Friday 13th February,200411460العددالجمعة 22 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في الوقت الأصلي في الوقت الأصلي
قناعات عجيبة!!
محمد الشهري

قد تجد من التفسيرات والتحليلات ما يجعلك تتقبل وجود نوعية من الموظفين يجثمون على مواقع حساسة لها علاقة مباشرة بتسيير أمور عباد الله في كثير من الدوائر، رغم جلافة وغلاسة وسوء تأهيل - وإن شئت فقل عدم أهلية - تلك العينة من الموظفين، كأمر واقع عليك التعامل معه شئت أم أبيت (؟!)
** فقد تفسر الأمر مثلا بأنه نتاج عبقرية المسؤول عن تلك الدائرة.. والتي تفتقت عن وضع ذلك الموظف (المعقد) في تلك الوظيفة تحديداً مع سبق الإصرار والترصد من اجل التنكيل والتنكيد على المراجعين والتفنن في مرمطتهم، حتى إذا تجاوزوا مرحلة عنق الزجاجة تلك.. كانوا اكثر جاهزية وقابلية لابتلاع وهضم منغصات بقية المراحل.. والتي قد تبدو (رحمة) مقارنة بالمرحلة الأولى، رغم ان جميع تلك المراحل أشبه ما تكون بالعقوبات إلا انها تتفاوت في الدرجات (؟!)
** وفي كل الأحوال لا تجد مناصا من اتخاذ أحد إجراءين، إما مسايرة الوضع عن طيب خاطر ودون تذمر.. أو الهروب بجلدك ان كان الأمر الذي أنت بصدده يحتمل مثل ذلك الاجراء.. وقد صادفت في حياتي المئات من ذلك النوع من الموظفين (هدانا الله وإياهم).
** ويظل الأمر الأكثر مدعاة للتعجب هو ما يعرف بقناعات المدربين في اختيار العناصر التي يفضِّل ويصر على التعامل معها.. واختلاف تلك القناعات من مدرب إلى آخر.
** على سبيل المثال: قد تجد ان (س) من اللاعبين يلعب لناديه بأكله وشربه تقريباً.. أي بما يسد رمقه بغض النظر عن كونه على اقتناع بوضعه ذاك من عدمه، وما مدى عدالة ذلك الوضع (؟!)
** ومثله اللاعب (ص) المعروض على قائمة الانتقال منذ مدة، ومع ذلك لم يتقدم أي ناد لطلبه بأي ثمن.. أو اللاعب (ع) الملازم لدكة الاحتياط طوال الموسم وفجأة دون مقدمات تجدهم من أساسيي المنتخب ؟!
** وتتعجب اكثر عندما تجد المدرب العالمي الفلاني يتمسك بمجموعة محددة من اللاعبين بعضهم من محدودي المواهب والإمكانات وفرضهم على التشكيلة بأي شكل رغم عدم اقتناع جماهير النادي، فضلاً عن النقاد والخبراء بقدراتهم والأدهى ان يحدث ذلك على حساب من هم اكثر أهلية وقدرات كما يرى المراقب والمتابع (؟!)
** ويأخذك العجب كل مأخذ عندما يأتي بديل ذلك المدرب أو خلفه لأي سبب من الأسباب ولنفس الفريق.. والذي ما يلبث ان يقوم بتجميع مجموعة من اللاعبين، والتركيز عليهم ويلفت انتباهك ان بعضهم ممن كانوا ضمن قائمة المغضوب عليهم في عهد المدرب السابق، ومن ثم البدء بالمراهنة عليهم على طريقة سلفه كخطوة أولى في سبيل إقناع الرأي العام بأنه اكثر حكنة وأوسع دراية من سابقه، الذي تجب مخالفته في كل شيء وأي شيء، بغية إثبات صحة قرار الإدارة، وبُعد نظرها سواء بإقصاء سلفه الغشيم، أو باختيارها الموفَّق له ومن ثم إحضاره (؟!!)
** كل هذا يتم تداوله أو التعامل معه تحت بند (القناعات) سواء بالنسبة للمسؤول عن الدائرة الذي يرى انه لا بد من سلخ المراجع قبل (سلقه)، أو بالنسبة لطوابير المدربين الذين يتعاقبون على مطاراتنا وأنديتنا روحة وجيئة على مدار العام (؟!)
** للإيضاح: أنا لا أعني هنا جهة بعينها، أو شخصاً بذاته بقدر ما هي نظرة شمولية لحالة عامة وكل عام وأنتم بخير.
نحن الذين أسقطنا التحكيم؟!
** رغم (ملل) الخوض في أمور التحكيم وما يدور حوله من مد وجزر، وأخذ ورد حد القرف.. ولكن لا بأس من الكلام عن ذات الهم ولو من باب (ارحموا عزيز قوم ذل).
** ولنبدأ بالاعتراف بوجود مشكلة بدأت باستعراض المهارات في الكلام الذي يبسط الشلة، ويلفت الأنظار ويرضي الغرور.. ومرت بتحقيق مكاسب مشهودة، ولكنها - للأسف - انتهت بمعضلة(؟!)
** وقد تحدثت وتحدث غيري كثيراً عن كيف ولماذا ومتى بدأت المشكلة.. ومن الذي قدح زنادها لأول مرة واستمر بالنفخ في اوارها وتأجيجها الى ان اضحت بهذا الحجم الخارج عن السيطرة(؟!)
** أكثر من مرة أشرت وأشار غيري بالكثير من الوضوح والإيضاح الى ان التساهل في عدم تحجيم تعاطي أصحاب المصالح الخاصة مع المشكلة عبر مراحلها شجع على التمادي في توسيع رقعاتها وتعميق أبعادها، لتكون المحصلة على القدر المتفاقم الذي نعيشه اليوم(؟!)
** فماذا ننتظر من حكم فقد الثقة في نفسه، وبالتالي فقد الثقة في بقية المنظومات والفعاليات التي يتعامل معها.. فضلاً عن الإحساس بتأرجح وتباين تعاملات المرجعيات الرسمية من موقف الى موقف.. ومن سيئ الى آخر، لذلك أضحى الارتباك والتردد والتخبط هي السمات التي تغلب على الكثير من قراراته داخل الملعب(؟!)
** فلو لم يجد أصحاب النوايا الفاسدة والأهداف الرخيصة من تكفل بالتهافت على تسويق تلك البضاعة الرديئة ونشرها وبثها عبر الإعلام المرئي والمقروء في تسابق محموم.. ولو تم الأخذ على أيدي الوسائل التي ما فتئت تتسوَّل ذلك العبث من مصادره ومن ثم تسويقه، حتى اصبح من هب ودب يتداولها بأريحية متناهية(؟!)
** لولا تلك التسهيلات لبقيت تلك البضاعة ضمن حدودها الضيِّقة التي لا تتجاوز الاستراحات والمجالس الخاصة التي تمتزج فيها النكات بالرؤى، والخرافات والتخريف بالحقائق.. ولبقي التحكيم السعودي نموذجاً يحتذى كما كان(؟!)
** صدقوني: نحن الذين أسقطنا التحكيم.. وعلينا تحمّل التبعات.
بيت القصيد


ترجو النجاة ولا تسلك مسالكها
إن السفينة لا تجري على اليبس


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved