Monday 16th February,200411463العددالأثنين 25 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الرئة الثالثة الرئة الثالثة
السعودية تخاطب الغرب في كتاب!
عبدالرحمن بن محمد السدحان

(خطاب إلى الغرب: رؤية من السعودية) كتابُ جديد، قويُّ المتْن والصياغة، قويم الغاية والمعنى، أصدرته (وكالة غيناء للدراسات والإعلام)، يقع في ثلاثمائة وثلاث وعشرين صفحة، وقد أعدّه عشرون عالماً ومثقفاً وكاتباً سعودياً، يخاطبون فيه العقلَ الغربي المعاصرَ، ويحاولون من خلاله تنقيته ممّا عَلِق به من شبهات وأوهام أفرزتها أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م داخل أمريكا وخارجها.
***
ويمثّل معدُّو الكتاب أطيافاً من الفكر والتخصص والاجتهاد، من بينهم، تمثيلاً لا حصراً، فضيلة العالم الدكتور عبدالله بن محمد المطلق، عضو هيئة كبار العلماء، والمفكران الناشطان الشيخ سلمان بن فهد العودة، والشيخ عبدالعزيز بن إبراهيم القاسم، والأكاديمي والمثقف المخضرم الدكتور زيد بن عبدالمحسن الحسين، عضو مجلس الشورى، والأستاذ إبراهيم بن عبدالرحمن البليهي، المفكر والكاتب المعروف، والاكاديمية والكاتبة المعروفة الدكتورة نورة خالد السعد، وكان لمعالي الفقيه والأديب الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، إسهام كبير وفضل جميل في إنجاز هذا الكتاب : رعاية وتوجيهاً ومتابعةً.
***
*يضم الكتاب قسمين رئيسيين:
*يعرض الأول منهما مفاهيم عامةً حول موضوع الإرهاب، مدلولاً وتكويناً وتاريخاً، والموقف الإسلامي الرافض له، فكراً وتطبيقاً.
*أما القسم الثاني من الكتاب فقد استغرق الأغلبية السَّاحقة من صفحاته، بدءاً من الصفحة (86) وهو يعرض عبر ثمانية فصول كاملة موقف المملكة العربية السعودية ازاء قضية الإرهاب، من منظور ديني وتربوي وتاريخي واجتماعي وأخلاقي وإنساني ويَفنّد بالنص والدليل والاستقراء ما قيل ويقال، وما كتب ويكتب في بعض أوعية الإعلام الغربي عن المملكة، ممثلة في دينها ومناهجها التربوية ونهجها العام في المجتمع والحياة.
***
*ولذا، فإن تسمية الكتاب ب(خطاب إلى الغرب) لم تَأت من فراغ، ولم يكُن صدفة ولا عبثاً، وهو بحق محاولة موفقة وغير مسبوقة، تصدى من خلالها معدوه لأحاديث الإفك ضد هذه البلاد، ديناً وسيادةً وتاريخاً وشعباً، وكان لابد من وجود (خطاب) كهذا، يرد على الجاهل، ويبطل مكر المتجَاهل والمروِّج للباطل لغاية ظاهرة أو مستترة.
***
*وقد سُحْتُ ببصري وذهني عبر صفحات الكتاب، فألفيته قوياً بمادته، ثرياً في طرحه، ومقنعاً إلى حد كبير في معظم نتائجه واستنتاجاته، وكان معدو الكتاب موفقين في التمييز بين (فقه الجهاد) في مفهومه الديني والإنساني السوي، بدءاً بجهاد النفس عن الهوى، وبين ما يُلصَقُ به ظلماً وعدواناً من ظواهر الفتك والسفك والتدمير من لدن شراذم من البشر، حتى وإن (تدثروا) بالدين، أو ادعوا الوصل بمثالياته وشعاراته، وهم ليسوا من الدين في شيء!
***
*واعتقد أن هذا الخلط الخطير في مضمونه، والمدمِّرَ في نتائجه، هو الذي سوغ للجاهلين بالإسلام في الغرب عامة، وفي الولايات المتحدة خاصة فتنة اتهام الإسلام بما يفعله بعض السفهاء من أتباعه مما يرفضه الدين نفسه، نصاً وروحا وتطبيقاً، إذ ليس كل ما يفعله المسلمون .. إسلاماً، وليس كل ما يأمر به الإسلام أو ينهى عنه يتبعه المسلمون!
***
أما الغاية من الكتاب فهي، كما جاء في مقدمته، توجيه خطاب (إلى الغرب، وخصوصاً للأمريكيين، يستهدف إزالة سوء الفهم مع الإجابة على بعض التساؤلات التي أثيرت مؤخراً في وسائل الإعلام الغربية) (ص 16).
***
*وقد يسأل سائل: لماذا الاهتمام بتوجيه هذا الخطاب إلى الغرب، ويرد الكتاب بأن الغرب: هو (الأقرب إلينا نحن المسلمين، لكنه الأكثر إساءة لفهمنا وفهم ديننا) (ص 16).
*وأزيد على ذلك القول قولاً، فأزعم أن الغرب شئنا أم أبينا، هو جزء حيوي من معادلة التعايش والتكامل العولمي بيننا في هذه البلاد، وباقي أجزاء العالم، دون استثناء، وهذا لا يتنافى مع ثوابتنا الدينية والتاريخية، لكن عالم اليوم أضحى قرية صغيرة تتفاعل أطرافها عبر دينامية المصالح المتبادلة وتتأثر هي تبعاً بنتائج هذا السياق، ورغم ذلك، تظل (خصوصية) تلك الثوابت قائمة، أصلها في الأرض وفرعها في السماء لا تبور ولا تبلى بإذن الله.
***
*من هنا فان من الخير لنا وللغرب، تحقيق قدر أكبر من الفهم والتفهم لمكونات حياتنا ديناً وحضارة وتاريخاً وعادات وسلوكاً، كيلا نرجم في ديننا بظن السوء الذي لا يأوي إلى الحق في شيء، أو تؤذى شخصيتنا الإنسانية والتاريخية بما يضرنا ولا ينفعنا، اعتماداً على الجهل بنا، أو (توظيفاً) لعاطفة حاقد (يطوع) أشباه الحقائق وأنصافها لإيذائنا والإساءة إلينا.ولهذا الحديث صلة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved