Sunday 22nd February,200411469العددالأحد 2 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لما هو آت لما هو آت
وماذا...؟
د. خيرية السقاف

أمس لم يهدأ صوت رسائل هاتفي (الجَّوال),
مشاعر جميلة...
أحاسيس تنبض بالجَّمال...
دعاء يدرُّ المشاعر... ويغذِّي الأمل... ويرقى إلى الثِّقة في استجابة الإله...
كان أمس أوَّل يوم في أوَّل شهر في العام الهجري (1425هـ).
ربع قرن في القرن الخامس عشر من هجرة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم...
وتلك الذَّاكرة التي اختزنت قصة هجرة ابن عبد الله عليه الصَّلاة والسَّلام إلى يثرب واستقبال أهل يثرب له وصحبه الكرام رضي الله عنهم...
ودابته حيث مضت تسير حتى جلست عند دار الهجرة... موطئ الرَّسول العظيم... حيث أسِّست الدَّولة الإسلامية وارتقى شأن العرب بالإسلام...
ووضع لهم النِّظام الحياتي وفق تشريع إلهي لا خطأ فيه ولا زلل... يحصِّن الحدود، ويحمي الواجبات، ويمنح الحقوق، ويعزِّز السَّلام، ولكن...
الإسلام رسالة...
مناطةٌ مسؤولية مناصرتها بكلِّ من شهد بأنَّ لا إله إلاَّ الله وبأنَّ محمداً رسول الله، ورضي بأن يكون الإسلام دينه...
وتبارى في ذلك الصَّغير قبل الكبير...
والشَّاب قبل الشَّيخ...
والشَّيخ قبل الكهل...
والكهل قبل الهرم...
والأنثى إلى جانب الذَّكر...، والأبيض إلى جانب الأسود...
والقريب والبعيد... وتقاسموا اللُّقمة؛ والقطرة... والدَّار والأسرار...
الكلُّ فداءٌ لهذا الدِّين، فأعزَّهم الله به حتى انطلقوا من بقعة حدود ناقة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إلى أقاصي المعمورة شرقاً وغرباً وامتدَّت الدَّولة الإسلامية الكبرى لتسحق الجهل، والمرض، والفقر... عندما يكون الجَّهل برسالة الإنسان فوق الأرض، ويكون المرضُ هو الجهل بها ويكون الفقر في القلب وفي العقل هو فقر وعي وعلم ومعرفة، فلا غنى إلاَّ بالتَّقوى، ولا علم إلاَّ بالإيمان، ولا عافية إلاَّ بهما وبطاعة الرَّحمن...
أمَّا الدُّنيا فهي دار غربة لا تعدو الحياة فيها أن تكون إلاَّ كمرور عابر يستظلُّ المرءُ تحت شجرة ثمَّ يغادرها ويمضي...
و... و...
أفضت الذاكرة بما اختزنت، من كلِّ ذلك، وغيره، حتى فاض بي الشَّجن، ولاحقتني العبرات، وتسابقت الحسرات...
فقد جاء أمس ونحن مصابون بخيبات أمل كبرى... وكثيرة، وخسائرنا فادحة..., وجباهنا يكدِّرها دكنُ الفشل واليأس والخسران والفقر...
فأين أمَّة محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم قبل أربعة عشر قرناً من الآن؟
وماذا حلَّ بالمسلمين خلال الرُّبع القرن الذي نهض بعدها منذ فجر الأمس؟!
أكتب هذا...
ولا تزال حشرجة في حلقي...
ورسائل الهاتف لا تزال تطرق سمعي إشاراتها!!
فشكراً...
وشاركوني فتح بوابات الذَّواكر!!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved