Friday 27th February,200411474العددالجمعة 7 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ميادين ......... ميادين .........
مع فرسكم الحزينة .. ارفعوا رايات الحداد على فروسيتكم !!؟
عايض البقمي

ما ان تطل هذه الأيام.. حتى تكون فرسنا الحزينة على موعد مع عريس جديد.. حيث تكمل زينتها ورونقها وبهاءها, وتستجمع طاقاتها وتأهيلها النفسي فتكون مرتاحة ومنشرحة في وجه الخاطب الجديد الذي يصهل على الأبواب.
هذه هي الحال في كل عام.. لكن يبدو ان عامنا هذا غير!! فكل من شاهد الفرس العروس أيقن ان أحوالها لا تسر صديقاً أو عدواً, أصحاب حب الاستطلاع الذين لا يقاومون رغبة المعرفة اقتربوا من العروس ليستطلعوا الأمر.. فكانت الإجابة من ساكنة الغرفة الحزينة تأتي عبر ناظريها.
قالت الفرس في بوح حزين متسائلة: ماذا عسى أرحام الأفراس تقدم في زمن مازال فيه الأبناء السابقون بين عاطل وبين متبطل؟
ماذا عساها تنجب وكل أبنائنا السابقين يصطدمون الآن بالأعداد الهائلة المشاركة في عملها والكثير منهم أسرى القرعة ترمي من ترمي فيهم خارج أسوار النادي.. وكيف يكون الإنجاب وأبناء آخرون لم تعد مدينة المزاد خصبة حتى يتمكنوا من الخروج منها إذا لم يجد أغلبهم نظرة تدل على رغبة في الخطوبة او نية في السوم.. بل لم يبدو أي امل في أي مردود مالي يجبر كسر من يصرف على رعاية هؤلاء الأبناء من أكل وشرب ورعاية بيطرية وغير ذلك.
كانت دموع الفرس الأم ساخنة كالحمم وهي تتحدث عن واقع ابنائها ومستقبلهم غير المعلوم الذي تبدو سماؤه قاتمة.. وهاهي تجفل من فكرة أية خطبة بعد أن رأت بعينيها موسم التزاوج لهذا الموسم والاستعداد له بشكل يختلف تماماً عن الأعوام الماضية.
لا نستطيع أن نخفي تعاطفنا مع الفرس الحزينة, فبدءاً من رسوم الابن الرضيع مروراً بمدينة المزاد المخيفة, وانتهاءً بالقرعة ومفارقاتها العجيبة! كلها خطوات تجعل الفرس محقة في حزنها ونفورها من الإنجاب وعدم قدرتها على التفاؤل بالمستقبل.
هذا هو الوضع القاتم الذي تعيشه الأفراس والمنتجون هذه الأيام, حيث إن هؤلاء المنتجين باتوا يعيشون أوضاعاً غير مستقرة وغير قادرة على التشجيع للاستمرار في عملهم بالمجال الفروسي نحن هنا نصدح بالحقيقة انطلاقاً من رسالتنا الصحفية, وبعيداً عن التلميع الخادع للصورة الواقعية التي ظللنا نتفاداه في رسالتنا للقارئ العزيز.
نعم نحن نصدح بالحق ونقول بالفم المليان هذا هو وضع فروسيتنا القاتم وحتى لو تجاهل المسؤولون ما نقول أو غضوا الظرف عما نكتب فلن نكن مثل اولئك الذين لا هم لهم إلا الظهور وتتبع فلاشات التصوير ولو على حساب مصالحهم وأهدافهم الشخصية, إنه منهج الصدق، ذلك المنهج الثابت الذي ارتضيناه لأنفسنا ولرسالتنا الواضحة هدفنا ان تكون الفروسية في مكانها اللائق بين رياضات الوطن وهدفنا أن نكون عند حسن ظن كل الغيورين على الفروسية في المملكة.
إن أوضاع الخيل وملاكها لا تسر, واذا استمرت هذه الأوضاع على ماهي عليه فإن ظاهرة هجرة الكثير من الملاك وابتعاد آخرين منهم ستضيف المزيد من الجراح في الجسد الفروسي وسينهمر النزيف منه وحينها لن نقول سوى ما قاله الكثيرون قبلنا :إن مزارع الخيل بالجنادرية تقرئكم السلام وحالها لا يقل حالاً عن الأحياء الفقيرة. بعد أن أصبحت الجنادرية بمنأى عن وسائل الحياة العصرية من كهرباء ومواصلات وماء.
تُرى هل تريدون من فرس قابعة في إحدى مزارع الإنتاج ان تتزين لخطيبها مع كل الواقع المرير الذي تعيشه ويعيشه معها الذين يرعونها ويصرفون عليها؟
ان المتوقع والحال كما ذكرنا ان ترفع هذه الفرس (رايات الحداد حتى تنفرج الحال عليها وعلى أهل الخيل وعسى ان نسمع مع اطلالة العام الهجري الجديد تباشير الغيث لأحوال الفروسية بعد ان ظلت الغيوم لا تعطي سوى الأحلام والوعود والأوهام دون هطول.
المسار الأخير


الذيب لا منه عواء
جاوبه ذيب


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved