Thursday 4th March,200411480العددالخميس 13 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
أم الجرائم
جاسر عبدالعزيز الجاسر

مهما كان الإنسان متحجر الفكر ومنغلق الانتماء طائفياً أو مسيساً لا يمكن أن يقدم أو يساهم في ارتكاب جريمة كالجريمة المركبة التي حصلت في كربلاء والكاظمية.. إذ إن أي إنسان مسلم لا يمكن أن يقدم على هذا الفعل الإجرامي المشين الذي يخرق العديد من الدلالات الزمانية والمكانية والمضامين القدسية ليس عند الشيعة المسلمين بل أيضاً عند أهل السنة، فقتل المسلمين عمداً وبالأسلوب الذي تم ليلة العاشر من محرم الحرام عمل محرم تفوق حرمته ما يرتكب في باقي الأيام، فكيف إذا ارتكب في المكان الذي يضم مراقد أهل البيت، ويستهدف أناسا أبرياء بسطاء يمارسون طقوساً اعتادوا القيام بها.
هذه الجريمة المركبة والتي لا يتصور أحد أن يقدم أي مسلم عليها مهما كانت له أجتهادات متعارضة.. وهي جريمة لا يمكن لأحد أن يفكر فيها.. فكيف يقدم على ارتكابها، ومن يرتكبها ممن ينتسبون إلى الإسلام فهو بريء منهم، لأن دم المسلم محرم على أي مسلم آخر، وإذا كانت الجهات المعادية للعراق قد استطاعت أن تجند من باع دينه وإنسانيته ووطنه وقبل القيام بدور في هذه الجريمة التي تصب نتائجها في خانة أعداء العراق الذين يهدفون إلى خلق فتنة طائفية والتي لم تبدأ فصولها فيما حصل في كربلاء والكاظمية، بل سبقها إلى ذلك ما حصل في النجف عند اغتيال محمد باقر الحكيم والاعتداء على أحد مساجد أهل السنة في بغداد واغتيال الشيخ شقيق حارث الضاري فجميعها مقدمات ومحاولات متواصلة لجر العراقيين إلى حرب طائفية تخدم أهداف أعداء العراق والحمد لله أن العراقيين من السنة والشيعة حتى الآن متنبهين لهذه المحاولات ويقظين تماماً لما يجري من أعمال لإشعال الفتنة الطائفية المعروفة أهدافها فبعد أن عجز أعداء العراق عن فرض الاحتلال على العراقيين وفرض الاستكانة عليهم، وجدوا أن أفضل وسيلة للسيطرة عليهم هو إحداث الفرقة بين العراقيين بإشعال الفتنة الطائفية، التي إذا ما اندلعت لا سمح لها ستجعل المحتلين هم المستفيدين الوحيدين من الاقتتال والفرقة والسيطرة على العراق أرضاً وشعباً وثروات.
وكم كان الشيخ حسن فضل الله والشيخ حسن نصر الله والدكتور محسن عبدالحميد والشيخ أحمد الصافي رائعيين وهم ينبهون العراقيين إلى عدم الانجرار إلى ما يسعى اليه أعداء العراق وأعداء الأمة من إشعال للفتنة التي ستحصد آلاف الأرواح وتقضي على الإرادة الصامدة للشعب العراقي في رفض الاحتلال.
لا يغيب عن فطنة القارىء أهمية متابعة الحدث المأساوي الذي حصل في كربلاء والكاظمية، مما يفرض متابعته وتأجيل مواصلة الحديث عن ثوب الإصلاح الغربي الذي نكمله يوم السبت.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved