Friday 27th February,200411474العددالجمعة 7 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ما زلت أراها عند ثقوب النوافذ ما زلت أراها عند ثقوب النوافذ
فوزية ناصر النعيم / عنيزة

مازلت اتنفسها في كل الأماكن... لازلت اراها في الطرقات وخلف الأبواب وعند ثقوب النوافذ.. إنها مضاوي حبيبة قلبي... وروح قلبي وأنفاس أشهقها لتكون برداً وسلاماً رغم أعاصير الألم... كل شيء يذكرني فيها رغم أنها لم تطف بي دائرة النسيان لحظة واحدة... حتى (سيدة) تلك الخادمة التي كانت تقاسمها اللحظات وتسهر على خدمتها... حينما رأيتها اهتزت داخلي أركان كنت أرممها قبل برهة من الوقت.. من اجلك أنت يا حبيبة قلبي استجمع كل قوتي واقفة شامخة لئلا اترك للحزن مداخل قد تؤذيك..وفي كل مرة يجد الحزن ثقباً لينال مني.
أيقنت ايتها الحبيبة انه لا مفر.. فحبي لك يتزايد مع اللحظات ويزداد معه ألمي برحيلك.. رحلتِ ولم تتركي لي شيئا من رائحتك فأصبحت استنشقك في كل شيء حتى في أنفاس عواطف وخطوات إبراهيم ونظرة ماجد وتمتمات لولوة وهي تسبح بحمد ربها وتستغفر.. رحلت دون ان يكون بين أضلعي بقايا من جسدك الطاهر احتضنه كلما اشتد بي الحنين يا حبيبة قلبي.. اعذريني إن قصرت مع أبنائك من أجلك فأنا لا أقوى على رؤية الأماكن التي كنت تقطنيها.. اتعذب كثيراً كلما غدوت إلى مسكنك.. اتعامل مع الأشياء على انك لا زلت تسكنيها.. ابحث عن حذائك أمام المدخل لئلا تبذلين جهداً في البحث عنه.. افتش عن عباءتك.. اتذكر حينما كنت استدل عليها بين عدد كبير من العباءات استنشقها وأعرف رائحتها واقسم انها عباءتك فرائحتها تدخل قلبي ثم يعرفها أنفي.. أبحث عن سطل اللبن الذي كنت تصرين عليّ أن أحمله عن أمي.. وتحلفين أن اتذوقه.. كنت لا أحب لبن البقر.. ولكنني اتذوقه من أجلك.. اقسم انني أجد رائحتك حتى في اللبن!!
وفي تلك الدكة التي كنت تجلسين فيها هرباً من حر الصيف.. كان بيني وبينها وقفة ألم.. ناجيتها حزناً وحلفتها برب العزة عن ماذا كنت تحدثينها حينما تجلسين بين كنفاتها.. اقسمت عليها ان تخبرني عنك فأنا اشتاق لك وللحديث عنك كثيراً.. استحلف الأطلال وأنا استعيد معها كل بصماتك حتى هاتفك الذي يقطن قرب فراشك في تلك الصالة الخاوية أجد عليه آثار أصابعك اقبلها فامحو الأثر ثم ابكي على الآثار التي فقدتها.. كيف حينما ابكيك ايتها الحبيبة لقد تفطر قلبي كثيراً وكأنك الآن تبدئين الرحيل.
أسأل الله لك نعيماً مقيماً.. وجنة عرضها السماوات والأرض وثباتاً ليس بعده ثبات.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved