Saturday 14th February,200411461العددالسبت 23 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رؤية اقتصادية رؤية اقتصادية
قِلّة «حيا»
د. محمد بن عبدالعزيز الصالح

كنت أتصفح إحدى الصحف ذات مساء وبجانبي شقيقي يستعرض عدداً من القنوات التلفزيونية، وفجأة سمعته يقول عبارة :(قلة حيا).
لم أتبين بعد مقصده من تلك العبارة ؛لذا التفتُّ اليه متسائلا عن السبب الذي جعله يتفوه بها فقال لي :أنت لم تر الاعلان، فسألته عن ماذا يقصد ؟ فقال لي على الفور: (إعلان) وطلب مني أن أرى بنفسي حتى أحكم عليه.
وبالفعل رأيت الإعلان عندما تم عرضه على نفس القناة التلفزيونية مرة أخرى ورأيت إن قمت بوصف ذلك الاعلان من مشاهد لايمكن وصفها بأكثر من قلة (الحيا) وأخشى إن قمت بوصف تلك المشاهد لكم أعزائي القراء والقارئات أن تتهموا هذه الزاوية بأنها تنشر قلة (الحيا).
عندما تبادر إلى ذهني عدد من التسساؤلات منها: من أجاز هذا الإعلان هي الشركة المنتجة الموقرة ومن سمح به؟
ثم هل هذه الطريقة الأنسب لإيصال الرسالة الإعلانية لرجل يشاهد الإعلان في وقت قد يكون محاطا بأخواته أو بناته أو والدته؟
وماذا سيكون شعورك أنت يامن أشرفت وسمحت بهذا الإعلان وأنت تشاهد هذا الإعلان وبناتك وأخواتك يحيطون بك؟
هل بلغت قلة (الحيا) فينا إلى هذه الدرجة؟!
وهل وصل بنا الحال إلى الدرجة التي لم نعد نميز فيها بين مايناسب مجتمعنا من مواد اعلانية تتوافق مع المبادئ والعادات الإسلامية التي طالما تميز بها مجتمعنا، وبين مايناسب المجتمعات الغربية من مشاهد إعلانية تسيطر عليها الممارسات الغريزية المبالغ فيها؟
ثم ألا يعلم من أجاز هذا الاعلان بأن الصين قد منعت مؤخرا مختلف الفضائيات التلفزيونية من بث اي مواد إعلامية تخدش الحياء وخاصة في تلك الاعلانات الخاصة بالعقاقير الجنسية والفوط الصحية؟!
إذاً كيف يصل الحال بشركة سعودية تجيز نشر مثل تلك المشاهد في مثل هذا الإعلان؟!
إن من الدلائل المؤكدة على قلة (الحيا) في هذا الاعلان انه لم ينشر في التلفزيون السعودي على الرغم من ان السلعة المنتجة سعودية الصنع علما بأن الإعلان موجه للمجتمع السعودي.
ولقد كان واضحا للشركة المسوقة لهذا الاعلان بأن إعلانها قد تجاوز الخطوط الحمراء ولذا لم يتجرأ المعنيون بالشركة بالإعلان عن هذه السلعة في القناة السعودية الأولى والتي نشهد لها بالمثالية في عرض الاعلانات التجارية.
وأخيراً.. هل وصلت حمى التسويق والجشع لتحقيق مزيد من الأرباح من قبل بعض شركاتنا السعودية أن نغض الطرف تماما وان نتجاهل كافة مبادئ وعادات وتقاليد مجتمعنا السعودي؟


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved