Tuesday 24th February,200411471العددالثلاثاء 4 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

متى نعي قواعد السير وآداب المرور؟ متى نعي قواعد السير وآداب المرور؟
عبدالله بن حمد الحقيل

تزايدت في الآونة الأخيرة الحوادث المرورية وتفاقمت حيث باتت تشكل هاجساً خطيراً، وأصبح ضحاياها كثيرين، وكم يحتاج شبابنا إلى المزيد من التوعية لتنشيط المسؤولية الشخصية لديهم ليدركوا أن قيادة السيارة أخلاق وسلوك وليست عملا عشوائياً بل هي نظام وأدب وأخلاق بل منظومة انسانية وأخلاقية وحضارية وسلوكية.. لقد أكرم الله بلادنا بخيرات كثيرة ننهل منها ونسعد بثمراتها وما كان ذلك إلا بتوفيق الله ثم بالجهود المخلصة، ولقد قطعنا شوطاً كبيراً في الوعي والرقي والحضارة والعلم، وينبغي ان ينعكس ذلك على سلوكنا وتعاملنا وقيادتنا للسيارة. والسؤال الذي يرد على الذهن كثيراً: لماذا هذا التسابق والعناد والمكابرة والتمرد على أنظمة وقواعد السير ومضاعفة السرعة من قبل البعض ممن نزعت الرحمة من قلوب أكثرهم والأخلاق من نفوسهم؟.. ولماذا لا نكف عن تسليم هؤلاء المراهقين والأحداث سيارات يلعبون بها تزيدهم غروراً واستهتاراً يجوبون بها الشوارع كيفما اتفق، وأصبحت وبالاً عليهم؟.
لقد رزقنا الله نعمة العقل والخلق فيجب ألا تتغلب عواطفنا على عقولنا وألا تتغلب نزواتنا على أخلاقنا، لقد أصبحت حوادث السير تجر أشكالاً وألواناً من الحوادث المؤلمة، وللأسف لا ننتبه كثيراً ولا نتعظ، بل نتأثر وقت الحادث ثم ننسى بعد ذلك. فكم من سرعة وتهور واختراق اشارة المرور وهي حمراء أعقبت حزناً وألما وحسرة وأسفا.. فما الداعي للعصبية والتباهي؟.. ولماذا نطلق العنان لبوق السيارة في أوقات الراحة والهدوء لمناداة صديق أو سواه؟.. فلماذا الإزعاج للآخرين وفيهم المريض والطفل والشيخ الكبير نحرمهم من السكون وننغص عليهم هدوءهم وراحتهم في سكون الليل العميق؟.
رحم الله أسلافنا فقد أفرد صاحب كتاب «العقد الفريد» فصلاً سماه «أخبار الممرورين والمجانين» وكذا النيسابوري ألف كتابا سماه (عقلاء المجانين) ترجم فيه لعدد من الناس، ولو كان موجوداً معنا اليوم لألف كتاباً آخر باسم (مجانين السيارات ومرضى النفوس).. فلنكن يا أخي قدوة حسنة لغيرنا في احترام قواعد السير ولنحرص على فضيلة الخلق والأدب والذوق والمروءة وأن نبتعد عن الصفات الخلقية السيئة التي تسلب قوة السيطرة على النفس مما يتعارض مع التفكير الصحيح والمنطق السليم ولنتق الله في أنفسنا فلا نفرط فيما أتانا الله عبثا.
إن محافظتنا على النظام وتقدير الجميع للمسؤولية والابتعاد عن التهور والسرعة والإدراك للواجبات لدليل على الوعي والذوق والخلق، وإن مخالفة الانظمة واستفزاز رجال المرور بقول أو فعل وعدم الاكتراث بالقواعد المرورية الموضوعة لصالح الجميع لدليل على تهاون البعض واستهتارهم وتسببهم في وقوع الحوادث المؤلمة التي كثيراً ما راح ضحيتها أبرياء من اطفال ونساء وشيوخ وشباب بل وأسر بكاملها، - حمانا الله من الحوادث وكوارثها -.. فما أجمل ان نتحلى بالخلق والأدب والذوق والصبر والحكمة خلال قيادتنا للسيارة ومراعاة الأنظمة وتطبيقها بكل وعي وحرص وعناية واهتمام حفظاً لآداب المرور ومراعاة للسلامة التي نسعى إليها جميعا وننشدها.
وبعد: فلنحرص على تنمية الوعي المروري لما له من أثر وفائدة ولتحقيق الغاية التي يتطلع إليها الجميع ونتجنب كل ما يتنافى مع ذلك ونحرص على ربط الحزام والفحص الدوري اطمئنانا على السلامة. رافقت الجميع بتوفيق الله السلامة، وبالله التوفيق وهو الهادي إلى أقوم طريق.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved