Sunday 29th February,200411476العددالأحد 9 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وداعاً إلى جنة الخلد أبا رائد عبدالعزيز العنقري وداعاً إلى جنة الخلد أبا رائد عبدالعزيز العنقري
محمد المسفر / شقراء

لا أستطيع ان احدد من أين أبدأ، فاللسان متلعثم عن اظهار عبارات الحزن، والقلم توقف بسبب رعشة يد الكاتب لهول وقع الخبر عندما علمت به صباحا بواسطة الهاتف الذي يعلن وفاة الاخ والصديق والجار الوفي عبدالعزيز بن عثمان العنقري مدير الشؤون الادارية والمالية بادارة تعليم البنين بمحافظة شقراء، كان موته خاطفا مثلما كان مرضه سريعا لم يمهله مدة كما تعودنا في مثل نوع مرضه، لكنها حكمة الخالق ونهاية الآجال المكتوبة على جبين الخلق.
كان عبدالعزيز العنقري منذ نعومة أظفاره شابا وادعا وطالبا مثاليا كاسبا لرضا والديه واسرته، ملتزما بالاخلاق والآداب طيلة مراحل حياته منذ الطفولة، ومرورا بالشباب والدراسة والعمل، ثم مسؤولا عن اسرة عرفت فيه الصديق الوفي والجار المتمسك بحق الجيرة والاخلاق الفاضلة، ولا شك ان والده كان له دور في احسان تربيته ورعايته، لكنه رحمه الله مثال للرجل الخلوق الفاضل، وعندما تربع على كرسي الوظيفية سمعت من الناس، وخاصة زملائه ومراجعيه، الثناء عليه لقاء حسن تعامله، ولم اسمع قط شكوى ضده او نقدا في ادائه او عمله، وكما يقال: هؤلاء شهود الله في ارضه.
لقد كان وقع خبر وفاته مصحوبا بألم الفراق وفقد الصديق الوفي طيب المعشر الذي يفتقده بعض الناس اليوم بسبب ماديات الحياة والصراع حول ملذاتها ومكاسبها المزعومة، لقد كان الفقيد متطهرا من هذه التفاهات الدنيوية ومن المماحكات التي توغر صدور اصحابها وتفسد العلاقات مع الآخرين.
لقد رحل رحمه الله ورصيده من هذه الدنيا الستر والسمعة الطيبة والدعاء له من الاخرين، وما الجموع الغفيرة التي رأيتها في المسجد للصلاة عليه الا دليل على ذلك، سيما انني لم اسمع من كل من قابلتهم او تحدثت معهم الا كل محبة وثناء، عليه رحمة الله، وهذا هو الكسب الحقيقي لكل نفس بشرية تؤمن بان الموت حق وانه مصير كل حي.
رحم الله ابا رائد وانار قبرك مدّ بصرك واعتقك من الذنوب والخطايا، وجعل منزلك الجنة، وعزائي لوالدك الاخ عثمان العنقري المربي الفاضل الذي افنى شبابه في سلك التعليم، وربى اجيالا هي الان سواعد تعمل في مجالات مختلفة لبناء الوطن، وعزائي لوالدتك وابنك رائد وكافة اسرتك.
اللهم ألهمهم الصبر، وعظم لهم الأجر، انك بعبادك رحيم.
وستظل ذكراك عطرة لدى معارفك ومحبيك لطيب معدنك وسمو اخلاقك، وان كنت نائما تحت التراب فان صدى سيرتك سيبقى حيا في الاذهان وراسخا في الوجدان.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved