Saturday 14th February,200411461العددالسبت 23 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الهيئة تدير 14 ساعة ساخنة لمطاردة عيد الحب في الشوارع والأسواق الهيئة تدير 14 ساعة ساخنة لمطاردة عيد الحب في الشوارع والأسواق

  * جدة - خالد الفاضلي:
تستند هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على (ضوء أخضر) يتيح لها اليوم (السبت 14 فبراير) نشر غالبية رجالها برفقة جنود من الشرطة (غير مسلحين) في الأماكن العامة؛ بغية منع المجاهرة باحتفالات (عيد الحب) أو ظهور معالمه المحصورة في نقل ورد أحمر، أو ارتداء ملابس مغطاة بكتابات مع دلالات رومانسية.
وكان رئيس هيئات منطقة مكة المكرمة، وكذلك رئيس هيئات محافظة جدة، قد أكَّدا في تصريحين سابقين نشرتهما (الجزيرة) يوم الثلاثاء الماضي وجود مظلة من وزارة الداخلية ومحافظة جدة تمنح هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تنفيذ خطط (تم إعدادها مسبقاً) تقضي بتخويل رجال الهيئة صلاحيات مصادرة الورود والملابس الحمراء من المحلات التجارية والمارة في حال وجود (شكوك) انتماء لطقوس عيد الحب. كما يشتمل القرار على مصادرة (مواد تجارية).
وتمارس الهيئة اليوم حالة تكثيف نشاط، وتكليف (رجالها) بمهام عمل تمتد 14 ساعة؛ للتحقق من تقيد محلات الملابس والهدايا والورد برغبة (الهيئة) جعل يوم 14 فبراير يمر دون مجاهرة بطقوس (عيد الحب) في الأماكن العامة أو شوارع المدن الرئيسة.
وأبدت هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (استياء حاد) من سعي بعض المحلات التجارية تسويق منتجات تحمل دلالات على أن المشتري يشترك في عيد الحب باقتناء اللون الأحمر مصبوغاً على قمصان، وقبعات لشباب وبنات، وإيشاربات، وجزم، وأغطية رأس للسيدات، وبناطيل، ومنمنمات، وكروت، وهدايا مكتوب عليها بلغات أجنبية عبارات ذات تفسيرات رومانسية. ونقل هذا الاستياء (للجزيرة) رئيس هيئات محافظة جدة.
ومن ناحيته، أوضح (للجزيرة) علي محمد الحيان أنه كلَّف 19 مركز هيئة تنتشر في جدة خطة خاصة بـ 14 فبراير (اليوم السبت) يدوم تطبيقها 14 ساعة، لكنه تحفَّظ على تعداد العاملين المكلفين، واكتفى بالإشارة إلى أن محافظ مدينة جدة الأمير مشعل بن ماجد يؤيد إجراءات تتخذها الهيئة بدءًا من ساعات صباح اليوم.
ويؤكد الشيخ جابر الحكمي رئيس هيئات منطقة مكة المكرمة على وجود (إجراءات مصادرة فورية) يحق بموجبها لرجال الهيئة سلطة نزع كل (مادة) تنتمي إلى عيد الحب بوضوح من أرفف المحلات التجارية أو أيادي الناس، بينما أبان الشيخ علي الحيان أن هذا الحق متاح في حال وجود (مظنة شبهة) -بحسب تعبيره- وهي تعني أقل درجات الشك.
وكانت (الجزيرة) في استطلاع سريع يوم الاثنين استشفَّت قلق أصحاب محلات ورود وهدايا من احتمالية تعرضهم هذا اليوم السبت لأحداث توالت خلال 3 سنوات ماضية، نتج عنها إصرار بعض رجال الهيئة على مصادرة كميات من الورد (الأحمر) والهدايا والملابس، رغم أنها كانت قبل 24 ساعة فقط (من عيد الحب) تُباع وتعرض بكل أريحية، كما أن رجال الهيئة يمرُّون بجوارها دون أن يتذمروا من وجودها على أرفف وواجهات المحلات في بقية أيام السنة.
وفي ذات السياق، أشار أصحاب محلات ورود إلى أنهم ربما توقفوا عن بيع أنواع الورد الأحمر اليوم السبت. بينما رصدت (الجزيرة) تهافت شباب وفتيات على محلات الورد وشراءهم كميات من (الجوري) بأسعار تربو على الـ 25 ريالاً للوردة الواحدة عند الساعة الثامنة مساءً، بينما سعرها في بقية أيام السنة 5 ريالات فقط، كما لاحظنا اكتظاظ محلات الهدايا بشباب وفتيات يتسابقون على دفع عشرات الريالات في جيوب فتيان من جنسيات آسيوية يملكون خفة وأناقة في لف الهدايا بأوراق (السولفان) الأحمر، بينما شاهدنا الورد يخرج من المحلات في توابيت (من صناديق الكرتون) يحملها الشباب بسرعة نحو سياراتهم، لا يماثلها إلا هرولة (السواقين) المنطلقين بتوابيت الورد أمام سيداتهم، ولسان حالهم جميعاً: ( يا رب نجِّنا لا يشوفنا واحد منهم)!!!.
وكشف ل (الجزيرة) يوم أمس أصحاب محلات هدايا وورود عن مخاوفهم من عدم التزام غالبية رجال الهيئة بتصريحات حكيمة أكَّد عليها رئيس (الهيئات) بمنطقة مكة المكرمة الشيخ جابر الحكمي (نشرتها الجزيرة يوم الثلاثاء الماضي) نصَّت على أن الورد والملابس والهدايا غير قابلة للمصادرة لمجرد كون (اللون الأحمر) يغطيها، موضحاً أن رجاله يهتمون فقط بمؤشرات وعلامات تبين وبشكل جلي وجود حالة مشاركة في عيد الحب.
وكان (عيد الحب) يمر بجدة سريعاً وبهدوء قبل أن تتبنى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مشروع (تقليم مظاهر) تزايدت في السنوات الثلاث الأخيرة، خاصة في شارعي التحلية والكورنيش، بما فيها طغيان اللون الأحمر على لون ملابس العابرين.
فيما أوضح الشيخان الحكمي والحيان أن (أمر المصادرة) يُطبَّق على العابرين والمحلات التجارية معاً، إضافة إلى توثيق (تعهد مكتوب) على أصحاب المحلات بعدم تكرار بيع مستلزمات (عيد الحب)، كما أنهما اكتفيا بالإشارة إلى وجود (تعليمات) يتم تطيقها حال إيقاف شاب يرتدي قميصاً (أحمر) يحمل عبارات (فالانتانية).
وأكَّد (للجزيرة) أصحاب محلات بيع ورود اعتزامهم إغلاق متاجرهم اليوم السبت؛ خشية أن يشاهدوا (الجوري) وأخواتها في اللون تخرج محمولة على أيادي رجال الهيئة. فيما مازحنا خالد القحطاني: (ما عندي مشكلة، لو أخذوا كل الورد اللي في المحل.. بس بشرط يعطوني قيمته)، أثناء حديثه عن تفاصيل حدثت له في (فالانتاين) الماضي.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved