Monday 16th February,200411463العددالأثنين 25 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وجهة نظر وجهة نظر
سعد بن فهد القحطاني

يجب أن نعترف بأن مشارف العصر تضع الإنسان أما حقائق ومعايير ومفاهيم جديدة... وأن قمة المعارف الإنسانية في هذا العصر وإن بدت مشرقة بكل إنجازاتها العلمية لكنها لا تعني أبداً وجود الإنسان الأفضل.. لهذا فإن تواجد الإنسان المسلم في هذا العصر لم يعد لحظة ولادة تضاء فيها شموع الفرحة ثناء ومدحاً.
حضور الإنسان المسلم أمر حتمي للغاية..تبرره مشاكل العصر وماديته وعودة الصراع الوثني والصليبي والإلحادي في أساليب شرسة تستهدف الأمور الآتية:
* إبراز تخلف الشعوب الإسلامية وحاجتها الماسة إلى مساعدة الشرق والغرب وافتقارها إلى تقنية العصر.
* تعميق الشعور بأن الإسلام لم يعد سوى مجرد طقوس لكنه لم يعد قادراً على بناء الحضارة العصرية.
* تمكين المفكرين الشباب من أبناء المسلمين بالتحصيل العلمي المادي في أجواء بعيدة عن الالتزام الإسلامي ومحاولة شد انتباههم إلى اشراقات العلم وتلاحق الحياة الغربية.
من هنا تبرز أهمية حضور الرجل المسلم مفكراً كان أو شاعراً أو كاتباً أو حتى متأملاً ... مسئولية حضور الرجل المسلم هي الجهاد الصادق بالمشاركة في اقتحام أقبية العصر دون توقف المشاركة بالفهم العميق لدور الإسلام في صناعة الإنسان وليس دور شعاراته...دور الإنسان المسلم الذي لا يحجبه عن الرؤية الواضحة لتعصب أعمى أو تقوقع داخل بيئة منفصلة عن قضايا العالم.
حضور الإنسان المسلم ومشاكله الذي لا تشغله سلبيات الشكل عن المضمون لا يتحرك جهده إلى تشنج أو تطرف.
لقد شهدنا خلال ربع قرن من الزمن قيام مؤسسات ومنظمات أسهم بعضها في إلقاء الضوء على رسالة الإنسان المسلم الذي يدعو إلى الله على بصيرة دون أن يتحول جهده إلى هدام سياسي أو عسكري استقلت فيه الوظيفة، أو تحول جهده إلى محاربة في ميادين وتحول البعض منها إلى نضال جانبي لم يكن الاجتهاد فيه قدرة في العمل الإسلامي الذي يواجه حقائق العصر.
الإسلام لم يكن في تشريعة إلا تنظيماً محكماً للحياة وتحقيقاً لممارسة الأحياء لدورهم في بناء حياتهم مع ارتباط دائم بمعادهم، الإسلام يرفض لن يكون مطلبه للأهواء والرغبات والنزعات لأنه لم يكن في يوم من الأيام وسيلة من وسائل الظهور الشخصي وإنما كان وسيلة حياة كريمة يشكل العطاء فيها الجانب الخير وتتحكم فيها البصيرة على العاطفة والحماس...الإسلام يفترض في المسلم أن يكون قوة بلا عنف وتواضعا بلا مهانة وعزة بلا صلف أو غرور.
أقول: العصر حقيقة. والفكر المادي حقيقة. والصراع المنظم والحملات المسعورة حقيقة. والإبداع في طرح المغريات حقيقة.
والإنسان المسلم في مسئوليته الجديدة القديمة هي المواجهة، مواجهة الحقائق بمعايشة حركة العالم...يواكبها...يتأمل فيها...يساهم في عمليات تحقيق رؤية الفرد المسلم،،
رسالة الرجل المسلم ان يواجه الحقائق لا أن يرفضها، وأن يستوعبها دون سلبية أو هروب...حتى نظل من مطلق الواقع على مشارف العصر...قال تعالى { كنتم خير أمة أخرجت للناس} كما وصفنا الله في محكم كتابه.

ص.ب157 الرمز البريدي 61914


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved