Friday 13th February,200411460العددالجمعة 22 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ردود خاصة ردود خاصة

ريم.م.م.هـ
هدى بنت محمد. هـ
خالدة م.م.هـ
«أبها»
أتدري متى يقع التعدي..؟
ليس من التعدي ألا تحب الشخص المسلم، بل ليس من الظلم أن تكرهه لسبب ما قد تكون معصية لله سبحانه أو تكون تكره لسبب دنيوي لم تستطع السيطرة عليه إذا عرفت هذا فلا تلتفت فإنه حسب علمي على قواعد الشريعة أنك لا تؤاخذ عليه مالم يجر إلى قطيعة ونحوها -
أتدري متى يقع البغي؟ أتدري متى يحصل التعدي؟
يقع هذا، ويقع ذاك حينما تحيف ضد هذا الشخص أو تمنعه حقه، أو تقف موقفاً سلبياً تجاهه، وأنت تعلم أنه مسلم له حق الكرامة - والعدل حتى من النفس،
فإذا حصل هذا فتوقع إذاً النتيجة، ولو بعد حين، ذلك أن مقتضى: الولاء والبراء، يجران العاقل المنصف إلى رمي كل صورة ذهنية، وطرح كل تصور نفسي عن الشخص مالم يُحدث حدثاً جليلاً على حصوله تقوم الأدلة ابداً لا تريم،
ولهذا ورد في الصحيح أنه - صلى الله عليه وسلم - قال «اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك» يريد عليه السلام، انه يملك العدل والفصل في الخصومات، ويملك رد الحقوق، ويملك البذل بعدل كامل غير منقوص، ولو مع العدو، لكنه عليه السلام لا يملك «قلبه» لانه بين يدي الله سبحانه وتعالى، ولهذا دائماً ما يقول «يا مصرف القلوب .. الحديث» وهو حديث صحيح
وجاء قاتل زيد بن الخطاب رضي الله عنه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له عمر:
- لا احبك حتى تحب الأرض الدم
- فقال الرجل، وكان قد أسلم:
- أو تمنعني لذلك حقاً يا أمير المؤمنين
- قال عمر:
- لا
قال الرجل:
- لا ضير إذاً إنما يبكي على الحب النساء،
فلم يقتله عمر قصاصاً ولا حداً ولا تعزيراً لأن الاسلام قطع ما كان قبله على أساس العدل، ومكانة وكرامة المسلم في الاسلام،
والذي يجول في الحياة يستقري الحوادث، والنوازل منذ فجر هذا الدين لا يجد شراً، وضرراً ومحنة بعد:«الشرك» من الظلم،
فالظلم مرتعه وخيم، وهو عقاب لضمير صاحبه إذا
خلا بنفسه، وتفطن أنه:-
حاف
أو:
احتقر
أو:
نمّ
أو:
بهت
أو:
وقف موقف السالب
أو:
تلذذ بالظلم بانتصاره به،
أو:
هضم الحق حسه أو معناه
أو
حقد،
أو:
فرح وطرب
للشيء يصيب من يصيب
أو:
أراد الحياة له ولمن يحب
إلخ.
وقس على هذا، وسر، ثم تجاوز القرون لتجد حرارة العوائد كيف تكون على مثل هذا؟.
ليس الظلم أن تباشره، وليس الظلم أن تظهر للطرف الآخر بأنك هو:
لكن الظلم - يا هذا - يتخذ صوراً عديدة ليس من أهونها: الكيد، والمكر،
ولقد يعجب المرء من ذكاء الأذكياء، وقدرة من يقدر، وتمكن المتمكن كيف يظلم، لكن هذا يزول إذا عرفت إرادة الله في خلقه، وكما قال تعالى {وّجّعّلًنّا بّعًضّكٍمً لٌبّعًضُ فٌتًنّةْ} فقد يكون الغافل المظلوم المسكين وقد يكون الأحمق في قوله وتصرفه سبباً عظيماً لدخول المفتون النار بسبب تعاليه عليه، أو الوقوف في طريقه بصورة ما، أو خيانته في أمانته أو: هضمه لحقه أو اغتيابه وبهتانه لكن على سبيل النصيحة، والرأي حتى يقع الخطر،
ومن يقرأ: «سير أعلام النبلاء» ويقرأ معه «مستجابو الدعوة»، ويضيف إليهما بعض كتب: مذكرات الحياة» و«السير الشخصية» يجد عجباً في تصرف أناس ظنوا الخلود، فأصبحوا ذكريات مرة، وأخباراً سيئة، ولم يبق لهم إلا مثل، وقد كانوا يظنون أن أحداً لن يعلم شيئاً، ولو بعثوا لذهلوا، وصعقوا، كيف عرف هذا وذاك عنهم أسراراً دفعهم إليها حسد أو حقد أو وشاية، لكن الله غالب على أمره.
ومن يكن مثلي يلتقي السؤال وراء السؤال والمشكلة تتبعها أختها من كثير من الخلق لا يكاد يصدق، أو يقول هي مبالغات، لكن الحقيقة حصول هذا، وتعنت وتكبر الظالم،
لكني وجدت بعد تجربة مع مثل هذه المشاكل الواردة إليَّ أن عاقبة المخطئ الندم، ولو لم يفصح.
وليس قصدي من هذا: «العرض» لكن قصدي إيجاد المسلم لنفسه بنفسه ضرورة: الإخلاص، مع الوعي، فلا يقرن بين:
الكره، والظلم، بل يكون عادلاً أميناً حتى يكون هو مطمئناً إذا تذكر وقت الخلو أنه بعيد عن الحيف وسواه.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved