Sunday 22nd February,200411469العددالأحد 2 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في مداخلة على رأي د. العمر في مداخلة على رأي د. العمر
كيف نعرف أنهم تعلموا ما نريد لهم أن يتعلموه؟!

لفت نظري مقال للدكتور عبدالعزيز بن سعود العمر في عدد هذه الجريدة الصادر ليوم الأحد 17 من شهر ذي الحجة لعام 1424هـ ، ذي الرقم 11455، لفت نظري إلى ثلاثة أسئلة أشار إلى أنها في حقيقتها تحديات جوهرية تشغل بال كل التربويين، وهي: ماذا نعلم طلابنا؟ وكيف نعلمهم؟ وكيف نعرف أنهم تعلموا ما نريد لهم أن يتعلموه؟ وتوقف- مشكوراً- عند السؤال الأول: ماذا نعلمهم؟ وأجاب عليه، ولعلي هنا أن أتوقف عند السؤال الأخير متجاوزاً السؤال الثاني لوقت يتسع لأن نجيب عنه مفصلاً، وسؤالنا الذي سنتوقف عنده هو: كيف نعرف أنهم تعلموا ما نريد لهم أن يتعلموه؟ أعتقد أننا لن نستطيع أن نقيس مدى تحقق هذا السؤال في واقع أبنائنا الطلاب إلا بإجراء اختبارات متنوعة، وعلى فترات متكررة، مرادي بإجراء الاختبارات المتنوعة أن يكون بمقدور المعلمين أن يتعاملوا مع أنماط متعددة من الأسئلة، ويأتي في أعلى قائمة تلك الأنماط: الأسئلة الشفهية الصفية التي يجريها المعلم محاوراً إياهم أثناء أداء الدرس وبعده، يكتشف من خلالها مدى فهم الطلاب من عدمه، وينبغي أن يعلم أنه لا تقتصر مهارة الأسئلة الصفية على حسن صياغتها والتنويع في مستوياتها الفكرية فحسب، بل تعتمد أيضاً على المهارة في إلقاء وتوجيه الأسئلة، ويمكن اعتبار مهارة إلقاء السؤال وتوجيهه من المهارات الاساسية والمهمة في تنفيذ عملية التدريس، وعاملا قويا في شخصية المعلم وقبول الطلاب له.
فقد يكون السؤال الذي تمت صياغته بطريقة مميزة مثيرا للتفكير فيه لدى الطلاب ، ولكن بسبب افتقار المعلم لأساليب توجيه الأسئلة تكون إجابات الطلاب ليست على الوجه المطلوب فيصاب المعلم بالاحباط، ظنا منه عدم فهم الطلاب له، وهنا تبرز ضرورة اتقان المعلم مهارة عرض السؤال وحسن صياغته، لأن صياغته من العوامل المؤثرة في الإجابة عليه.
ويعتبر كثير من التربويين أن عمق حصيلة المعلم في مادته وتمكنه منها يؤدي إلى زيادة قدرته على إعداد أسئلة جيدة ومتنوعة، مما يجعل المعلم قادراً على الموازنة بين مدى شرحه وطريقة عرضه للدرس والأسئلة المطروحة فيه.النمط الآخر وليس الأخير من الأسئلة التي تمكننا من معرفة أن طلابنا تعلموا ما نريد لهم أن يتعلموه، هو الأسئلة التي تمكننا من معرفة أن طلابنا تعلموا ما نريد لهم أن يتعلموه، هو الأسئلة التحريرية التي تجرى عليهم في منتصف الفصل وفي نهايته، أو حتى في قياس مستوى تحصيل الطلاب بين فترة وأخرى، وهذا النمط من الأسئلة يتطلب من المعلم أن يتدرب على طريقة بناء الأسئلة، ويصوغها بشكل يستطيع من خلاله أن يقف على مدى قدرة الطالب على التعامل مع مشكلات وقضايا ومسائل معينة، وتتطلب منه أن يبدي رأيه حيالها، ولكن واقع الاختبارات بعد إقرار مشروع الاختبارات التحصيلية يقتل جزءاً- وأقول جزءاً- من ذلك المطلب، فلا يكاد الطالب يكتب حرفاً واحداً في ورقة الإجابة سوى اسمه، في الوقت الذي تعتمد فيه الأسئلة على الاختيار من متعدد، وتهدف الوزارة من وراء ذلك المشروع إلى توحيد الأسئلة في كل المناطق والمدارس، وتقضى على ظاهرة التفاوت الواضح في وضع الأسئلة من قبل المعلمين.
وفي رأيي: ليس هذا هو الحل الأمثل للقضاء على تلك المشكلات، ذلك أننا أردنا أن نخرج من ضبابية لندخل في نفق مظلم لا نستطيع من خلاله أن نرى الواقع الحقيقي للطلاب، وبالتالي قد تكون مخرجات التعليم لدينا هشة ضعيفة.
ولكن قد يقول قائل : إن الاختبارات ليست مجالاً لأن يتدرب الطالب على التعامل فيها مع مشكلاته الحياتية ويبدي رأيه فيها، ولكني أقول له: نعم هو ذاك، ولكن الاختبار محك يضع الطالب في مكانه الصحيح، بل إنه مجال للتمايز بين الطلبة في قدراتهم العقلية وطرق تفكيرهم.

عبدالله بن خليفة السويكت/مشرف تربوي في إدارة التربية والتعليم في محافظة الزلفي


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved