم وحثهم وتبيان فضيلة الصلح والتسامح والعفو وعظيم أجرها عند الله تعالى فإن اقتنعوا فبها وإلا نفذ حكم الله.
وكما يسرني في هذا المقال أن أشيد بهذه اللجنة وأعمالها وقد يحتاج البعض منا إلى توسطها ومساعيها الحميدة وما كان لتوجيه سموه في تأسيس هذه اللجنة وكذلك بدء أعمالها الأثر الطيب في نفوسنا جميعاً التي سوف تعم مساعيها وأعمالها منطقة الرياض وما يتبعها من محافظات. وكما نتوقع إن شاء الله من هذه اللجان النجاح الكثير في إصلاح البين لأن لسموه الباع الطويل والخبرة المديدة في هذا المجال. وكما نتوقع من هذه اللجان والقائمين عليها أن يكون لهم دور مهم في إصلاح ما يقع من مشاكل أسرية وما يحدث وللأسف من أبنائها وبكثرة في زمننا هذا من عقوق للوالدين وعدم صلة الرحم لأن إصلاح الأسرة من صلاح المجتمع.
وقد أجاد سموه وكعادته في زرع حب الخير والتكافل الاجتماعي في نفوس هذا المجتم متبعاً سموه رعاه الله منهج ديننا الإسلامي دين التآخي والترابط وهو حينما يحث الإنسان المسلم على صلة الرحم ويرغب فيها إنما ينشد صلاح المجتمع وتآلفه ولا أدل على ذلك من حثه على التواصل والترابط عن طريق الأمر بصلة الرحم ليعيش المجتمع الأسري حياة سعيدة تكلؤها عناية الله وتحفها رعايته وقد أرشد ديننا الحنيف إلى ذلك فقال تعالى {وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ} (1) سورة النساء.
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه) وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال: نعم أما ترضين أن أصل من وصلك واقطع من قطعك قالت: بلى، قال: فذلك لك ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(اقرؤوا إن شئتم {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ(23)} وقال صلى الله عليه وسلم:(من أراد أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه)، وقال عليه الصلاة والسلام:(لا يدخل الجنة قاطع) أي قاطع رحم... والأدلة على ذلك كثيرة كلها تحث على صلة الرحم وترغب فيه وتوعد الله قاطع الرحم بعدم استجابة دعائه وتعجيل العقوبة له في الدنيا غير ما يدخره له في الآخرة... على أن صلة الرحم تتفاوت من طرف لآخر حسب القربى فالآباء والأمهات والإخوان والأخوات والأعمام والعمات والخالات من أقرب الناس للإنسان... وعليه يجب تعهدهم بالزيارة والسؤال عن حالهم وقضاء حوائجهم وتقديم المساعدة لهم من استطاع إلى ذلك سبيلاً لأن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها. على أنه لا يشترط في صلة الرحم أن تصل من وصلك وتقطع من قطعك لأن ذلك غير ما أرشدنا إليه الإسلام لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي يصل من قطع) أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
من هنا ندرك أن الإسلام حينما شدد على صلة الرحم ورغب فيها وحث عليها إنما ينشد من وراء ذلك صلاح الأسرة والمجتمع حتى يعيشوا في وئام تربطهم الوشائج القوية والمحبة والألفة، والإسلام لا يأتي إلا بخير...
جعلنا الله ممن يصل رحمه ويستمع إلى أحسن القول فيتبعه... والله الهادي إلى سواء السبيل.

حمد بن عبد الله بن جارالله العرجاني/ الخبي بالدلم


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved