Friday 27th February,200411474العددالجمعة 7 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

من كل بحرٍ قطرة من كل بحرٍ قطرة
وسيلة محمود الحلبي /عضو هيئة الصحفيين السعوديين كاتبة ومحررة صحفية

إنه شاعر:
اشرق في عيده شمساً ناصعة الشعاع، انطلق صوتاً في زخم يتردد صداه في كل الارجاء ، صوت يزهو بالحسن، يعلو فيسمو، ويستحيل الى حس يلامس القلوب، ويداعب المشاعر، انه شاعر يتألق حيوية وابداعاً، ان له قلب شاعر انسان، وقد وجه شعره للانسانية فقال:


كأني طاف بي ركب الليالي
يحدث عنك في الدنيا وعني
على أني أغالط فيك سمعي
وتبصر منك غير الشك عيني
وما أنا بالمصدق فيك قولاً
ولكني شقيت بحسن ظني

انه الشاعر الأمير عبدالله الفيصل، الذي حظى بمكانته الدولية والعربية، انه شاعر ( محروم)، انه شاعر يشتاق الى صدرٍ يشعر في دفئه بالحب والامان، فهو لازال يقول الشعر كطائرٍ غريد يرفرف بجناحيه في شوق وجذل، فقد صفق له الباريسيون لصدق عواطفه، ونال منذ عشرين عاماً تقريباً وسام التقدير الباريسي العالي عن ديوانه ( ديوان الحب)، كان لابد ان يكون كذلك، وكيف لا؟! وهو الأمير عبدالله الفيصل الذي يتغنى بشعره الكثير.
- الصورة:
اذا اهدى احدنا الى صديقه صورة كتب عليها العبارة الشائعة ( اذكرني فالذكرى ناقوس يدق في عالم النسيان)، ونلاحظ ان كل الصور المهداة مكتوب عليها هذه ( الكليشة)، وكأن عواطفنا واحدة واحدة واحاسيسنا واحدة.
واختلف الزمان وضاعت اشياء كثيرة، ولم تعد الصورة هامة جداً لكي تُهدَى، أو تترك عند صديق. حيث اصبحنا اذا ما التقى احدنا بالاخر يحاول ان يتذكر اسمه فيظهر عليه الحرج.
أو يسلم احدنا على الاخر ويسأله: فا.. كر.. اس م..ي..
فيبدو عليه الحرج أيضاً وكذلك عليها اذا وُجِّه لها نفس السؤال. ويحاور احدنا الاخر في معرفة الاسم..
شيء غريب.. أليس هذا زمن العجائب.
- الفانوس والناموسية:
كانت والدتي - يرحمها الله- تدخلنا بعد صلاة العشاء في الناموسية، وتبدأ في صفنا واحداً الى جانب الاخر، وتغطينا كل اثنين ببطانية واحدة.. وتبدأ تعني لنا.. وتقص علينا الحكايات، ثم تبدأ البسملة، وما تكاد تنتهي من قراءة آيات الله البينات حتى نكون قد بتنا في سبات عميق، ثم تخرج رأسها من الناموسية لتطفيء الفانوس، وتنفخ على الفتلة جيداً لينطفيء اللهب في السراج، وكنا مرتاحين مسرورين مطمئنين. واليوم يؤذن الفجر ولايزال الاولاد يعلبون (بالريمونت كنترول) ليشاهدوا البرامج المخجلة والمؤسفة والمدمرة لعقولهم والمخلة بالآداب والذوق العام.
اما نحن الكبار ويا للاسف فأكثرنا ينام وقد ترك مصابيح الاسوار، والبوابات وعزف النوم والخدم والسائق والحارس والحديثة والنافورة مضاءة.
ومع كل هذا.. فأكثرنا غير مرتاح..
فسبحان الله..
- نبضات قلم:
ابحث عن زماني الذي ضاع في دروبك يازمن الارجوان، ابحث عن عيش الفرح الذي تراءي لي كنجمةٍ تعرج في الافق، واكتفي من زماني، ومن دربك الطويل بالحلم خارج الزمان.
اتوه في شعاب الذين كانوا، الذين امتطوا صهوة الشقاء بحثاً في الدروب العسيرة عن ومضة الفرح يازمن الارجوان.. قد كان هناك فرح تعطر من لقمةٍ نظيفة، من كركرة طفلٍ لم يفطم على حليب مجفف.
وقد كان هناك فرح ينبت ياسميناً ليلكياً فوق خطواتنا التي خلفناها على الدروب، وراءها نسير، ويداً بيد ننبش الاحلام الوعرة.
ونلم نتفاً كثيرة من الغيوم البيضاء المولية، ونصنع منها مخدةً للطفل، ومريلة للمدرسة تحلم بها الصغيرة، ونصنع منها كمشة تذوب حلاوة من شعر البنات وعباءة مقصبة.
نصنع منها ذرات ساعة رملية هاربة، وساعة حائط مبذولية تبعثر الفرح في كل المزايا مع كل رنةٍ مجنونة، كم كانت الذرات الرملية حلوة وهي تنقلب داخل الساعة الرملية، وكم كان الزمان رحباً رغم ضيق مساحات وادوات الحلم.
يازمن الارجوان.. يامن ضيعته الدروب
وخنقته الجدران، اما من متسع في الجدار لتوسيع النافذة.
- وبعد:
الوجوه التي تستحم بشمسٍ تحن الى رملها
وتفيء الى نخلها في الهجير
فتحدولها.
البلاد لها ضفتان، على ضفة تتسامي المدينة فوق ذري الزمان
وفي ضفة تتنامي البراعم بيضاء
ثم تخب على الارض مصبوغة
بدماء الورود
وتجدل نهراً على الضفتين
فتقرأ وجه البلاد
- همسة:
التضحية في سبيل من نحب هي قمة العطاء.
والعطاء بدون حساب هو الحب الحقيقي.
والحب الحقيقي في أن نذوب ليعيش من هم
اغلى من الحياة.
للتواصل:تليفاكس 012317743


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved