Monday 16th February,200411463العددالأثنين 25 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بعد 47 عاماً.. تونس زعيمة لأفريقيا بعد 47 عاماً.. تونس زعيمة لأفريقيا
الكرة العربية تعود للواجهة

* تونس - أ. ف. ب:
عانق المنتخب التونسي اللقب القاري بعد انتظار دام 47 عاما وتحديدا منذ انطلاق نهائيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم عام 1957 في الخرطوم من خلال تتويجه بطلا للدورة الرابعة والعشرين التي أقيمت على أرضه وتميزت بتألق الكرة العربية عموما والمغاربية بشكل خاص.
ولم يكن أحد يراهن على إحراز المنتخب التونسي اللقب حتى أن هدف الاتحاد التونسي مع مديره الفني الفرنسي روجيه لومير كان بلوغ دور الأربعة، بيد أن أطماع (نسور قرطاج) كبرت بعد تخطيهم السنغال في ربع النهائي ونيجيريا في دور الأربعة ولم تبق أمامهم سوى عقبة واحدة تمثلت في المنتخب المغربي، أحد أفضل المنتخبات في البطولة، فنجحوا في التفوق عليه وإحراز اللقب الذي طالما حلموا به خصوصا وانه كان الأقرب إليهم مرتين من خلال بلوغ المباراة النهائية وذلك عامي 1965 على أرضه عندما خسر أمام غانا، و1996 في جنوب أفريقيا عندما خسر أمام منتخبها.
كما كانت الاستضافة الثالثة لتونس للنهائيات ثابتة بعد فشله عامي 1965 و1994 لكنه نجح هذه المرة في أن يدون اسمه في سجلات المنتخبات التي نالت شرف الفوز باللقب فحذت بالتالي حذو الجارتين المغرب (1976 ) والجزائر (1990 ). يذكر أن تونس هي المنتخب الثالث عشر الذي ينال اللقب القاري.
وإذا كان المنتخب التونسي عانى الأمرّين في الدور الأول رغم كونه لعب في مجموعة سهلة ضمت رواندا والكونغو الديموقراطية وغينيا، فإنه أخرج كل ما في جعبته في الأدوار التالية وحقق انتصارات على أقوى المنتخبات القارية السنغال ونيجيريا والمغرب.
ولا يمكن الحديث عن إنجاز المنتخب التونسي دون التطرق إلى الدور الكبير الذي لعبه مديره الفني الفرنسي روجيه لومير الذي انتقم لنفسه على طريقته الخاصة بعد إقالته من الإدارة الفنية لمنتخب بلاده إثر الفشل الذريع في مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان معا.
ورد لومير على منتقديه حتى من أنصار المنتخب التونسي الذين عبروا عن تذمرهم منه قبل النهائيات بسبب النتائج المخيبة التي حققها في المباريات الإعدادية. ورد لومير الاعتبار لنفسه أولا من خلال الفوز على السنغال التي كانت حققت المفاجأة في المونديال بفوزها على فرنسا بقيادته 1 -صفر في المباراة الافتتاحية، ثم أسكت منتقديه بتحقيق الهدف المطلوب من الاتحاد المحلي ألا وهو قيادة المنتخب إلى دور الأربعة.
ولم يقف طموح لومير عند هذا الحد بل كسب الرهان الذي فشل فيه جميع المدربين الذين أشرفوا على منتخب تونس وقاده إلى اللقب القاري الأول في تاريخه، وبات أول مدرب يجمع بين لقبين قاريين مختلفين بعدما قاد منتخب بلاده إلى إحراز لقب بطولة أمم أوروبا عام 2000، علما بأنه أحرز كأس العالم عام 1998 عندما كان مساعدا لإيمي جاكيه.
ولومير هو ثالث مدرب فرنسي يحرز اللقب القاري بعد مواطنيه كلود لوروا وبيار لوشانتر اللذين قادا الكاميرون إلى هذا الإنجاز عامي 1984 و2000 على التوالي.
في المقابل، فشل المنتخب المغربي في إحراز اللقب الثاني في تاريخه بعد 28 عاما عن اللقب الأول في أديس أبابا، بيد أن بلوغه المباراة النهائية يبقى إنجازا في حد ذاته لأن أحدا لم يكن يراهن على ذلك.
وخرج المنتخب المغربي مرفوع الرأس لأنه كان الأفضل طيلة البطولة برأي جميع المتابعين وكان صاحب أفضل خط هجوم (14 هدفا) وأفضل دفاع (4)، وأبان لاعبوه الشباب عن إمكانات كبيرة.
وتألقت الكرة العربية عموما والمغاربية على وجه الخصوص وعادت إلى الواجهة بعد غياب 6 سنوات، ففضلا عن بلوغ تونس والمغرب المباراة النهائية، نجح المنتخب الجزائري في تخطي الدور الأول من مجموعة قوية ضمت الكاميرون حاملة اللقب في النسختين الأخيرتين ومصر وزيمبابوي.
ولفت المنتخب الجزائري بمجموعته الشابة الأنظار وكان قاب قوسين أو أدنى من بلوغ دور الأربعة بعدما تقدم 1 -صفر على المغرب قبل 6 دقائق من نهاية المباراة بيد أن الأخير تدارك الموقف وأدرك التعادل قبل أن يسجل هدفين في الشوطين الإضافيين ووضع حدا لمغامرة الجزائريين. وكانت هي المرة الأولى التي تبلغ فيها 3 منتخبات مغاربية الدور ربع النهائي لإحدى النهائيات.
ورغم خروجه من الدور الأول، فان المنتخب المصري ظهر بوجه جيد وكان فارق الأهداف مؤثرا في توديعه المنافسات لكن السبب الرئيسي يبقى خسارته المفاجئة أمام الجزائر 1 -2 رغم أنه كان صاحب السيطرة. ودفع المدرب محسن صالح ثمن خروج مصر وتقدم باستقالته وكان أول ضحية للدورة.
وتأكيدا لتفوق الكرة العربية اختير 6 لاعبين عرب في التشكيلة الثالثة للنهائيات هم: المغاربة وليد الركراكي وعبد السلام وادو ويوسف حجي، والتونسيان خالد بدرة ورياض البوعزيزي، والجزائري كريم الزياني.
واختير 4 لاعبين عرب في الاحتياط هم المغاربة خالد فوهامي (حارس مرمى) ونور الدين النيبت وجواد الزايري والتونسي سليم بن عاشور.
على صعيد المنتخبات الأخرى، عجز المنتخب الكاميروني بترسانته الزاخرة بالنجوم عن مواصلة سيطرته على المسابقة في الأعوام الأربعة الأخيرة وفشل في تحقيق حلمه بإحراز اللقب الثالث على التوالي والخامس في تاريخه (رقم قياسي).
ولم يقدم المنتخب الكاميروني العروض المنتظرة منه فسقط في فخ التعادل أمام الجزائر 1 -1 في المباراة الأولى وتغلب على زيمبابوي 5 -3 في الثانية وتعادل سلبا مع مصر في الثالثة، قبل أن تبدد نيجيريا آماله بفوزها عليه 2 -1 في ربع النهائي.
وثأرت نيجيريا من الكاميرون بطريقتها الخاصة وهي التي ذهبت ضحيتها 3 مرات في مباريات نهائية أعوام 1984 و1988 و2000 ، وكان فوزها الأول على (الأسود غير المروّضة) في تاريخ مواجهاتهما في النهائيات. بيد أن مشوار نيجيريا توقف في دور الأربعة بخسارتها أمام تونس بركلات الترجيح.
وخيبت السنغال وصيفة بطلة النسخة الأخيرة وصاحبة المفاجأة الكبرى في المونديال الأخير الآمال وخرجت من ربع النهائي. واستهلت مالي الدورة بامتياز وبلغت دور الأربعة للمرة الرابعة في 4 مشاركات في تاريخ النهائيات، لكنها أنهتها رابعة بعد خسارتين متتاليتين أمام المغرب صفر-4 في دور الأربعة وأمام نيجيريا 1 -2 في مباراة تحديد المركز الثالث. وكانت جنوب أفريقيا حاملة اللقب عام 1996 الخاسر الأكبر في البطولة بخروجها من الدور الأول.
وبدا واضحا نقص الخبرة لدى المنتخبات الضيفة على النهائيات وهي بنين ورواندا وزيمبابوي فخرجت من الدور الأول وإن كان الأخيران حققا فوزا معنويا في الجولة الثالثة الأخيرة. وحققت كينيا أول فوز لها في تاريخ النهائيات التي شاركت فيها 5 مرات وتحديدا منذ 1970. واختير صانع العاب نيجيريا أوستين جاي أوكوتشا أفضل لاعب في البطولة وكان صاحب الهدف الألف في تاريخ النهائيات.
وشهدت الدورة تسجيل 88 هدفا وهي ثاني أفضل دورة من حيث عدد الأهداف بعد عام 1998 التي سجل خلالها 93 هدفا. وتقاسم 5 لاعبين صدارة لائحة الهدافين وهم المغربي يوسف المختاري والنيجيري أوستين جاي أوكوتشا والكاميروني باتريك مبوما والمالي فريديريك كانوتيه والتونسي سيلفا دوس سانتوس.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved