للرياضيين فقط
دعوة للاستثمار الكروي..!!
د. صالح بن أحمد العبود*

همسة في أذن البلوي هو عنوان المقالة السابقة التي تحدثت فيها عن الجوانب السلبية لسياسة البلوي في شراء لاعبي الأندية الأخرى وتكديسهم والتي قد تعصف بتطلعات العميد وجماهيره وتحول دون تحقيق أهداف رئيسة إذا ما كان الهدف من هذه السياسة فقط البروز الإعلامي أو التقليل من فرص الفرق الأخرى التي تم شراء اللاعبين منها في التغلب على الاتحاد عند مواجهته أو منافسته على البطولات في غياب حاجة الفريق الحقيقية لهذا الزخم الهائل من اللاعبين.. وفي نهاية تلك المقالة ذكرت ان لدي اقتراحين يمكن الأخذ بهما لتطوير الكرة السعودية والاستثمار فيها.. ولكني سأقدم هنا اقتراحاً واحداً فقط يمكن للبلوي أو لأي مستثمر رياضي سعودي تبنيه. اما الاقتراح الآخر فسيصل بإذن الله الى يدي الرجل الوحيد الذي - حسب اعتقادي الشخصي - يستطيع تبنيه وانجاحه وإظهاره بالصورة التي أتمناها من جميع الجوانب التربوية والرياضية.. والاقتراح الأول هو مشروع استثماري له مكاسب مالية مضمونة بإذن الله وسيتيح فرصاً كبيرة للاعبين السعوديين للاحتراف في الخارج وتقديم اللاعب السعودي للأندية الأوروبية مما سيعود على اللاعب السعودي بالتطور في المستوى والوعي الكروي وسيخدم المنتخب الوطني ايضاً.. فاقتراحي هو شراء أحد الأندية في الدرجة الثانية أو حتى الثالثة أو الرابعة في أحد الدول الأوروبية المتقدمة في اللعبة كإيطاليا أو إسبانيا أو فرنسا، أو حتى تأسيس نادٍ جديد إذا أمكن ذلك وفتح المجال للاعبين السعوديين سواء المسجلين حالياً في نادي الاتحاد أو في الأندية الأخرى والراغبين في الانتقال للاحتراف في الخارج مع ضم بعض اللاعبين الأجانب للفريق. فبالتخطيط الجيد قد يتدرج هذا الفريق بالصعود كل موسم من درجة لأخرى ويصعد لمصاف الأندية الممتازة ويتيح فرصاً كبيراً لتقديم اللاعب السعودي لمستواه الحقيقي بعد تغلبه على العوامل المختلفة التي أعاقت في السابق احترافه خارجياً..
وبعد ان تحقق هذه الفكرة أهدافها بتقديم اللاعب السعودي أوروبيا وتعرف سماسرة الكرة عليهم يمكن عندئذ بيع النادي إذا رغب المستثمر ذلك ولنا في تجربة رجل الأعمال المصري محمد الفايد مع نادي فولم Fulham الإنجليزي مثال جيد على تجربة كروية استثمارية لشراء نادٍ متواضع المستوى والصعود به الى الدوري الممتاز حيث أعلن شراء ذلك النادي الذي ارتبط تاريخه باسمه في 29 مايو 1997.
وصعد به من الدرجة الثالثة الى الثانية فالأولى واخيراً الى الدرجة الممتازة في زمن قياسي جداً واصبح اليوم من الفرق التي تعمل لها الأندية الممتازة ألف حساب.
وهذه التجربة الحية المليئة بالعبر قد تكون رؤية لكيفية استثمار رجال الأعمال السعوديين كروياً ليس فقط بهدف فتح طريق الاحتراف الخارجي للاعبين السعوديين وتطوير الكرة السعودية ولكن لتحقيق الربح والاستثمار المالي ايضاً.. كما ان تجربة الفايد الاستثمارية قد تعد ايضاً نموذجاً جيداً للخطوة الأولى نحو الاستثمار الكروي الداخلي ولبنة من لبنات خصخصة الأندية السعودية في المستقبل.