Sunday 29th February,200411476العددالأحد 9 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ما المقصود بثقافة الطفل؟ ما المقصود بثقافة الطفل؟

أصبحت عبارة ثقافة الطفل تتردد في المجتمعات العربية في السنوات الأخيرة، دون أن يعي البعض معنى حقيقياً لها، فالغالبية العظمى تعتقد أنها تعني ما يتعلمه الطفل في مدرسته ومدى الوعي الذي يحصل عليه من خلال تحصيله العلمي وقدرته على استيعاب أكبر قدر من المعلومات التي يتلقاها هناك.
ولا يعتقد هؤلاء أن للطفل مستوى فكريا وعقليا وثقافيا مثلما لدينا نحن البالغين، وأن هناك أطفالا تزيد مستوياتهم تلك عن الطبيعي ومنهم من تنخفض، تماماً مثل الراشدين من الناس.
ولا يجب أن يختلف اثنان حول ذكاء الأطفال وسرعة البديهة لديهم، فتاريخنا الإسلامي والعربي يحفل بقصص ونماذج عن أطفال أثبتوا قدرات غير طبيعية في التفكير المنطقي وحل المسائل الصعبة وما إلى ذلك، بل إن أمثالنا الشعبية تدل على أن الصغار يفوقون الكبار قدرة على الاستيعاب وتخزين المعلومات واستعمالها عند الحاجة. والمشاريع التي تساعد على تنمية المستويات الثقافية والفكرية لدى الأطفال عديدة، ولعل من أهمها مشاريع مكتبات الطفل والتعليم بالترفيه والأنظمة العلمية والثقافية المختلفة والمسابقات المتنوعة في مجالات عدة.
ولا تنحصر ثقافة الطفل في حدود معينة، بل يمكن أن تشمل مجالات جمة مثل الأدب والفنون والعلوم وغير ذلك، فللصغار ثقافات متنوعة مثلما للكبار تماماً، وهذا ما يجب علينا أن نعيه تماماً ونحاول المساهمة بشكل أو بآخر في تنميتها، فالصغار هم المستقبل الواعد لمجتمعنا.
وكما استفاد الغرب من تجارب المسلمين والعرب قديماً في تنمية حضاراتهم وعلومهم المختلفة، يجب على مجتمعاتنا عدم الانغلاق على نفسها والاستفادة من بعض التجارب الرائدة في مجال تنمية ثقافة الأطفال، وذلك أن يتم تحضير البرامج حسب ما يناسب ديننا وقيمنا وعاداتنا.
ولا يجب إغفال أهمية تثقيف الطفل وعدم الاستهتار بعمره الصغير والانتظار عليه حتى يكبر، فلا بناء لشخصية دون وجود قاعدة وأساس متينين يعتمد عليهما، وهذا ما يتم خلال مراحل الطفولة المختلفة، والتي تبدأ منذ نعومة أظفارهم في عمر السنتين وتمتد حتى سن الثانية عشرة.
وتعريف الطفل بحضارات الشعوب تعد من الأمور الأساسية التي يجب تنميتها وزيادة معرفة الطفل بها، وهي مهمة تلقى على عاتق الجهات الرسمية المختصة بجمع التراث والمحافظة عليه، وهذه أمور عادة ما تتم في المتاحف الوطنية. والسعودية تفخر بوجود عدد من المتاحف، ورغم قلتها إلا أنها ذات جودة نوعية عالية تضم تراثاً مهماً يعرف بتاريخ الشعوب التي عاشت في المنطقة ذاتها على مر العصور، ومن أهم تلك المتاحف التي تعرف بتاريخنا السعودي خاصة وحضارات ما قبل ذلك التاريخ بصفة عامة هو المتحف الوطني في الرياض، والذي أخذت إدارته والعاملون فيه على عاتقهم مهام تثقيف الأجيال على اختلاف مراحلها.

نادية شيخ


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved