Tuesday 24th February,200411471العددالثلاثاء 4 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وللرشاقة وجه آخر وللرشاقة وجه آخر

لقد ظل وإلى وقت قريب في معظم المجتمعات العربية والإفريقية مفهوم مختلف للبدانة لكلا الجنسين وإن دلت إنما تدل على غنى المائدة وقلة الحركة والنشاط والتي هي بطريق غير مباشر دلالة على الغنى والجاه وكثرة من يقومون على خدمتك, عدا إنها علامة من علامات الجمال كانت وما زالت لدى نفس المجتمعات.
وفي الآونة الأخيرة وبعد أن ارتبطت بعض الأمراض بالبدانة وزيادة الوزن ومع التوعية الصحية بدأت نفس المجتمعات في السعي لتغيير ما يمكن تغييره وقد ركزت فئة النساء على موضوع الرشاقة وما أن انقلبت الآية إلا وبدأت تأخذ منعطفاً أخر سلبياً وهو النحافة.
تعرف النحافة بأنها التناقص غير الطبيعي للنسيج الشحمي وقلة الوزن عن المعدلات الطبيعية وتناقص نمو العضلات والعظام المصحوب بفقدان اللياقة وبروز عظام الوجه والكتفين وصغر بنية الحوض وخاصة الشابات صغيرات السن لما يأخذوه من غذاء غير متكامل. أما إذا قارنت النحافة بالرشاقة فنجد أنها تعني متوسط الوزن على حسب الطول و بنية الجسم والجنس مع اللياقة والصحة التامة بالإضافة إلى انتظام النمو وتناسق القوام وخلو الجسم من الأمراض.
وإذا بحثنا في موضوع النحافة نجد أن هناك أسباباً رئيسية تؤدي إلى ذلك ومن أهمها العامل الغذائي والعادات الغذائية السيئة والتي تعني أننا لا نأخذ الكمية والنوعية المطلوبة وأيضا لا ننسى العامل الوراثي إذ انه ليس هناك جين معين مسؤول عن ذلك إلا انه ثبت أن حجم الجسم وشكله يورث من الأبوين للأبناء. كذلك العامل المرضي ويكون ذلك في حالات اضطراب الجهاز الهضمي وسوء الامتصاص والأمراض التي لها علاقة مباشرة بالهرمونات مثل نشاط الغدة الدرقية وكذلك الأمراض المعدية والمزمنة.كما يكون النشاط والحركة الزائدة من أهم العوامل التي لا يمكننا تجاهلها إذ انه في هذه الحالة يكون المستهلك من السعرات الحرارية أكثر من المأخوذ. ولا يفوتنا إدراج الحالة النفسية و أنظمة الحمية القاسية ضمن الأسباب الرئيسية للنحافة. وإلى حد ما يعتبر التدخين ضمن هذه العوامل.
للفصل بين مفهومي الرشاقة والنحافة يجب أن ندرك أولاً وأخيراً بأن التغذية الصحية السليمة و النشاط البدني هم أهم ركائز ما نصبو إليه للجنسين رجالاً كانوا أم إناثاً و عليه يجب على الفئتين الاطلاع أكثر والتبحر في المعرفة في المعرفة قبل خطو أي خطوة قد تكون عاقبتها غير سليمة ولا مانع من استشارة ذوي الخبرة في هذا المجال لتفادي أي مضاعفات أو سلك طريق يؤدي إلى ما لا تحمد عاقبته.
ودائماً وأبداً نقول العقل السليم في الجسم السليم والجسم السليم من الغذاء السليم والغذاء السليم من المفهوم السليم والمفهوم السليم من الإدراك و التوعية السليمين, سلمنا الله وإياكم و عافانا.

رباب كنني
أخصائية تغذية علاجية/ عالم الحمية -مستشفى المركز التخصصي الطبي


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved