Monday 23rd February,200411470العددالأثنين 3 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

قال.. عندما تغني من قلبك تضمن الوصول إلى قلوب المستمعين قال.. عندما تغني من قلبك تضمن الوصول إلى قلوب المستمعين
فنان العرب (الباهر)... يبهر هلا (فبراير)

  * متابعة - صلاح مخارش:
اصبح اسم فنان العرب محمد عبده لا يدرج إلا في ختام المهرجانات المهمة إن لم يكن في افتتاحها (أحياناً) اما ان تجد اسمه في المنتصف فذلك من المستحيلات!! ولن أقول لماذا أو أجيب على (لماذا) تلك لأن من يطرح مثل ذلك السؤال بالتأكيد انه بعيد تماما عن الفن ولا علاقة له بالفن إلا من خلال (الفيديو كليب) وما يحويه من خدش للحياء في أغنية اليوم أو علاقته تكمن في متابعة الأغنية (المزعجة) لحنا أو التي تحوي كلاما مبتذلا وذلك هو الحاصل في نسبة كبيرة للأغاني الآن!!
لذلك فإن (الفلتة) محمد عبده ومنذ أن انطلق قبل أربعين عاما سار على نهج واحد في فنه وهو احترام الجمهور وذوقه من خلال ما يقدمه من فن لذلك احترمه الجمهور كثيراً هنا وفي العالم العربي لذلك فإن غياب فنان العرب محمد عبده عن أي مهرجان كفيل بأن يفقد المهرجان التوهج الفني و(البريق) الإعلامي وبالتالي يخسر الجمهور المتذوق والمتعطش للأغنية الجميلة لذلك يحرص منسقو المهرجانات على (البصمة) الأخيرة وهي البصمة التي توثق النجاح ولا يتقنها إلا اسم محمد عبده وهذا ما تأكد خلال هذا الشهر (فبراير) وفي أربع عواصم عربية طار إليها محمد عبده في زمن قياسي لتأكيد نجاح المهرجانات فيها وهي حسب خط السير كانت الدوحة، دبي، المنامة، وأخيراً الكويت التي قدم فيها محمد عبده واحدة من أجمل حفلاته خلال مسيرته وأطرب الجمهور بتشكيلة غنائية امتع فيها الحضور الكبير على مسرح (هلا فبراير) والذي فاق الألفي، متفرج أو من شاهدها على الهواء مباشرة عبر قناة روتانا صاحبة الحق الحصري في النقل.
ولأن تلك الأمسية هي الأخيرة لفنان العرب محمد عبده خلال الشتاء ولأنها تأتي في ختام مهرجان كبير احتضن الكثير من نجوم الأغنية العربية في سبعة أمسيات كان ل(الفن) فرصة التواجد عن قرب لمتابعة الحدث الأهم في المهرجان وهو حفل محمد عبده في ختام الأمسيات الفنية للمهرجان ورصد الأحداث المتعلقة بتلك الليلة لحظة بلحظة بالكلمة والصورة.
محمد في الكويت
كان الجمهور والإعلام الكويتي يترقب وصول الفنان محمد عبده للكويت وغناءه على المسرح الذي غاب عنه العامين الماضيين وانه ومنذ انطلاق الأمسيات الفنية هذا العام في فبراير الكويت انطلقت اشاعة اعتذار محمد عبده عن المشاركة لذلك بدل المنسقون للحفلات الفنية التي قادها هذا العام منسق عام الأمسيات الفنية في المهرجان ومدير عام روتانا سالم الهندي كل ما في وسعهم لتأكيد و(انجاز) مشاركة فنان العرب محمد عبده لذلك كان الإعلان في وسائل الإعلام حول حفل ختام ومشاركة فنان العرب كنجم أوحد للختام قد بدأ مبكراً.
وصول الفنان محمد عبده إلى الكويت من البحرين يوم الاثنين الماضي وقبل الحفل بثلاثة أيام كان هو الرد والتأكيد ليس على المشاركة فحسب بل تأكيد بأن هذا الوصول المبكر لفنان العرب لأرض الكويت هو رغبته ونيته في امتاع الجمهور بحفل لن ينسى.
اثارة صحفية
في مطار الكويت ولحظة وصوله وجد الفنان محمد عبده في استقباله في المطار بالاضافة الى المنظمين الصحفيين الذين أمطروه بالاسئلة التي أجاب عليها بصراحة كانوا يريدونها منه فأعطاهم ما يريدون حتى خرجت جميع الصحف الكويتية في اليوم التالي تحمل (مانشت) متوافق وهو (لن أتعاون مع كاظم الساهر لأنه رفض الجنادرية).
** ومن أبرز ما قاله الفنان محمد عبده في مؤتمر المطار:
- مشاركة كاظم الساهر معي في حفل الدوحة الأخير كان باتفاق مسبق ومحدد، وليس هناك تعاون مع كاظم الساهر لأنه رفض التعاون معنا في الجنادرية.
- ظهوري في أكثر من مهرجان في وقت واحد ليس خطأ مني لأني ألبي دعوات جمهوري في كل مكان ولكن على القائمين على المهرجانات ان يراعوا الفترات الزمنية فالتباعد أفضل.
- بعد الدويتو مع ذكرى هناك مشاريع دويتو جديدة مطروحة كأفكار مع نجوى كرم وأصالة وأحلام.
- أحلام مسموعة بشكل أوسع من نوال الكويتية فأحلام منتشرة على الساحة العربية بشكل أوسع ونوال لا نقلل من مساحة انتشارها لكن ما في شك ان شهرة أحلام تفوقها.
- كل الفنانين يقدمون قديمهم ولكنني أقدم قديم القديم فأغنيات الستينات والسبعينات عندما أغنيها اليوم هي تكملة لهذه المرحلة وجيل اليوم عندما يسمعها الآن مجددة تصبح لديه فكرة عما كنا نقدمه ويسمعها كأنها حديثة بالنسبة له.
- شعبيتي جاءت لأني أغني من قلبي فالعامل الرئيسي للفنان هو أن يغني من قلبه لكي يضمن الوصول إلى قلوب المستمعين.
راحة وانفلونزا
في اليوم التالي لوصوله (الثلاثاء) خلد الفنان محمد عبده للراحة في مقر سكنه بالفندق ولم يغادره بعد أن شعر بمداهمة الانفلونزا له لذلك كانت المضادات الحيوية هي المصاحبة له في مكان سكنه ولم يلتق في ذلك اليوم سوى بوليد فايد ومتعهد الحفلات الشهير عبدالسلام عباس وعمر شلاح البركاتي الذي كان يتابع الأمور الخاصة لمحمد عبده وفي يوم الأربعاء أجرى الفنان محمد عبده بعد الظهر بروفة سريعة مع الفرقة الموسيقية باحدى صالات الفندق الذي يقيم به حيث تم تحديد الأغاني التي يشدو بها في الحفل.
بروفة و(ربكة)
ولقاء بغازي القصيبي
صباح يوم الخميس (يوم الحفل) خرجت احدى الصحف الكويتية تحمل خبراً عنوانه (هل يعتذر محمد عبده عن حفل الختام الليلة؟) ويلمح الخبر كما هو في العنوان إلى ان محمد عبده قد يعتذر عن الحفل نتيجة لتعرضه لنزلة برد حادة أصابته عند وصوله الكويت.
ذلك الخبر أربك اللجنة المنظمة وحتى الفندق الذي يقيم به الفنان واربك محمد عبده نفسه حيث كانت الاتصالات مكثفة من جميع الاتجاهات للاطمئنان على صحة محمد عبده ومعرفة مدى مشاركته في الحفل.
بعد ظهر اليوم نفسه يوم الحفل تواجدنا في مسرح الحفل حيث أجرى الفنان محمد عبده بروفة مع الفرقة الموسيقية حيث تواجدنا معه بحضور منسق الحفلات الفنية ومدير عام روتانا سالم الهندي واقتطع الفنان محمد عبده ساعة من وقت تلك البروفة حيث التقى بمعالي الدكتور غازي القصيبي في غداء جمعهما معا عاد بعدها لاكمال البروفة بالمسرح وكان د. غازي القصيبي يتواجد في الكويت لاحياء أمسية شعرية في اليوم التالي (الجمعة الماضية) ضمن فعاليات هلا فبراير.
الحفل.. الأمتع
قدم الفنان محمد عبده ووسط حضور جماهيري كامل امتلأ به المسرح مساء الخميس الماضي واحدة من أجمل وأمتع حفلاته التي أطربت الحضور والمستمعين والمشاهدين حيث غنى وبتألق وانتشاء في الحفل تسع عشرة أغنية على جزأين حيث غنى في الجزء الأول من الحفل الذي بدأ في العاشرة والنصف (أنشودة المطر) للشاعر العراقي بدر شاكر السياب في ما يقارب الأربعين دقيقة هي المدة لهذه الأغنية التي يغنيها لأول مرة في الكويت.
وقد أنصت له الجمهور وبانسجام تام استمع الحضور لهذه الأغنية وبعدها شدا الفنان محمد عبده ب(جمرة غضى) و(عيوني حزينة)، (مذهلة)، (من بادي الوقت)، (الله يخليك)، (انت محبوبي)، (بنت النور)، (البساط أحمدي)، (السيل).
وفي الجزء الثاني قدمت مذيعة الفضائية الكويتية حليمة بولند محمد عبده بمطالع ثلاثة من أغنياته التي سيشدو بها في الجزء الثاني حيث غنى (ماعاد بدري)، (شبيه الريح)، (أنا حبيبي)، (ليت ربي ما كتب لحظة وداع)، (المعازيم)، (البراقع)، (قلبي يا للي)، (يا مستجيب للداعي)، (لنا الله).
رحلة العودة
في رحلة العودة من الكويت الى جدة عصر يوم الجمعة الماضية على الخطوط الكويتية التي تحمل الرقم 785 كان محمد عبده أيضا نجماً في تلك الرحلة من خلال نظرات المسافرين له عن قرب وعن بعد بل إن الكثيرين منهم فضلوا مصافحته قبل ان تقلع الطائرة!!
محمد حمل معه في شنطة الصحف بالطائرة قبل أن تغادر مجلة وصحيفة تحملان الطابع السياسي في مضمونها واخذ يتصفح ما يبعده بعض الشيء عن (الفن) حيث ارتدى نظارته الطبية بعد ان تناول كوباً من العصير واعتذر عن تناول الغداء حيث إنه اشار إلى أنه قد تناوله في مقر السكن. كانت قراءة محمد وأنا اتابعه في زوايا الكتّاب وخاصة النخبة منهم والمرور بسرعة على الأخبار المثيرة.. وعندما حطت الطائرة في مطار جدة التقينا مرة أخرى بجوار نقطة الجمارك كانت عربة محمد عبده تحمل حقيبتين وصندوقين خشبيين مغلفين بحرص كغيره على أن يمرا بجهاز التفتيش حتى عادت مرة أخرى الى عربته التي هم بدفعها بيده..
في هذه اللحظة وقف بجواره عمر شلاح قائلاً: (عنك يا بوعبدرالرحمن) نظر له محمد وابتسم فقط وواصل ثم اتى عبداللطيف إدريس وهو من فرقة محمد قال له (عنك يا أستاذ) في محاولة منه لدفع العربة عنه حتى مغادرة الصالة ابتسم محمد له وقال: شكراً وواصل سيره بجواره زملائه أعضاء الفرقة بدفع العربة دون غطرسة فيما كانت أعين الناس تراقبه .
وكان يرد بابتسامة وتحية على كل من يسلم عليه وهذا هو (فنان العرب )الذي (وصل ) بتواضعه وبساطته لكل العرب يقدم درساً آخر بعيداً عن (النقل المباشر)!!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved