Monday 16th February,200411463العددالأثنين 25 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

خطأ فادح.. يا روتانا خطأ فادح.. يا روتانا

  أصابتني صدمة عنيفة يوم الجمعة الماضية وأنا أتصفح الجرائد لأفاجأ باعلان لشركة روتانا عن شريط سيطرح في الأسواق يتزامن مع ما يسمى بعيد الحب (المزعوم)، المهم انني حاولت التركيز في الإعلان أكثر لربما أصاب عيني شيء من (الزوغان)، إلا ان الأمر تأكد لي بعد تلك الوردة الحمراء التي توسطت الإعلان والكتابة التي وضح من خلالها ان الشريط الذي طرح في الأسواق هو خاص بعيد الحب.. وما لبثت الصدمة ان اخذت راحتها في ذهني حتى جاءتني الصدمة الأكبر ومن (روتانا) أيضاً عبر قناتها الفضائية، وذلك ان يوم السبت الماضي (خُصص) ارساله لمواكبة هذا اليوم المزعوم تحت مسمى (يوم الحب).
ولأن شركة روتانا تُعد من أكبر شركات الإنتاج الفني بالوطن العربي، وتحتضن نسبة كبيرة من فناني العرب، كما أن لها قناة فضائية يشاهدها الملايين، وفي نهاية الأمر هي شركة (سعودية).
استغرب هذا الانجراف نحو هذا العيد المزعوم الذي أصاب بعض شبابنا (بأنيميا) حادة في التفكير ومعرفة الأصلح والأنفع.. أقول انني استغرب (مجاراة) هؤلاء بما يرضي أهواءهم لترسيخ مفهوم التغييب الذهني والعقلي لأبنائنا الذين أصبح (معظمهم مادة لزجة) تقبل ذرات الغبار القادم إليها من كل مكان في وقت تتكالب علينا (نوائب) الدنيا من كل حدب وصوب..
لم تفلح روتانا هذه المرة وهي (تروج) لعيد الحب المزعوم، ولم يفلح أيضاً القائمون عليها واعتقد أنهم من أصحاب الثقافات الغربية الذين يحاولون (قولبتنا) .. لم تفلح روتانا وهي تجعل من فضائها ساحة لتبادل رسائل (المهزلة) تحت شعار (عيد الحب).
ولم تفلح وهي تخصص يوماً كاملاً أو حتى لحظة واحدة لمساعدتنا في السبات العميق الذي حلّ بنا.
روتانا وهي القناة التي كان لابد عليها أن تصبح القدوة جاءت لتؤكد ما يدور في الأذهان (سراً) وعلانية من أن هؤلاء القادمين من الغرب ويتحدثون بلغتنا أصبحوا بلا شك هم مفاتيح (الأهواء) لدى بناتنا وأبنائنا.
ثم ان بعض الشباب هداهم الله أصبحو (مسخاً) يود التفاعل مع مجريات الحياة (السطحية) بل يتسابقون ويتبارون في ذلك عبر الفضائيات، كل منهم يحاول ( جاهداً) ان يثبت للعالم أنه لا يحمل في (جمجمته) دماغاً يفكر به تاركاً مهمة التفكير لهؤلاء الجهلة .
أود العودة لروتانا التي وزعت شريطاً في الأسواق ربما تهافت عليه مراهقو الفضائيات وزادت من (تعثرها) بتخصيص يوم كامل لعيد (فالنتينو) الهالك.. لاأقول انني هنا لأتحدث باسمي ولكنني نيابه عن (العاقلين) الذين (ضامهم) ما حدث ويحدث.
لا تسألوني عن باقي الفضائيات المتخصصة بالطرب ولكن لأن روتانا تهمنا جميعاً كان ما كتبت لها وللقائمين عليها أما باقي القنوات (فما لجرحٍ بميتٍ إيلامُ).


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved