Saturday 14th February,200411461العددالسبت 23 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

13-6-1391هـ الموافق 6-7-1971م العدد 350 13-6-1391هـ الموافق 6-7-1971م العدد 350
كلمة الجزيرة
تجاوب عالمي .. للتحرك السعودي

بعد تعنت إسرائيل في تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي أو قبول المقترحات الأمريكية الأخيرة في الانسحاب ولو جزئيا من الضفة الشرقية لقناة السويس تمهيدا لفتحها لعبور السفن انعاشا للتجارة الدولية وبالتالي بداية للانسحاب الكلي من الاراضي العربية المحتلة بدأت الولايات المتحدة الأمريكية - وهي الدولة التي تبدو أكثر عطفا على إسرائيل من غيرها- تتحرك لاتخاذ موقف حازم في فرض ارادتها على إسرائيل لاول مرة في تاريخ علاقتها معها، حتى ان المسئولين عن تخطيط السياسة الخارجية في إسرائيل قد أحسوا بحراجة موقفهم وندامتهم على التصلب الذي نصحوا دولتهم باتخاذه في كثير من المواقف عندما يطلب منها الانصياع إلى ما يراد اقراره تجاوبا مع الرأي العام العالمي الذي آلمه، أن تمعن دولة الاغتصاب في تجاهل امتعاضه من مجافاتها لقواعد العدالة الإنسانية، وتنكب طريق العناد والاستهتار الذي ألفته إسرائيل ساخرة من وازع الضمير أو رادع القوة. إن الذي بدا أخيراً في نشاط الولايات المتحدة ما هو إلا تجاوب للتحرك العربي السعودي المتمثل في زيارات جلالة الملك فيصل المعظم وغيره من القادة العرب الذين ترسموا خطة واقعية ناجحة في معالجة القضايا العربية الراهنة في داخل بلادهم وخارجها، ترك احساسا طيبا في الاوساط المختلفة، ولعل رجال البيت الابيض الأمريكي قد دفعتهم هذه التحركات الاخيرة من جانب القادة العرب لتأييد الحق العربي ودعم مطالبهم في تحقيق الجلاء عما اغتصب من أرض وتعويض ما دمر من ممتلكات، بقي أن دولا عربية أخرى لم يكن لها اثر فعال في تغيير مجرى الحوادث التي وجهت لصالح العرب.. والمطلوب منهم أن يغلبوا المنطق على العاطفة في مسايرة الاتجاه الصحيح الذي يؤمل في ركبه اقتناص فرص لصالح العرب أجمعين، على أن لا تثيرهم الغيرة القاتلة وتعمي بصائرهم رغبة التسلط فيعملوا على اثارة الغبار في الاجواء العربية لزعزعة الطمأنينة في نفوس الآخرين ممن يسهل زرع الشكوك في أوساطهم!، فهل هم عاملون مع الاتجاه الأسلم؟!.
سؤال حائر!! غير أن الكثيرين ممن لهم تجارب مع اليسار العربي لا يغلب في ظنهم التفاؤل على التشاؤم بأولئك، وما قد يحيكونه من ضلال ويخلقونه من خلافات جانبية، لأن طوابيرهم الاحتياطية من العملاء يقفون دائماً على أهبة الاستعداد وفي الصفوف المتأخرة لإثارة المعارك الخلفية!. الجواب على ذلك متروك لرجال المقاومة المخلصين لأن قادتهم محاطين علماً بكل ما جرى ويجري من حوار، وفي أماكنهم مصارحة أولئك الحكام بأن ما يطلب منهم في سبيل الدعم هو: الاحتفاظ - ولو مؤقتا- بعلاقات سلمية وحياد مطلق عن قضية تصدى لمعالجتها ساسة مدركون وقادة مخلصون.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved